الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة مصر تعيد رسم ملامحنا

ثائر زكي الزعزوع

2011 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


حين دخلت القوات الأميركية إلى بغداد وأطاحت بنظام صدام حسين، استبشرنا خيراً بسقوط طاغية مستبد لكن الألم اعتصر أفئدتنا ونحن نرى بغداد بكل ما تمثله في وعينا وفي تركيبتنا الثقافية والإنسانية تتهاوى حزينة، ثم أصابنا الغم أكثر ونحن نرى الميلشيات الطائفية تنهش لحمها، وتحرق أشجار نخيلها.
نعم أصابنا اليأس، وكانت نكسة جديدة تعقب نكسة 67 التي أصيب بها معاصروها ودفعت بعضهم إلى محاولة الانتحار، أو مثل اجتياح بيروت الذي دفع خليل حاوي للانتحار.
وحين رأينا صور انتحار محمد اليوعزيزي شرارة الثورة التونسية، هززنا أعناقنا بفعل اليأس وقلنا: وماذا سيستفيد؟
كنا قد فقدنا الثقة بأنفسنا، ولكن حين رأينا صور زين العابدين تتهاوى، ورأيناه يفر من تونس، انتعشنا، لكن لم يكن هذا كافياً كي نقول إننا شفينا من يأسنا.
وحين بدأ شباب مصر يسيرون في شوارع القاهرة متجاوزين خوفهم وخوفنا، يأسهم ويأسنا عاد إلينا ذلك الشعور اللذيذ بالتفاؤل، الشعور الرائع بالحماسة.
تفاءلنا وأصابتنا الحماسة، وحين امتدت حركة شباب مصر في كل مدن مصر المحروسة، أحسسنا بعودة الروح وغنينا: مصر يمة يا بهية..
حين وصل المتظاهرون إلى ميدان التحرير بدأت حرب التحرير، نعم هي حرب للتحرير وهؤلاء الثائرون الجميلون محرِّرون مثل غيفارا الذي يرفعون صورته، ويقولون للجالس على عرش مصر منذ ثلاثين سنة: ارحل، ارحل.
بدأ الطاغية يتململ في كرسيه، بدأ يبحث عن سياطه وزنازينه، استعان بحرسه القديم والجديد، وبحلفائه القريبين والبعيدين، ولو استطاع لتحالف مع الشيطان، لكنه لم يعلم أن هذه اليقظة المدهشة لا تخبو، وأن صناع التاريخ هؤلاء لم يأتوا لكي يخافوا، ولا لكي يتراجعوا، بل هم ساروا إلى الشمس ليحطموا قضبان سجن مبارك، ولن يستطيع أن يوقفهم أحد.
هي ثورة لن تتوقف في مصر، لأن مصر أم الدنيا، و ثورتها هي ثورة كل الدنيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل