الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البكباشى والشعب المصري

عباس داخل حسن

2011 / 2 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


البكباشى* والشعب المصري
حكومات العسكر والحكومات المتماهية معها تعتقد وبقوة وميكافيلية فجة في البقاء على كراسي الحكم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا حتى لو كان باحراق البلد والبشر والتاريخ والماضي وتجير كل انتصارات وانجازات المجتمعات لهم ويتعاملون بعقلية المالك للبلاد والعباد اوبعقلية الاقطاعي اوالقصير فمال الله لله ومال القيصر لابنه واحفاده واتباعه وانشاءالله الشعب يشحذ ويموت
اليوم العالم يعيش لحظة بمنتهى الخطورة ، لحظة مفصلية بكل ماتعنيه الكلمة ستغير وجهة منطقتنا والعالم على حد سواء جاءت بفضل الشعب المصري وثورة شبابه (ومن قبله ثورة الشعب التونسي) المرابض في خندق ميدان الحرية وبقية مدن مصر وهم مسلحين بالايمان والصبر ومدججين بوطنية لايزاود عليها احد بوجه نظام استهتر بمقدراته وكرامته ورزقه لعقود عجاف
ان مايجري الان في ميادين مصر عرى صورة الحكم في مصر والمنطقة فالرئيس مبارك يفكر بعقلية الجنرال المحارب وبعد ثلاثين عام من تبوءه رئاسة اهم بلد عربي لاسباب استراتيجية نظرا لموقعه الجغرافي الافروعربي والصراع العربي الاسرائيلي واسباب عديدة اخرى يظهر الرئيس مبارك بخطابه في يوم القيامة المصرية بمظهر كانه امام سرية اوفوج ليصدر اوامره بتشكيل حكومة او باصدار صكوك اصلاحات فورية متناسيا انه حكم البلاد ثلاثين عام دون ان يذكر له منجز اومشروع اصلاح من اجل المجتمع والديمقراطية ومؤسسات الدولة متلمسا كتفيه لتحسس النسر والدبور واصبح النسر منتوف الريش والدبور لايلسع ، متذكراً ايام حرب وانتصار ضاع وجير للعدو بعد ان بيعت ثروات مصر واستنزفت لصالح اسرائيل وغيرها من الخواجات
والمفارقة ان الرئيس ونظامه لم يقرأوا حتى كرم شعبهم وتاريخه وتسامحه مع من سبقوهم وبدا اصرارهم الاجوف على البقاء فلو نزل الرئيس من اعلى برجه وتنحى منذ البداية استجابة للثورة الشعبية لبقي معززا مكرما ويودع الحياة السياسة بتحية عسكرية واحدى وعشرون اطلاقة كما فعلها العسكر مع الملك فاروق الاول في ثورة يوليو 1952
ان الشأن المصري لايختلف كثيرا ولم يكن معزولا عن بقية المنطقة برمتها ومايشهد على ذلك المظاهرات المؤيدة لثورة الشعب المصري وانخرطت معظم وسائل الاعلام بشتى صنوفها في الاهتمام وتأييد ثورة الشعب المصري ومن لم يتاح له حرية التعبير فبقلبه وذلك اضعف الايمان نتيجة لقمع مماثل لازالت تعيشه بعض شعوب المنطقة
لايمكن باي شكل من الاشكال دوام النظام المصري الحالي بعد ان غسل حتى الحلفاء ايدهم منه وبعد الخسائر الفادحة التي قدمها المصريون من اجل اهداف مشروعة لايمكن التنازل عنها رغم المد والجزر للاحداث المتسارعة وردود الفعل الدولية .
وفي ظل انفتاح الفضاء وتقنية الانترنت والتواصل عبر الفيس بوك وتويتر لامجال للتشويه اوالادعاء بغير الحقيقة من قبل بعض اذيال النظام وبعض الانظمة التي لاتدع لمواطنيها حتى التضامن من بعيد مع الشعب المصري .
لقد اضاع الرئيس حسني مبارك بطولاته وانجازاته كمحارب منذ ان كان بكباشى في سلاح الجو المصري وحرق تاريخه بحكمه الجائر لمصر وبعقلية جنرال ديكتاتور لارجل دولة ينهض بمصر وشعب مصر الذي يمتلك من الطاقات لاتمتلكها كثير من الدول التي ارتقت درجات عليا من الرقي والتقدم والعدالة الاجتماعية وتحقيق دولة الرفاه والمساوات .

*البكباشى رتبة مقدم في الجيش المصري وقد بزغ نجم الرئيس المصري يوم كان معلما في كلية الطيران الحربي وتسلق بعدها المراتب ليصبح رئيسا بعد اغتيال السادات كما ذكر لي احد تلاميذه من الاخوة المصريين

عباس داخل حسن
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر