الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجد لانتفاضة الخبز والحرية ولتتعزز في بلدان العالم العربي

فؤاد محمد

2011 / 2 / 4
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


المجد لانتفاضة الخبز والحرية ولتتعزز في بلدان العالم العربي
فيما تواجه الطبقات الحاكمة في العالم العربي ازمتها البنيوية الحادة وترتعش خوفا من تفجر انتفاضة الشغيلة والمحرومين والكادحين تستمر انتفاضة الخبز والحرية، بدءا بتونس ضد نظام بن على واتباعه وزبانيته، ومرورا بمصر، وشرارة الغضب تعم سائر الدول الاخرى في العالم العربي.
ان اتحادنا اذ يشارك الشعب التونسي ابتهاجه برحيل رمز الاستبداد بن علي ويتضامن مع الشعب المصري ضد نظام مبارك وازلامه يؤكد على ان الانجازات التي تحققت على ارض الواقع وتعميق مضامينها الاقتصادية والاجتماعية رهن باستمرار الانتفاضة وتعزيز تلاحم قواها الشعبية. كما ندعو في الوقت نفسه الجماهير المحرومة والكادحة في العالم العربي الى توحيد الجهود للانتفاض ضد الاستبداد والظلم واللامساواة وانعدام العدالة الاجتماعية معبرين عن دعمنا وتأييدنا الكامل، مؤكدين بأن الاحتجاج الشعبي سيكون بداية لاجهاض هذه الانظمة والاجهاز عليه وان حضور الطبقة العاملة ومنظماتها وقياداتها في معترك النضال السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحضور سائر التنظيمات المدنية والتقدمية خاصة التنظيمات والشبكات الشبابية التقدمية التي كانت وما تزال عماد الاحتجاجات والمسيرات ومخزونها الذي لاينضب شرط رئيسي لانجاح الاحتجاج الجماهيري.
ان استمرار ومواصلة الانتفاضة والاحتجاج امر ممكن وضرورة موضوعية تستمد شرعيته و قوته وجبروته من واقع موضوعي وتناقضات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة تهز احشاء النظام الرأسمالي العالمي والعربي على حد سواء، وتبين عمق وشدة التناقضات الطبقية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تنخر جسد الانظمة الرأسمالية العربية المتخلفة الفاسدة، جراء تراكمها طوال العقود الفائتة.
لقد عانت هذه الانظمة ومنذ تشكيلها من تناقضات مستعصية، فمن جهة تشكلت فيها طبقة برجوازية فاسدة ارتبطت بالرأسمال العالمي والدوائر الامبريالية ومستحوذة على المفاصل السياسية والاقتصادية الرئيسة ومحتكرة كافة وسائل العنف والقمع باسم الدولة، والتي سخرتها خدمة لمصالحها الضيقة وملكيتها الخاصة، من جهه اخرى عانت الطبقة العاملة والفلاحين والمعدمين وقطاعات شعبية واسعة من الحرمان والعوز والفقر والبؤس وانعدام العدالة وقلة المداخيل وانعدام فرص العيش بكرامة، ومورست بحقها و باسم الدولة والقانون وماتزال تمارس كافة اشكال الظلم والاستبداد والقمع والارهاب.
ونتيجة ذلك فان هذه الانظمة تقف ومازالت على بركان جماهيري غاضب قد ينفجر في اية لحظة، لقد وعت الدوائر الامبريالية وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الامريكية خاصة بعد احداث11 ايلول وعبر مشروعها المسمى بـ "الشرق الاوسط الكبير" على ضرورة اجراء تغيرات في بنية الانظمة العربية الحاكمة لتكون متنفسا لها في ازمتها الخانقة، الا ان تلك الاجراءات فشلت في وضع المجتمع في مساره الصحيح باستتباب الامن وفي اعادة بناء الدولة، في المقابل استمرت البراكين الشعبية في الغليان وانغمس الحكام العرب كذلك في طغيانهم.
الآن وقد تفجر بركان الغضب الشعبي العارم على تلك الانظمة الفاسدة وأخذت تنهار وتتداعى بشكل دراماتيكي، الانظمة التي دامت لعقود لم تستطع الصمود لايام وأن مصيرها السقوط الدراماتيكي السريع أمام مطالب الشعب بالخبز والحرية وهي تستعصي على الاصلاح ولن تتخلى عن السلطة الا بالقوة وعبر الانتفاضة والاحتجاجات الشعبية.
امام هذا الواقع فان التحدي الاكبر لتلك الانتفاضات هو نسف وكنس النظام ورموزه وتصفية تركته وملاحقة مجرميه. ان الجماهير الغاضبة وبخاصة العمال والشبيبة المتحررة تريد اجراء تغيرات جذرية في النظام السياسي والاجتماعي القائم، ان رحيل رمز من رموز الاستبداد وتغير وجه من وجوهه وتبديل حكومة...الخ لا يعبر عن مجمل تطلعات ومطامح الشعوب المنتفضة ومطالبها المشروعة في الحرية والعدالة والخلاص من الظلم الاقتصادي والطبقي. وبالطبع لن تقف الدوائر الامبريالية العالمية والطبقات الحاكمة العربية البرجوازية الفاسدة مكتوفة الايدي، السيناريو المرسوم هو السعي بكل السبل الى وقف واجهاض الانتفاضة عبر مايسمى بوقف اعمال العنف، اطفاء الشرارة، طمس الارادة الشعبية، اعادة الاعتبار والشرعية للانظمة الرجعية الفاسدة ودعمها بالاموال وبكافة الوسائل الاخرى، التعويل على الجيش والمؤسسات القمعية والعصابات الاجرامية بغية ردع وترهيب الناس والمنتفضين، اجراء تغيرات طفيفة وخلق سيناريوهات جديدة، اجراء انتخابات شكلية واشراك حركات اسلامية رجعية معارضة، قمع اليسار والتقدميين والشيوعيين، الاكتفاء بتغيير الوجوه وتغيرات شكلية تمويهية لاتمس جوهر واسس النظام الراسمالي وماهيته، اي نظام العمل المأجور والملكية الخاصة، والدولة القمعية البوليسية التي تحرس تلك الاسس.
اما من ناحية الشغيلة والمحرومين فمن الضروري مواصلة الانتفاضة، تعميق مضامينها، بغية الحفاظ على الحرية ومكاسبها، وهذا الامر غير ممكن دون تعزيز دور الطبقة العاملة والمنتجين المباشرين، دون القيام ببناء المجالس والنقابات والاتحادات واللجان العمالية والشعبية وخلق اشكال تنظيمية اخرى كفيلة بتفعيل الارادة وتفجر الطاقات الشعبية، ان الخبرة الثورية للجماهير المتحررة في سائر بلدان العالم تبين بجلاء اهمية بناء تلك التنظيمات المدنية والسياسية والاجتماعية، تبين اهمية بناء الكومونات والمجالس الشعبية والعمالية واللجان الثورية في خضم الاحتجاجات الشعبية العفوية العارمة، وتبين مدى اهميتها في استمرار لحمة النضال وتحقيق غاياته المشروعة، بينت جميع الثورات مثل الثورة الروسية وكومونة باريس والثورة الالمانية الفايمرية والثورة الاسبانية وكذلك الانتفاضات الجماهيرية في العديد من بلدان العالم المختلفة وايضا في حركة المجالس الشعبية التي ظهرت الى الوجود في كردستان العراق ابان انتفاضة اذار المجيدة العام 1991تحت شعار "الخبز والحرية وحكومة مجالسية" والتي شكلت سلطة ثانية في مواجهة سلطة الدولة والاحزاب الحاكمة وسعت الى تقليم اظافر هذه الاحزاب والحد من تسلطها على جماهير الشعب، واليوم تندلع الانتفاضة تحت راية الخبز والحرية الا ان ما ينقصها حقا هو قيام تنظيمات شعبية قوية ومجالس شعبية تحررية تفرض الارادة الشعبية على كل من بعبث بامن وحياة وكرامة الجماهير.
لن تستمر تلك الاحتجاجات دون تحقيق غايتها اي توفير الخبز والحرية، لن تصمد الطبقة العاملة والشغيلة والمحرومين في ساحة المعركة لشهور بل وحتى لايام بدون توفير مصدر رزقها وتوفير الخبز والحرية لها، ستخسر الشغيلة والعمال والمحرومين المعركة السياسية في حال استمرار المعاناة على المستوى الاقتصادي، واذا ينبغي وضع حلول عاجلة وناجعة لمشكلة الخبز عبر الاستيلاء على المخازن العامة من قبل اللجان الشعبية، وعبر الاستيلاء على الاموال العامة لهذا الغرض. ولعل من المفيد التذكير بأن ما من مجتمع ساده العنف ونخر جسده الفساد والجريمة وعاش لعقود طوال في دوامة العنف المنظم من قبل الدولة ومؤسساتها القمعية وارهاب القوى الرجعية المنفلتة من عقالها لاشك بان تواكب كل انتفاضة اعمال سلب ونهب وشغب وفلتان امني، سواء من قبل العابثين والمجرمين والمستغلين او من ازلام النظام السابق والعصابات الاجرامية التي تشكلت خصيصا لهذا الغرض بغية ردع وارهاب الجماهير والعبث بأمنها وزرع التناحر والانشقاق في صفوفها.
ان السيطرة على تلك الاوضاع لاتتم عبر تعزيز دور المؤسسات القعمية السابقة مثل الجيش والشرطة وغيرها من المؤسسات التي كانت اداة طيعة بيد الطغاة والمستبدين وتعول عليها الدوائر الامبريالية العالمية والدول الرجعية لفرض اجندتها السياسية ومصالحها بغية الحفاظ على النظام السابق ورموزه واعادة بناء المؤسسات القمعية والامنية، بل يجب اعطاء دور اكثر فاعلية للمنظمات الشعبية واللجان الثورية وغيرها من المنظمات الديمقراطية الشعبية بغية الدفاع بقوة السلاح عن الانتفاضة والسلطات الشعبية ان تطلب الامر.
لتحيا انتفاضة الخبز والحرية
عاشت الاشتراكية
اتحاد الشيوعيين في العراق
1شباط 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي