الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعلى البغاة تدور الدوائر

عباس متعب الناصر

2011 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


يعلم الجميع وخصوصاً الشعب العراقي ما جرى بعد 3/4/2003 حيث دخل العراق في نفق مظلم كان اشبه بالمستحيل الخروج منه وعاش الشعب العراقي دراما تراجيديا ليس لها مثل في تاريخ الشعوب فقد غطت دماء العراقيين الابرياء كل شارع وكل ساحة وكل منزل صغاراً وكباراً نساء ورجال ولم يكن هذا المشهد المرعب خيارا للشعب العراق انما كان ثمن باهض اضطر الشعب العراقي بكل اطيافه لدفعه مرغما ..ثمن لديمقراطية امريكية فارغه المحتوى لايمكنها ان تعيش في بيئة او حاضنة عراقية دون ان يمهد لها ودق اساس متين لاعمدتها .
لقد ارتكب الامريكيون في العراق جرائم شتى يندى لها الجبين وعاراً سيبقى الى مدى التاريخ ليؤشر على نقطة سوداء في التعامل الوحشي اللانساني من قبل القوى العالمية التي تدعي الحظارة .. والى جانب الامريكين وقف وبكل اسف الحكام من اشقاءنا العرب وقفه مشينه سجلها التاريخ ودفعوا بكل قواتهم وسخروا كل طاقاتهم وعملائهم لضرب البنية التحتيه للعراق من خلال العمليات الارهابيه التي دمرت وخربت واحرقت اليابس والاخضر .. عنف لم يسبق ان شهدتة امة لم تسلم منه حتى مدارس الاطفال والمستشفيات ودور العبادة ..قتل بالجمله بابشع صوره .. فاستصرخناهم .. وقلنا اتقوا الله فينا واوقفوا فتاويكم واحقنوا دمائنا فكلمتنا واحدة هي لا اله الا الله .
لم يكن لهذه الاعمال الجبانه اي مسوغ والعراقيين لم ينكروا عروبتهم يوماً ولم يشكلوا خطراً على اشقائهم العرب بكل العكس هو الصحيح لان العراقييون وعلى مدى التاريخ سجلوا مواقف مشرفه بمشاركتهم اخوانهم العرب في المواقف والقضايا الوطنية المصيرية بل كان لهم الشرف بالدفاع عن الاراضي المصرية والسورية في الحروب التي شنت دفاعاً ضد العدو الصهيوني ولهم شواهد شاخصه الى الان .. انا لا اريد ان اسجل في كلمتي هذه مواقف الشعوب العربية من بعضها ولا احد يستطيع ان يفعل ذلك لان الشعوب العربية من مصب النيل والى الخليج العربي تعتبر شعب واحد تربطه روابط ازلية ورقماً صعب لا يقبل القسمة على اثنين لكننا للاسف علينا ان ندون وللتاريخ مواقف الحكومات العربية باكملها دون استثناء تلك المواقف المسيئة بحق الشعب العراقي المسالم الابي .
لقد ادركنا ومن اللحظات او الساعات الاولى بعد التغير الذي حصل في العراق وان لم نكن راضين بالطريقة التي حدث بها التغير والتي خلفت ما خلفته على ارض الواقع الا انها تعتبر بداية لتحقيق ما يصبوا اليه شعبنا في نيل حريته وتحقيق العدالة والمساوات في ضل نظام ديمقراطي حقيقي على المدى البعيد بعد ان تفر بل القوى الحاكمة في العراق نفسها بنفسها .. بعد ذاك كله ادرك العالم باسره والشعب العراقي خصوصاً ان ما جرى في العراق اليوم وما دفعه العراقيون ثمناً لهذا سيكون وبالا على الحكام العرب وسوف يهز عروشهم الخاوية وتحبس انفاسهم ويقلق رقادهم لان ما جرى في العراق وما تحقق رغم تحفضنا على كثير من القضايا لم تحجبه وسائل اعلام القوى الرجعيه القمعية المظللة وكما يقول المثل المصري الشعبي بان الغربال لايمكن ان يحجب اشعه الشمس .
لقد حاولت كل القوى والانظمة الرجعية العربية وما اوتيت من قوه ان تنال من ارادة العراقين وتعطل مسيرته التقدمية ورغبته في نيل الحرية وان توقف عجله الزمن وان تثير فيه الفتن فحركت نزعة الطائفية المقتيه وانشأت المليشيات وساندة قوى الارهاب والظلام ودمرت وقتلت بلا رحمة كل هذا من اجل ان تقول لشعوبها انظروا ما حل في العراق فليس لديكم خيار الا ان تمدوا رقابكم تحت سيوفنا وان مالديكم هو افضل وعليكم ان ترضخوا لارادتنا شئتم ام ابيتم .



لقد حوصر العراق سياسياً ودبلوماسيا واقتصاديا وضيق الخناق على كل مؤسساته في الداخل والخارج وحملوا العراقيين ارثا من المشاكل لم يكن هو طرف فيها من ديون واسرى ومفقودين ومتضررين الى اخره وانا متاكد كغيري بانهم لم يكونوا ليجرؤا على المطالبه بها لو كان رمز النظام السابق في سدة الحكم .
رغم كل الماسي التي حلت بنا صبرنا .. ورغم كل الجروح التي ملاءت اجسادنا ولازالت تنضح دماً تغاضينا وكفننا دموعنا بايدنا دون مواساة صديق او شقيق وتجاوزنا المحنه ونحن الان على مقربة من شاطئ الامان .
لقد تمادى الحكام العرب في غيهم وضنوا انهم في مأمن مما يجري في العراق وتصور بان حدودهم منيعه وابوابهم موصده وان شعوبهم تغط في سبات عميق لا يقضة منه غير مدركين بان الموت سياتيهم ولو كانوا في بروج مشيده وكما قال شاعرنا الشابي .. اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر .. ولا بد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر .. لقد زفة الساعة وان الاوان وانتفضت الشعوب العربية على جور حاكمها وبطشهم لقد طالتهم حمى التغير بعد ان تبين لهم ما جرى في العراق فهو كالحلم بالنسبة لهم فكانت الثورة الاولى في تونس وحققت مكاسبها والان في مصر وغداً في اليمن والسودان والثورات تباعاً فبعد ان فر زين العابدين بن علي من تونس سيلحقه مبارك اليوم او غداً وهو يشعر بالخيبه والمراره من موقف اسياده الامريكان الذين تخلوا عنه بعد ان انتفت الحاجة الى خدماته وسيحلق صاحبه الذي ينتظره على احر من الجمر وكذلك سفاح اليمن علي عبد الله صالح ومتخلف ليبيا معمر القذافي ونقول لهم .. لقد ذكرناكم .. الم تنفع الذكرى .. هنيئاً لشعب تونس وهنيئاً لشعب مصر واقول لهم لا تبخلوا بالقرابين فما ستنالونه يستحق الكثير ومع هذا فاني احذر شعب مصر بان يمسكوازمام الامور بايديهم ولايسمحوا للمتطفلين وصائدي الجوائز ومن القوى الرجعيه التي تتربص بهم والقفز على اكتافهم ليتولوا مقاليد الامور واحذروا كل الحذر من اصحاب العمائم وذات اللحى ومن ارتدى رداء الدين .. انها ثورتكم .. فلا تدعونهم يسرقونها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحذر من -صيف ساخن- في ظل التوتر على حدود لبنان | #غر


.. البيت الأبيض: إسرائيل وحماس وصلا إلى مرحلة متقدمة فى محادثات




.. تشاؤم إسرائيلي بشأن مفاوضات الهدنة وواشنطن تبدي تفاؤلا حذرا


.. هل يشهد لبنان صيفا ساخنا كما تحذر إسرائيل؟ أم تنجح الجهود ال




.. بسبب تهديد نتيناهو.. غزيون يفككون خيامهم استعدادا للنزوح من