الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حجب الموقع وحجب الانسان

ابراهيم محمود

2004 / 10 / 4
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


لم يثرني النبأ الذي سمعت به، والمتعلق بحجب السعودية لموقع الحوار المتمدن، فهذا الموقع كغيره، يبدو عليه أنه منذ البداية، آثر على نفسه أن يكون ضد التيار، أن ينزل الأشخاص الاعتبارين من عليائهم الخرافية، وأن يلغي الستار، ليتم التحادث وجهاً لوجه، وليس من وراء ستار، وأن يكون صاحب (محدثة)، وكل محدثة بدعة....إلى آخر الحديث الموجه، وأن يسعى الموقع هذا إلى (الاستفراد) بالآخرين، دون تحديد ألسنتهم ووجوههم، ولحاهم وذقونهم وعباءاتهم وأصواتهم تردداً، ومحاولة التأليف المغرضة فيما بينهم، يلتقي فيها الجبل بالصحراء، السهل بالوادي، الأرض بالسماء، ليكبر كل طرف باسم الآخر، وليس على حسابه، وليس كلقاء الصفراوي بالزرقاوي، على أرض ليست لأي منهما. لم أستغرب لقرار الحجب، والموقع يسعى إلى مطابقة الاسم بالمسمى، أن يكون فضاء لحوار، وهذا خرق للسائد، وحوار متمدن، وهذا تخريق لقانون الخيمة، ومحاولة مغرضة لتبديلها بالبيت المتعدد الأبواب والشرفات، ويستشرف الآفاق.
مثلما لم أستغراب لنبأ اعتقال الكاتب (المغرض) نبيل فياض، في سوريا، وإن أختلف معه في قضايا فكرية، ولكنني أخالف كل هؤلاء الذين يسعون إلى النيل منه، باسم حرية التعبير، وإبداء الرأي، وفي وطن لا يكبر إلا على قاعدة اختلافية، فأي اعتقال ، وفي الفترة هذه بالذات، وفي سوريا بالذات ( بلد الألسن المتعددة والمتناغمة وإن لم يشأ المغرضون الفعليون)، سعي إلى زعزعته من الداخل، والذي فيه يكفيه، كما يعلم كل ذي عين مفتحة، فنبيل فياض بدوره موقع اعتباري، والحوار المتمدن كائن يستوعب التنوع والتعدد، والمسكون بعقدة الآخر، والمختلف، محارب ظله قبل أي كان، لابل هو العدو اللدود لحقيقته التي هي تاريخية ونسبية، كما تقول وقائع التاريخ، والمهزوم من الداخل ، وعلى يديه، وإن بدا القوي في استعراضه، هنا أو هناك.
لكأن تجارب التاريخ القريبة والبعيدة لا تعلّم، من لايدرك محدودية موقعه، وآنيتها، وهو يصم أذنيه عما يجري حوله، على الأقل ليستمر هو أكثر ، وفي إثره من يعرفون به، لكأن مهازل التاريخ التي كانت مهابات التاريخ في بدايتها لم تتم معاينتها، والاستفادة منها، لها وليس لسواها قبل كل شيء.
قلبي على (الحوار المتمدن)، كما هو على أي موقع (متمدن) يثرى بالمختلف.
يدي في يد نبيل فياض، وهو بعيد عني، وأنا أسمع صوته وقد زاد انتشاراً أكثر، فكل سجين رأي إشهار بالسجن والقيمين عليه، وكل بلد تعددت وتنوعت سجونه، ضاق باسمه ومعنى وجوده كبلد حي، أصافح نبيلاً من هنا، حيث أسكن، ليس لتشكيل حلف تآمري على البلد، كما يسعى في ذلك، من يعتبرون أنفسهم رموزه، وإنما لتوسيع حدود انسانية البلد، حدود سوريا، وكل صاحب صوت مسكون بالتنوع بجواره، معتقل بسببه قبله أو بالتزامن معه، أو برسم الاعتقال لاحقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة