الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كومونة القاهرة

رحمن خضير عباس

2011 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لايشك احد ان انتفاضة القاهرة ستحقق اهدافها . فقد انطلق الغضب من قمقمه ,ولايمكن اعادة عقارب الساعة . فبعد دهر من الوعود الزائفة والأكاذيب وسرقة الأموال العامة وسوء الأدارة وتفشي الفساد الأداري , والدعارة السياسية , وسيطرة فئة من المنتفعين الذين اترفوا على حساب الفقر المدقع لطبقات عريضة من الشعب المصري . وبعد القمع والأبعاد والتهميش وسيطرة الحزب الواحد والطبقة الواحدة والرئيس الواحد . بعد كل ذلك لم يعد السكوت ممكنا . فقد طفح الكيل وهاهم المحرومون يقولون ( لا ) بعد ان رُوضوا طيلة حياتهم ليقولوا ( نعم ) .حملوا معهم قصائدهم وشعارات التغيير والرحيل . لم يحملوا سلاحا ولم يتعرضوا لأحد . حيث كانت اهدافهم كبيرة كاحلامهم . لقد جعلوا من ساحة التحرير منبرهم لآيصال رسالتهم الى ديناصورات السلطة أن اذهبوا فقد استنفذتم كل اسباب وجودكم .
كان المحتجون يشكلون نسيجا متماسكا . يتحركون تحت عنوان عريض وهو التغيير ولاشيء سواه وكانت قوتهم الحقيقية هي انهم لن يخسروا غير اغلالهم . في ظل نظام قمعي متآكل سرق منهم كل طموحاتهم , واغتال آمالهم في مستقبل لا يشع منه ولو قبس من امل . وكان هدفهم هو الصمود في ميدان التحرير حتى الأنتصار .لكن النظام القمعي لجا الى سبل جبانه , حينما وجه ثيرانه المتوحشة من بقايا الحزب الحاكم , والمرتزقة والبلطجية وشرطة الأمن المركزي الذين ارتدوا الزي المدني . وكان الهجوم على الميدان المزدحم باجساد البشر العزّل . كان المهاجمون يمتطون الخيول ويتسلحون بالهراوات , غايتهم الفتك بالمحتجين .. وتأييد مبارك ! اي عقلية شيطانية واي اجرام وحشي يمتلكه من خطط لهذا الهجوم ؟ وكيف يمكن للجماهير ان تمنحه فرصة اخرى لأن يستمر في قيادته لهم ؟ لقد كان الأمر غاية في الخساسة , حيث تبين للجميع بشاعة وجه النظام . الذي لايعني الرئيس وحكومته فقط بل تعني كل المؤسسة الحاكمة كمنظومة متكاملة لايستثنى منها قيادات الجيش او الشرطة . لقد كانت حادثة الدهس المتعمد للجماهير من قبل سيارة تابعة للأمن المركزي , والتي اظهرتها بعض الفضائيات . انما تدل على تأصل الروح الأجرامية لدى بعض قوى الأمن , التي تنكرت للشعب وانحازت الى السلطة . ان هذا يشكل من ناحية اخرى نقاط سوداء في جبين من امر وخطط لهذه الجرائم .
لقد تمترست الجماهير العريضة بمبادئها وباخلاقياتها الوطنية وبايمانها انها لا بد ان تنتصر رغم حصار الدولة وتهديدها بالفتك . ورغم المحاولات في كسر ارادة هذه الجماهير . لقد اغتيلت كومونة باريس على يد حكومة تيير . بعد ان حكم المسحوقون انفسهم لمدة 72 يوما اشاعوا روح العدل والمساوات . ولكن تظافر قوى الداخل والخارج سحق الأنتفاضة . ولكنها منحت للاجيال القادمة روحا جديدة . لكن الأمل الكبير ان تصمد كومونة القاهرة لتؤسس قيما جديدة في العدل والمساوات . ولتمنح لهذا الجيل روحا جديدة .
اوتاوة 03/02/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : هل طويت صفحة الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. هل يستنسخ حزب الله تجربة الحوثي في البحر المتوسط؟ | #التاسعة




.. العد العكسي لسقوط خاركيف... هجوم روسي شرس يعلن بداية النهاية


.. أمير دولة الكويت يعلن حل مجلس الأمة وتعليق بعض بنود الدستور




.. الحرب في غزة تحول مهرجان موسيقي إلى ساحة سياسية | #منصات