الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر

محمد زكريا السقال

2011 / 2 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


هاهي مصر تنتفضت بعد تونس وهاهو شعب مصر ينهض من جديد ، يا للروعة والفرحة هذه مصر التي أخرجت من الحاضرة العربية ، ودجل عليها بأن الأنفتاح سوف يجلب اللبن والعسل ،فذاقت مرارة الجوع والحرمان ، وقاست الذل والهوان على أيدي جلاوذة الأستبداد وفئران والنظام فسرقت البقرة الحلوب ونهبت وجيع الشعب المصري وفقد رونقه وأنسانيته ، حيث فاقت نسب العطلة عن العمل القياسات العالمية وتدنى مستوى الدخل لدرجات كبيرة تحت الصفر ، وأصبح أطفال الشوارع ضاهرة عادية شكلت مجال للأبحاث والدراسات ، بظل القمع وتكميم أفواه الشعب المصري الذي لم يغادر الميدان حيث كان دائم الحضور ولكن القمع ، والترهيب وتزوير الأنتخابات .
أن تزور مصر تجد أن كل شيء كما في سائرالنظم العربية يدعوا للثورة والأنتفاض على هذا النظام البائس ، و أن تنتفض مصر فهي مقدمة لتغيير المنطقة ، مصر هذه الحاضنة الكبيرة ذات التاريخ والدور والريادة ، التي لن تقبل باستباحة المنطقة وإذلالها ، قيد يكون هذا مبكرا الحديث عنه إلا أنه التفائل والحلم والأستفادة ، ، نعم الأستفادة والتعلم وأكتساب الخبرات ، حيث قدم لنا النموذجان التونسي والمصري درسا مهما في التغيير والثورة على اصنام وطغاة العصر ، درسا في الخطاب والبرنامج والوحدة الوطنية وهذا ما يجب أن نقتدي به ونستلهمه ، وهو الثورة على واقع الظلم والفساد واحتقار إرادة الشعب والنضال من أجل سيادة العدالة والحرية والقانون من خلال دستور يمثل أرادة الشعب ويعبر عن سيادته ، بمعنى قلب المعادلة السائدة لنظم الأستبداد التي تؤبد الطاغية وتؤلهه ، وهو بدوره يورث أبنائه ويسيد عائلته ، ويستهزأ ويحتقر شعبه ، بل يعمل على تفتيت بنى المجتمع ويشيظه ويشجع النعرات الطائفية والأقلوية ، وهذا ماكان يدسه النظام باسم محاربة الأرهاب والأصولية ، لهذا كان الرد الذي اجتمعت عليه الجماهير في تونس ومصر مفحما وساحقا وهو أن شعب مصر موحدا وعوامل توحيده ركنها المتين هو بناء وطن المصريين ، وطن يكون تعبيرا عن طموحاتهم ويفتح ذراعيه لأحلامهم ، وطن يحتضنهم ويحتضنونه كبشر أحرار يرسمون صروحه وفضائه ، تسوده الحرية والكرامة والقانون ، وهذا جسده الثائرون في تونس ومصر
أما الدرس الجميل والجيد فهو تسفيه كل دغوموجيا النظام وعهره بأننا كشعوب عربية غير قادرين على استلهام الديمقراطية ، وكل دعاتها هم عملاء للخارج ، وها نحن نرى كيف برع الشعبان في تونس ومصر من خلال توحدهم جميعا ، اسلاميين وقوميين ويساريين ولبيرالين على التغيير واحترام الأخر هدفهم بناء دستور والأحتكام اليه تحت ظل القانون وصناديق الأقتراع وهذا يشكل صفعة لكل الدجل والأستهتار بأمكانيات شعوبنا وأرادتها .
لهذا فأمكانية الأستفادة من الدروس التي يضعها أمامنا شعبينا في تونس ومصر جد مواتية ، وعليه فمن واجب الحركات الوطنية في المنطقة العربية والمثقفين والطلاب تكثيف حوارتهم وعقد مؤتمراتهم على أرضية إننا أبناء وطن ،همومنا الحرية و الكرامة وسيادة القانون والعدالة ، ونبذ ورجم ذرائع النظام وترويعاته الطائفية والأقلاوية ، وهي فرصة لنبذ الخلافات وعقد مصالحات تاريخية تعيد تماسك الشعب وتمتين عراه وبناء جسمه في ظل الحرية والديمقراطية والتقدم باتجاه ازدهاره .
علينا كشعوب ان نحصن شعبنا بمصر ونحن ندرك مدى الأشكالات الأقتصادية والأجتماعية التي أورثه إياها النظام ومدى الأرتهانات للكثير من المعاهدات المجحفة والمذلة بحق مصر وتاريخها ، لذا علينا المبادرة لرفدها والضغط على الدول العربية من أجل تقديم المساعدات والمنح التي تجعلها تقف على قدميها وترسخ عرى نظامها الديمقراطي وخططها التنمويية ، ان المهمة الملحة للطليعة العربية هي حماية وتحصين الثورة بمصر بعتبارها مقدمة للنهوض في المنطقة ودحر الأستبداد واسترداد الشعب لحريته وكرامته .
لنبادر ومن اليوم بأعداد أنفسنا من أجل رفد الثورة المصرية وتشكيل اللجان الداعمة لحقه بالحرية والظفر بالديمقراطية ، قد يكون مبكرا الحديث عن جمع التبرعات ورفد الجماهير بالمواد الغذائية الأساسية إلا أنه يجب أن لا يغيب عن أعيننا العيون التي تترصد بما يحصل بمصر ومراقبة حركة الشعب المصري واتجاهها ، والتخطيط لجعلها حركة مطلبية ولي عنق أفاقها وما ينتج عن شق عصا الطاعة التي رسمت للمنطقة ونفذت بأيدي الأنظمة كوكيل يمهد لتمرير المشاريع وتقسيم المنطقة ونهبها ، بعد أن هشم وقمع الشارع وسلبت مواطنيته وإنسانيته .
ليكن مفهوما ومدركا أن الثورة المصرية تؤرخ لعصر جديد ونهاية مرحلة مظلمة وحالكة السواد في المنطقة العربية ، لذا علينا التجنيد لها ورصد كل سواعدنا من أجل إنجاحهها وتحقيق أهدافها ، وهذا هو الكفيل لقدح نار الثورة في المنطقة كلها ومن الواضح أنه قد اشرقت وقربت شمس الحرية بعد أن تفجرت تونس ومصر
مصر بهية وولادة مثلما حلمنا بها وعشقناها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني