الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتضفاضة مصر والدور الامريكي المطلوب

تاج موسى آل غدير

2011 / 2 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


دخلت الانتقاضة المصرية اسبوعها الثاني في مواجهة النظام وهي تحمل مصر كل مصر نحو مرحلة انتقالية, نحو تغييرات غير قابلة بامكانية العودة الى الوراء, ويبدو واضحا لكل من يراقب الساحة المصرية, ان قوة اجتماعية شابة ضخمة مكونة في معظمها من العاطلين عن العمل ومن حملة الشهادات الجامعية وذوي التأهيل الحديث في ممارسة وسائل الاتصال الاجتماعية الجديدة, هم اللذين يشكلون القوة المحركة لهذه التجمعات الغاضبة, وما نستطيع فهمه من خلال تتبعنا لما يجري في مصر هو ان المحرك الاساسي اللذي فجر موجات الاعتراض والغضب والمطالبة بالتغيير كان محركا داخليا بشقينن, الاول اجتماعي ضد اتساع الفقر والفساد.
والثاني سياسي ضد استمرار غياب الديمقراطية السياسية والاليات السليمة المرتبطة بها. وفي هذا المجال مارست الولايات المتحدة الامريكية عبر ادراتها في عهد الرئيس كلنتون وبوش ثم اوباما ضغوطا متصلة على النظام المصري كما ان هذه الادرارت لم تخفي تأييدها في دعم الاعتراض على الاستبداد السياسي اللذي مارسه النظام المصري رغم تبنيه نوعا من الديمقراطية الاعلامية وحرية ممارسة النقد منذ عقد الثمانينات. لقد وضعت الادارات الاميركية, النظام المصري تحت رقابة اصلاحية النزعة, على الرغم من التحالف الراسخ مع هذا النظام والرئيس مبارك كحليف ثابت وموثوقا به فيما يخص سياسة الولايات المتحدة الاميركية الخارجية, خاصة فيما يتعلق بسياستها في الشرق الاوسط منذ معاهدة الصلح الاسرائيلية – المصرية التي غيرت السياسة الخارجية المصرية رأسا على عقب كما ادت الى تحولات داخل مصر من الاشتراكية الناصرية الى رأسمالية نظام السوق بشكل متدرج في عهد الرئيس الراحل انور السادات ثم اخذت مداها في عهد الرئيس مبارك. لكن البنية الاجتماعية للنظام المصري بقيت هي ذاتها, فإن حكم الرئيس مبارك هو استمرار للتغيير اللذي حصل في مصر منذ عام 1952, وهو نظام مجتمع الجيش اللذي يفرز بصورة دائمة رجالا للسلطة في المواقع الاساسية. وحاليا يبدو ان الاحتجاج الغاضب ضد استمرار نظام الرئيس مبارك قد استطاع ان يوحد غالبية المصريين وان يغّيب الفوارق الايديولوجية والسياسية والاقتصادية بينهم, ولكن عند حصول التغيير وغياب الرئيس ونظامه عن الساحة المصرية والدخول في مرحلة جديدة في بناء نظام ديمقراطي برلماني او رئاسي ووضع دستور جديد للبلاد سرعان ما سيبدأ الفرز بين القوى السياسية المصرية وتياراتها المختلفة من يساريين حاليين وسابقين وليبراليين وعلمانين واخوان مسلمين وغيرهم من الناشطين, عندها سوف تتوزع جموع الشباب من ذوي المؤهلات اللذين حملوا على عاتقهم التصدي للنظام وتقديم التضحيات المترتبة على هذا التصدي , لاننا نلاحظ غياب كامل لبرنامجهم اللذي من شأنه وضع حركتهم داخل الخارطة السياسية للمعارضة المصرية الحالية, كما نلاحظ غياب البرنامج الشامل لهذه المعارضة فيما يخص المرحلة الانتقالية وكيفيه التعامل معها والخروج بالبلاد نحو نظام ديمقراطي جديد , وحتى لا تختلط الاوراق, نرى ان من واجب الولايات المتحدة الاميركية حاليا ان تقوم بخطوات جوهرية فيما يخص مساعدة المصريين على تخطي المرحلة الانتقالية وتجاوزها بسلام وكذلك ننتظر منها القيام بخطوات صعبة لكنها ضرورية في فرض السلام بمنطقة الشرق الاوسط وممارسة ضغوط حقيقية وفاعلة على قوى اليمين الاسرائيلي من اجل انجاز تسوية قابلة للاستمرار بين العرب واسرائيل وتفعيل المباردة العربية التي اطلقتها القمة العربية في بيروت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف