الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد مبارك في مصر

السموأل راجي

2011 / 2 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الشّعب أصدق إنباءًا من الكتب:هكذا تتراءى صورة جماهير ميدان التّحرير والمنتفضين حول القائد إبراهيم في الإسكندريّة وميادين محافظات ومدن مصر البهيّة،منذ ما بعد صلاة الرّحيل والغائب كانت الحشود متوحِّدةً كأبهى مظاهر الوحدة غابت فيها نعرات عملت جهات شاذّة في التّاريخ وساقطة من حكم البشر على إثارتها بلا هوادة لتسقط مجهوداتهم في قنوات الصّرف الصحّي للمنتفضين الذين كان منهم من يصلّي وبجانبه مسيحيّ يتلو ترانيمه وملحد يحمي الجموع وبهائيّ رافعٌٌ إصبعه والهتاف واحد لا ريب فيه لا يسمعه إلاّ أصمٌٌّ تعيس:يسقط حسني مبارك وكلاب دعّمت أواصر عصابته.

لقد مثّل ميدان التّحرير بالأخصّ ومعه ميادينٌٌ عدّة مسرحًا لأعراس شعب يزفّ شهدائه إلى جنّة التحرّر الدّيمقراطي على نقيض فاشيّة الولايات المتّحدة وكلب حراستها الجاثم طيلة عقودٍ ثلاثةٍ مسروقة بتخطيط ومنهج مصدره بارز من عمر تنمية الإنسان وشقاء شعب وعرق كادحين ونضالات أحرار فحان أوان ردّ العار على أعقابه بدحر الأرعن مبارك وبصق من دعّمه لمواطنهم الحقيقيّة،لحظة فارقة ستبقى راسخة في الأذهان رغم تكالب البورجوازيّة الصّغرى(الوضيعة كما يحلو للنّمري نعتها)منذ ما قبل الأمس على الترشّح المسبق لمنصب لن يكون إلاّ شرفيًّا كما تريده الجماهير في ركوبٍ بليد على قطار إنتفاضة أخذوه منطلقًا منقادٍ بيدٍ لا تمتدّ إليهم،أيادي صنعت مجدها بصورةٍ تراكميّة بعد سنوات حافلةً بالمعارك وسنةٍ مضت منذ قريب كانت داميةً في محطّاتٍ متعدِّدةٍ منها بلغت في مجمعها قرابة 300إحتجاج عٌمّالي/وظيفيّ أهمّها مظاهرات المطالبة بالتّرفيع في الحدّ الأدنى للأجور وقبلها وبعدها إحتجاجات كبرى ذات طابع ديمقراطيّ وقوميّ كالنّهوض لدم الشّهيد خالد سعيد قتيل ضبّاط قسم سيدي جابر بالإسكندريّة ومعارك ضدّ السّلطة في تخاذلها إزاء العدوان الدّمويّ على غزّة ومعارك كبرى أخرى ووقفات الشّباب التي لا تحصى ممّا ساهم في زخمٍ رهيبٍ كان لا بدّ أن يتكثّف خاصّة بعد الإطاحة بالدّيكتاتور صنيعة مافيات باريس/واشنطن في تونس والتي واكبتها جماهير مصر لتنسج على منوالها حدثًا عجزت عصابات الحٌكم في أوروبا وأمريكا عن تطويقه ولم تنفع لا البلطجة ولا قنابل الغاز مٌنتهية الصّلوحيّة المعروفة مصانعها وكيفيّة دخولها في إخماد أنفاس عائلات زحفت لميادين التحرّر لتوطيد أركان الوحدة الوطنيّة وتوجيه التّناقض رأسًا ضدّ رأس السٌّلطة المهترئة.

وثائق عديدة تمّت مصادرتها من أقسام شرطة ومديريّات أمن وتسرّبت لوكالات الأنباء وثائق أخرى من سفارات ودوائر أمنيّة أوروأمريكيّة كشفت عن مخطّطات إحداث الإنفلات الأمنيّ وتجنيد سجناء الحقّ العامّ من قبل حزب اللاّوطن الحاكم وعمليّات إغتيال كان مقرّرًا تنفيذها وأشياء عدّة لمّا كان المناضلون يتداولونها كانت قوى الغباء والتّهريج والرّداءة تنعق منها حادثة القدّيسين في الإسكندريّة وحجم التّواطؤ الدّولي مع جهاز أمن الدّولة الطٌّغيانيّ فيها ومنها ثروات عائلة مبارك البالغة 45مليار دولار ومنها حملات خفافيش ضدّ قوى يساريّة بعينها وأشياءٌٌ أظنّ أنّ مافيات العرب وأوروبا وواشنطن ليس لها أمامها إلاّ الرّحيل الطّوعيّ لسجون غوانتانامو لهول ما رسموه وزرعوه من أشواكٍ ودماءٍ في درب شعب يأبى الموت.

قرابة 1300حيّ عشوائيّ بعضها مقابر و17مليون عاجز عن مسك القلم والقراءة وملايين العاطلين وفرق تسوّل تجوب الكباري من فوق ومن تحت وأطفالٍ مكانهم المدارس يتحوّلون للأعمال الشاقّة بسبب الفاقة النّاتجة عن تفقير الفقير وإثراء طغمةٍ على حساب كلّ الفئات عنوان سياساتها:اللّيبراليّة وعولمة الإقتصاد وأردافها أبواق الخراب من مهاجمي عقائد بعينها بأوامر من محافل الشرّ والنّهب ودوائر الدّعارة المقنّنة تحت يافطات أحزاب حاكمة ومراكز دراسات الشٌّبهة فيها يقين،هذه هي مصر الآن وهي كذلك يوم غدٍ حال رحيل الطّاغية الذي وحّد وجوده بين أبناء البلد فركع السّاجدون وإصطفّ معهم حاملو المباخر وقوى اليسار متمترسةٌٌ ليهتف المزيج ضدّ الفرعون ومن نصّبه ومن دعّمه ومن دافع عنه للنّهاية،يهتفون في بلاغةٍ ،تخرس أفواه من نبح سالفًا ضدّ وحدتهم،ضدّ سياسات مبارك وصناديق النّهب وبنوك الدّم وعصابات الحقّ العامّ وبلطجة بقايا السّلطة ليدخلوا يوم جمعة الرّحيل مرحلة ما بعد مٌبارك التي لن تنجح مافيا واشنطن وأردافها ولا وجهها الآخر من ملالي إيران وروثهم في مصادرة منجزاتهم ولا سرقة مرحلة يعتزمون قيادتها ونسج ملامحها بنفس الأيادي التي أحرقت رايات مبارك وأوباما.

إنّ غدًا لناظره لقريب وملحمة ميدان التّحرير لئن كانت صدًى لساحات تونس وستتردّد في عواصم الطّغيان العربيّة الموالية لدوائر الإحتكار والنّهب الدّوليّ،فإنّ صرختها ستحلّ فوق رؤوس قوى الخراب وسرطانات عواصم سياسات اللّيبراليّة قديمها وحديثها والغد للشّعوب وفجر الكادحين تتبدّى غيومه وآن للمهرّجين الصّمت وطلقات الرّحمة مذخّرة وللقدر قيود أطرافها في أيادي عدالة أذِلاّء اليوم.

المجد للشّهداء ولشعب مصر أن يستعدّ لما بعد مبارك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-