الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام المصري لا طائفي!!

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2011 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لا يعرف النظام المصري الحاكم والمتجه إلى السقوط، أيّ طائفية في تعاطيه مع الشارع إلاّ في حالات خاصة يشعر فيها بضغط المعارضة وقدرتها على النيل منه. أما خلال الأوقات غير الإستثنائية فلا تظهر تلك الطائفية أبداً، حيث يدرك أيّ مراقب أنّها تسقط لدى التجار والمستثمرين الذين يمتصون دماء الشعب ويتحكمون برقبته مهما كانت ديانته أو مذهبه.

تلك حقيقة لها وجه آخر لا يتعلق بالتجار والمتاجرين بالوطن. وجه لا مكسب فيه إلاّ بناء الوطن الحق المبني على التعددية واحترام الحريات العامة. وجه آخر يدركه من شاهد وتابع المسلمين والمسيحيين بمختلف فئات الطرفين المذهبية والسياسية يجتمعون اليوم في التظاهرات المناوئة لحسني مبارك ونظامه المهترئ، ولا شكّ بأنّ كلّ محاولة، لتهويل الشارع المعارض من الإخوان المسلمين أو سواهم، باءت بالفشل، لا سيّما نشر المعادلة القائلة بأنّ غياب مبارك يعني حكم الإخوان بالضرورة!

قد يكون الأمر كذلك فعلاً، وقد يصل الإخوان فعلاً إلى السلطة مع خلع مبارك ونظامه وإجراء عملية ديمقراطية حقيقية تعطي الحقوق لأصحابها الحقيقيين عبر حكم الأغلبية النابع من روحها، وقد يكون الإخوان أو غيرهم أو فرق أخرى واتجاهات عديدة لا حصر لها في الحكم مستقبلاً. لكنّ الغريب في الأمر أنّ الرئيس المصري يتعاطى مع المسألة كأنّه الرجل الوحيد القادر على حكم مصر، أو الرجل الوحيد القادر على فرض النظام في مصر، ما يدلّ على عقدة سلطة نفسية يجب أن يتم علاجه مع نجليه وحزبه ونظامه جميعاً منها. فهو لا يعلم، أو يتغاضى عن أنّ الأمر منذ بدء التظاهرات منوط بخلعه، وبخلع نظامه، وبإلغاء قانون الطوارئ، وبتعديل مواد الدستور، ونشر الحريات العامة، وحرية تشكيل الجمعيات السياسية. فكأنّ مبارك أبعد من المريخ نفسه في جعله الأمر يبدو وكأنّ مجرّد تطبيقه للإصلاحات على أشكالها تحت وطأة الضغوط الشعبية، أو تعيين عمر سليمان نائبا له، أو تشكيل حكومة جديدة سيحلّ المسألة.

لم تزل طازجة أرواح الضحايا البريئة التي سقطت في كنيسة القديسين ليلة الميلاد، ولم يزل حاضراً اتهام السلطات المصرية لتنظيم إسلامي شبه مجهول من غزة بتنفيذ الجريمة. لكننا جميعاً نذكر تماماً أنّ تفجير الكنيسة جاء في ظروف كانت تتهيأ فيها الثورة المصرية للإشتعال، ما استدعى فتح ثغرة طائفية تشغل الجماهير وتحوّل اتجاهاتهم نحو الطائفية، ما يضع أمامنا احتمالاً كبيراً لقيام النظام نفسه أو عبر وسيط بتكليف منه بذلك التفجير تأميناً له وتضحية بأرواح الأبرياء.

خطة فشلت، وتم إبطالها في عقول وقلوب الشباب المصري الواعي من المسلمين والمسيحيين على اختلاف اتجاهاتهم، قبل أن تسقط في ساحات القاهرة والإسكندرية والمدن الأخرى، فالشعب يثبت مجدداً ومجدداً أنّه أكثر وعياً وذكاءً من النظام، وهذه المرّة من مصر المحروسة بدماء أبنائها وبناتها مهما اختلفت طوائفهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية