الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى...........

صلاح عبد العاطي

2004 / 10 / 5
القضية الفلسطينية


أيها المناضلين،
إن الثقافة ستكون زائفة والنضال زائف والفن والشعر والأدب والقدوة زائفة والعقلانية زائفة والديمقراطية زائفة والأحزاب زائفة، إن لم تقترن بفعل وطني واجتماعي يضاهي متطلبات التحرر والبناء الداخلي والمستقبلي، ومستوى التحديات المفروضة سيكون قاتم اسود إن لم تمنح الأجيال القادمة الفرصة للتعبير الآن عن ذاتها وقدراتها وندعمها ونساندها ونمكنها من الاستفادة من الأخطاء المتكررة، إن طريقنا ومسيرتنا تحتاج من الجميع التضامن الوطني والاجتماعي والابتعاد عن الفئوية الحزبية الضيقة والابتعاد عن النضال البيروقراطي المكتبي ونقد الآخرين، فالمطلوب خطاب سياسي اجتماعي ديموقراطي يعبر عن ذاته في ساحات النضال المحلية والعربية والعالمية.
من لا يستطيع الفعل فليأخذ مكانه في المساندة الايجابية، كفانا فردية وفعل خاص ذاتي لا يرتقي إلى عمليات النضال الوطني التحرري والاجتماعي الداخلي، فلنحصن بيتنا الداخلي الفلسطيني ونرتبه، فيجدر بنا قبل الطلب من العرب والعالم مساندتنا أن نساند أنفسنا وان نزج بكل قوانا الفاعلة في معترك النضال الوطني التحرري بكل أبعاده السياسية والشعبية والكفاحية ومن اجل إصلاح ذاتنا الفلسطينية، فكفانا تخبط إداري وكفانا غياب في القدوة وكفانا بيروقراطية، كفانا فردية وأنانية وانعزال كفانا تخبط كفانا شرذمة كفانا بؤس لنعطي الناس املأ ونساند بعضنا البعض وليقوم كل شخص بعمله وفعله ويضحي من اجل وطنه وأبناءه من اجل حياة أفضل لكل الفلسطينيين الذين يعانوا، آن الأوان لنشعر بالقوة وان نمسك بها، مجرم من يسرق مال الوطن، مجرم من يفرط بحقوقنا، مجرم من لا يقوم بدوره ومجرم وجبان من يزاود على المناضلين، مجرم من لا يلتزم بالمصلحة الوطنية العامة، مجرم من لا يحرص ولا يمارس دوره، ومن لا يستطيع فليترك لغيره الطريق ويسانده. لقد كشفت كل الحقائق ولم يعد مجال للوهم والالتباس، لم يعد مجال إلا للحق أو نموت، فلم يعد باستطاعتنا أن ننتظر الموت واحدا تلو الآخر، للأسف هناك مناطق تدك بالدبابات والطائرات وهناك أجزاء أخرى من شعبنا ومجتمعنا لا تحرك ساكنا، كفانا إحباطا للمحبطين وكفانا محاضرات للأكاديميين، المطلوب أفعال بسيطة منظمة ترتقي إلى الواقع الراهن لتعالج تراكمات الماضي في إطار الواقع ولتؤسس مستقبلا يليق بنا وبشعبنا وأجيالنا القادمة عملا وخطابا يحميهم من الانحدار والضياع في فخ الرأسمالية والعولمة الصهيونية.
يا شرفاء شعبنا ومثقفينا ومهمشين شعبنا يا فقراء يا مناضلين منشطين وفاعلين اجتماعيين يا أحزابنا السياسية وقادتها يا أطفالنا وشبابنا ونساءنا وشيوخنا آن الأوان لمغادرة حالة الصمت وان نلعن كل الفساد وإفساد كل الإحباط والقيم السلبية، آن الأوان لنتحرك جميعا لندافع عن كرامتنا وحقوقنا ولنساهم في صنع تاريخ استشهد من اجله الآلاف وسقط من اجله الجرحى وقبع في السجن مئات الأسرى، وعلينا الإبداع في ابتكار الأدوات النضالية في كل الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية ولنعطي للنضال قيمة ونمنحه حلما وأملا، فليمارس كل منا دوره من الطفل حتى الكهل ولنستثمر كل الفرص ولنقلب السحر على الساحر ولنؤسس الانتصار الذي نريد.
يا أصحاب القرار في مجتمعنا تحركوا تعاونوا تضامنوا توحدوا لا تناموا وكفانا ترقب ومراهنات وحسابات كيف نستفيد من الانتفاضة، إن منهاج الهزيمة الذي يحاول أن يزرعه الاحتلال والمهزومين لن يعطينا سوى الهزيمة والقهر.
إن الانتفاضة تحتاج منا من شعبنا أن نشد الهمم ونمارس دورا فاعلا يؤسس للنور ويطفئ الظلام ويمنحنا حلما متواصلا ومستقبل نعرف كيف نصل إليه ولو بالتراكم البسيط، فلنحارب التخلف الذاتي الإداري والاقتصادي والاجتماعي ولنشارك جميعا في منح بعضنا البعض المؤازرة والمساندة وان نتقاسم كل شيء وان نؤسس لدولة وطنية ديموقراطية يشارك الجميع في بنائها، فلسطينيي الداخل والشتات كل بدوره ولنعزل كل الجبناء في زاوية ولنغادر حساباتهم وتردداتهم وتحليلاتهم ومراهناتهم، وان لا نراهن إلا على فعلنا ودورنا إلى جانب مؤازرة كل المساندين لنا من عرب وعالم، مسلمين ومسيحيين.
يا شعبنا مطلوب من الجميع اليقظة الواعية والفعل الواعي المنظم وعلينا وبعيدا عن الخطابات أن نعمل ونعمل وكفانا هدرا للمال العام كفانا هدرا لقدرات شعبنا فلدينا كل ما تتمناه أي ثورة، لدينا شعبا وأجيال متعاقبة لن تنسى ومستمرة في المقاومة وعلينا عدم الصمت عن أي خلل وان نقوم بكل فعل وطني سياسي أو بنائي ديموقراطي من شأنه أن يساهم في استمرار المقاومة والانتفاضة.
والجميع يتحمل المسؤولية التاريخية وليس المسئولين فقط فان اخطأوا فيجب علينا أن نكون بوصلة التصحيح الديموقراطية لأخطائهم وان نكون بوصلة مرتبطة دوما بأهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة والدولة والقدس عاصمة أبدية وبالديموقراطية وسيادة القانون والعدالة والصمود سمات أساسية في معركتنا ليقف كل شخص منا مع ذاته في خضم ما يحدث فهناك فقراء لا يسترهم سوى الجدران فهل من يشعر بهم وهناك طاقات مهملة فهل من يستثمرها وهناك فراغ فهل هناك من يسده وهناك إحباط فهل هناك من يستبدله بأمل وفعل على مستوى التحديات.
إلى الجميع بلا استثناء هذا النداء فهل من مستمع ومنفذ مع كل الفخر والاعتزاز والمجد والتحيات لكل المناضلين الوطنيين والاجتماعيين في الأحزاب والمؤسسات والسلطة والمثقفين وأبناء شعبنا الذين يقوموا بدور نضالي اجتماعي فاعل في هذه الأحداث.
إلى المزيد من العطاء يا شعبنا برغم حلكة الليل لينير كلا منا شمعة ويتقدم بها عساه يشكل هديا ونبراسا للآخرين فلنتقدم وأعيننا شاخصة نحو المستقبل والكل الآن تحت المجهر.
التحية للشهداء والجرحى والأسرى المناضلين من أبناء شعبنا في كل مكان
و معا نصنع التاريخ
ونعم قد نموت ولكننا سوف نقلع الموت من ديارنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-