الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بديل عن الرحيل وحل مجلسي الشعب والشورى وحرية تكوين أحزاب جديدة وإلا ستسرق من الشباب ثورتهم

مجدي مهني أمين

2011 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم جعة الرحيل ، والجمعة القادمة للصمود ، شفنا صورة مصر، المسلمون وهم يصلون والأقباط وهم يحمون ظهورهم ، لقد دبت الحياة في ميدان التحرير، حياة بطعم جديد ، ندوات، اناشيد ،أغاني ، هتافات، شكرا لبقائك يا مبارك لأطول فترة ممكنة ، فها نحن الآن في انتظار رحيللك نلتقى في الميدان، نتقاسم الخبر وكوب الماء ، ندواي بعضنا بعضا، أحنا كنا مشتاقين على بعض، الحكم الجاف كان يضع بيننا جفوة وفجوة، لقد تكون في ميدان التحرير لدى الشباب وعي وعقد:
أما الوعي فالشباب أدرك وتأكد أن ما كان يحكمنا هو نظام مجرم قاتل ، لم يتورع - امام الكاميرات والشاشات وعيون المشاهدين في كل الدنيا- من أن يطلق الرصاص على الشباب ، الشباب العزل، ويسقطون أمام عيونا،وده ما كانش فيلم بوليسي ، لأ، ده رصاص حي ، أو سيارات الشرطة في ميدان التحرير اللي جريت بأقصى سرعة ودهست الشباب ، طاروا في الهوا وسقطوا بلا حراك امام أنظارنا على الشاشات. المتظاهرين صرخوا : "يا ولاد الـ...، يا ولاد الـ...، يا كفرة" فعلا هم دول الكفرة ، فالكافر الحقيقي هو من يستهين بأرواح الناس أو بمصالحهم من أجل أهدافه الخاصة ، هو من لا يجد أي صعوبة في الأذى والضرر ، هذا هو الكافر، أما أي واحد تاني فهو مؤمن بما يريد ، ويعمل الخير بموجب هذا الإيمان.
أما العقد فقد نشأ بين كل من في ميدان التحرير وكل من استشهد أو أصيب ، لقد أصبح بين الثوار والنظام دم ، لقد كان المطلب الأول من الثوار هو رحيل النظام، وهو طلب تعمد هذا الطلب بدم الشهداء، فأي تراجع عن رحيل النظام سيكون بمثابة نكوص في العهد بين الشباب وبين ما استشهدوا أو أصيبوا ، والمعنى واضح ، ليس هناك مخرج للأزمة إلا أن يرحل ، هو الرحيل ولا بديل، لا نتفاوض مع النظام الذي يقتل الشباب، المطلب بسيط لا يحتاج للكثير من التفاوض ، ان يرحل مبارك ، وأي تفاوض هنا معناه أن بقاء الرئيس هو موضوع تفاوض في حين رحيله أمر واجب النفاذ.
فالنظام الذي نريده أن يسقط يتضمن ثلاثة أضلاع: رئيس واسع الصلاحيات (الديكتاتور)، وجهاز أمن موالي للرئيس (الإرهاب) ، وحزب يزيف وعي الجماهير (كقدرته على تجيمع هذه التظاهرة الهزيلة التي تريد النظام). ، وبقاء مبارك حتى نهاية فترة الرئاسة يسهم في تقوية الحزب الوطني العميل ، فالمرحلة القادمة مهمة لصياغة مشروعنا الديمقراطي، وبقاء الرئيس يعطل بناء هذه الديمقراطية بكامل الطريقة التي يريدها الشعب
لقد نجحتم بصمودكم أن تكشفوا وتسقطوا أحد أضلاع النظام ، لقد اسقطم الأمن ، يبقى أن تسقطوا الرئيس وصلاحياته الواسعة، وان تسقطوا الحزب الحاكم ، أي أن يتنحي الرئيس ، ويتم حل مجلسي الشعب والشورى (من أتوا بالتزوير)، وتقوم مجموعة الحكماء بتعديل الدستور وأدارة المرحلة القادمة حتى موعد الانتخابات، وفي هذه المرحلة تطلق حرية تكوين الأحزاب وهي حجر الزاوية في التأسيس لديمقراطية فعلية؛ أحزاب قوية تمثلكم ، كأن يكون أمامنا أحزاب جديدة كحزب للحركة المصرية من أجل التغيير، أو لحركة 25 يناير ، أو غيرها من أحزاب قوية يكون لها قواعد في انحاء البلاد ،مع ضمان تسجيل كل من يرغب في هذه الأحزاب ،وضمان ان يحصل كل مواطن على بطاقته الانتخابية ، هذه الاحزاب هي التي ترشح أعضاء مجلسي الشعب والشورى ، وهي التي تختار مرشحيها لرئاسة الجمهورية، فتبدأ المرحلة التالية بدستور يعبر عن الصالح العام ومجالس نيابية ممثلة فعلا للجماهير، وفصل واضح بين السلطات ، وتحديد لصلاحيات الرئيس ، يمهد كل هذا لإدارة ديمقراطية لرئيس منتخب فعلا من الشعب.
أما حكاية ان تنظر المحكمة في الطعون فقط فستكون النتيجة ان يكون لدينا برلمان من اغلبية الحزب الوطني واقلية ضعيفة لباقي الأحزاب. لا نحن نريد الأن أحزابا جديدة تعبر عن الشارع ، ونسب حقيقية غير مزيفة لهذه ، ومحاسبة شعبية للأداء ككل من خلال كفل حرية التعبير لكل مواطن.
الأمر لا يترك هكذا في يد الحزب الوطني ، لا بد من وجود أحزاب جديدة يؤسسها أو ينضم إليها الشباب، ويكون لها قواعدها الشعبية القوية كي نضمن برلمانا قويا ورئيسا ديمقراطيا ، وتكون الثورة قد تم سرقتها، لو لم تترجم حركة الشباب في حزب قوي ، قد يكون هو الحزب الحاكم أو الحزب المشارك في الحكم ، فستسرق منا ثورة الشباب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كم انت محق
سير جالاهاد ( 2011 / 2 / 5 - 09:26 )
عزيزي مجدي من اجمل ما قرأت قولك

شكرا لبقائك يا مبارك لأطول فترة ممكنة ، فها نحن الآن في انتظار رحيللك نلتقى في الميدان، نتقاسم الخبر وكوب الماء ، ندواي بعضنا بعضا، أحنا كنا مشتاقين على بعض، الحكم الجاف كان يضع بيننا جفوة وفجوة

نعم يا أخي لكم اشتقنا الي بعضنا

سلامي لك ولكل من يحب مصر بحق


2 - نعم ياعزيزي سير جالاهاد
مجدي مهني أمين ( 2011 / 2 / 5 - 21:14 )
فنحن أمام شعب طيب حنون، مثل أرضه ونهره، والدليل ان الشباب في ميدان التحرير كانوا على وشك ان يصدقوا الكلام العاطفي لمبارك يوم 1 فبراير، وينسوا ان قبل خطابه بيوم قتلت شرطة هذا الرئيس الوطني 300 من شباب الوطن وجرحت الآلاف، ولكن هذا النظام الدموي صاحب المصلحة لم يمهل الشباب حتى يصدقوا الخدعة وهذا الكلام العاطفي الساحر، ما استحملش يوم واحد يكون نظام انسان ، تاني يوم 2 فبراير أرسل الهجانة والخيالة والبلطجية بالعصي والطوب والسلاح الأبيض، وسهر مأجوري النظام يلقوا المولوتوف على المتظاهرين طول الليل لغاية فجر 3 فبراير ، قتلوا 11 وجرحوا المئات، طبعا جروج غائرة وفي الرأس والعنين ، شوف بقة مولوتوف يعني زجاج ينفجر بفعل النار وينتشر عشوائيا في كل الاتجاهات ، وهكذا سقطت خدعة -...وعلى أرضه أموت-، لأنها في الواقع كانت تعني -على أرضه تموتون جميعا-، فهذا ما كان من النظام نحو المتظاهرين المسالمين ، بدأ فيهم تقتيلا يوم الأربعاء وحتى فجر الخميس كي يخلي منهم ميدان التحرير قبل -جمعة الرحيل-، أمام سمع وبصر العالم بدون أي خجل.

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة