الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمر المشترك بين إسرائيل وإيران

غسان نامق

2011 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


المتشددون في البلدين يرغبون في إزاحة مبارك

(نشرت مجلة "السياسة الخارجية" الأمريكية بتاريخ 31 كانون الثاني / يناير في موقعها على شبكة المعلومات الدولية هذا المقال لكاتبه "مير جافيدانفار". ونقدم ترجمة كاملة للمقال أدناه.)

أن نقول أن العلاقات بين إسرائيل وإيران قد شهدت أياماً أفضل من هذه الأيام لن يكون مبالغة. فالقلق الإسرائيلي من البرنامج النووي الإيراني قد دفع التوترات إلى مديات جديدة. وقد تفاقمت هذه التوترات بفعل تشكيل حكومة جديدة مؤيدة لحزب الله في بيروت.

ومع ذلك، وفجأة، فإن الأحداث في مصر قد أعطت كلا البلدين أمراً لم يكن لديهما منذ أمد طويل: ذلك هو المصلحة المشتركة. فبالنسبة للجمهورية الإسلامية وإسرائيل تعد المعاني الفورية للمظاهرات الجماهيرية في شوارع مصر أمراً سيئاً.

فبالنسبة لزعماء إيران، نجد أن حقيقة قيام عشرات الآلاف من المصريين بتحدي قوات الأمن والاندفاع إلى الشوارع مطالبة بالمزيد من الأعمال يجب أن تثير أعصاب هؤلاء الزعماء. فالوضع الاقتصادي في إيران يتدهور هو أيضاً. حيث أن التغييرات الأخيرة في برنامج المعونات الحكومية الواسع قد رفعت أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى، وبهذا فقد أدى إلى زيادة الصعوبات الاقتصادية. وإذ يراقبون الأحداث في مصر، سيكون من المنطقي بالنسبة لزعماء إيران أن يشعروا بالقلق من احتمال أن يحذو مواطنوهم حذو أولئك. (وحقيقة قيام الحكومة الإيرانية بنشر أعداد كبيرة من قوات الأمن عندما تم تنفيذ خطة إصلاح المعونات في شهر كانون الأول / ديسمبر تعد مؤشراً على مقدار قلقها.)

وهناك العامل السياسي كذلك. فالعديد من المتظاهرين المصريين طالبوا في بادئ الأمر بأوضاع اقتصادية أفضل، ولكن سرعان ما راحوا يطالبون بإزاحة الرئيس حسني مبارك الذي تعد الجوانب الديمقراطية لديه ضعيفة، بل تزداد ضعفاً. وبعد إعادة إنتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد بشكل مثير للجدل، والتي إعتبرها الملايين على أنها مليئة بالاحتيال، وما تلا ذلك من الانهيار القاسي، ففي هذه الأيام نجد أعداداً متزايدة من الإيرانيين يعتقدون كذلك بأنهم يعيشون تحت حكم دكتاتوري. ففي بيان نشر بتاريخ 29 كانون الثاني / يناير قام زعيم المعارضة مير مسعود موسوي بتشبيه الوضع في مصر بإيران في شهر حزيران / يونيو 2009. فقال محذراً: "الفراعنة دائماً يسمعون صوت الأمة بعد فوات الأوان"، وهو يقصد أنه على النظام الحاكم في طهران أن يلتفت إلى مطالب الشعب خشية أن يتعرض لخطر الإطاحة به هو أيضاً.

وفي الوقت الحاضر تبذل الحكومة الإيرانية كل ما في وسعها لمواجهة التهديد. وتتكون إستراتيجيتها الرئيسية من التأكيد على الرسالة القائلة بأن الإسلام هو السبب الحقيقي وراء انتفاضة المصريين. فبتاريخ 28 كانون الثاني / يناير قال مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية: "إنتفاضة شعب مصر ناجمة عن صحوة الإسلام في المنطقة." ويحاول مسؤولون آخرون أن يوصلوا الرسالة القائلة بأن مصر ستصبح دولة إسلامية في شخصيتها مثلما هو حال إيران اليوم. وقال آية الله أحمد خاتمي، إمام صلاة الجمعة في طهران بتاريخ 28 كانون الثاني / يناير: "لأولئك الذين لا يرون الحقائق، أوضح لهم أنه يجري خلق شرق أوسط إسلامي أساسه الإسلام والدين والديمقراطية مع هيمنة المبادئ الدينية."

وتحذو الصحافة الإيرانية ذلك الحذو من خلال توصيل الرسالة القائلة بأن الوضع الذي يواجه مبارك لا يشبه الوضع الذي يواجهه المرشد الأعلى علي خامنئي. فجاء عنوان مقال نشر بتاريخ 29 كانون الثاني / يناير على موقع (أخبار رجا Raja News) المؤيد لأحمدي نجاد على النحو التالي: "أوجه الشبه بين مبارك وشاه إيران قبل خلعه." وجاء عنوان آخر كما يأتي: "مصير شاه إيران ينتظر مبارك"، وهو الذي نشرته شبكة أخبار إيران بتاريخ 31 كانون الثاني / يناير.

وينطبق الأمر نفسه على إسرائيل رغم اختلاف الأسباب.

فأولاً، هناك عامل غزة. فبينما تنشغل القوات الأمنية المصرية في قلقها حيال التطورات الداخلية، نجد الإسرائيليين يقلقون من إمكانية استخدام حماس للفوضى في زيادة نقل الأسلحة والمسلحين ربما من حزب الله وعبر سيناء إلى داخل قطاع غزة من خلال شبكة أنفاقها المعقدة.

ولا غرابة في أن المظاهرات تضعف من نظام مبارك، وهو الحليف الرئيسي لإسرائيل في الشرق الأوسط. فقد تعاونت حكومته مع إسرائيل طوال سنوات: مشاركة المعلومات الاستخبارية والعمل على احتواء حماس وبالطبع الحفاظ على سلام ثنائي. فقد كانت مصر لاعباً رئيسياً في المفاوضات بشأن إطلاق سراح جنود إسرائيليين مثل جلعاد شاليط. وأغلب الظن أن مبارك الذي سيغدو ضعيفاً سوف يخفض من هذا التعاون. وإذا ما تمت الإطاحة بمبارك، فمن المشكوك فيه أن تكون أية حكومة تحل محله مفيدة مثله.

وفي خاتمة المطاف، وإذا افترضنا عدم تكرار أحداث مصر في إيران، فإن الإطاحة بمبارك يمكن في الحقيقة أن تفيد الجمهورية الإسلامية. حيث أن محمد البرادعي، وهو المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA والذي ظهر كزعيم رئيسي للمعارضة المصرية، سيسمح لإيران في أغلب الظن بفتح سفارة في القاهرة. فأثناء فترة ولايته كمدير للمنظمة الدولية للطاقة الذرية حاول الحفاظ على علاقات حسنة مع الغرب ومع إيران في الوقت نفسه. ومن المحتمل أن يتبع هذه الاستراتيجية كرئيس. فتحت قيادته يمكن لمصر أن تصبح تركيا الثانية، أي الدولة الصاعدة التي تحاول مد يدها إلى الغرب وإلى الدول الإسلامية في الوقت ذاته. أما إذا تولى الإخوان المسلمون السلطة، فإن خطبهم الحماسية ضد إسرائيل ودعمهم لحماس ستقابل بالتهليل في طهران – وهي هموم عبـّر عنها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحفي بتاريخ 31 كانون الثاني / يناير.

وعلى الرغم من أن سقوط مبارك سيكون خبراً بالغ السوء بالنسبة لإسرائيل كلها، إلا أن بعض الأحزاب اليمينية، مثل إسرائيل بيتنا وزعيمه أفيغدور ليبرمان، ستشاطر فرحة الآيات، وإن يكن لسبب مختلف. فبالنسبة لليبرمان، الذي اشتهر عنه تصريحه في شهر تشرين الأول / أكتوبر 2008 والذي قال فيه أن بإمكان مبارك أن "يذهب إلى الجحيم"، فإن مصر أقل وداً لإسرائيل أو معادية لإسرائيل بكل ما في الكلمة من معنى ستقدم خدمة كبيرة لبرنامج حزبه المغالي في القومية والذي يزدهر على تقديم الرسالة القائلة بأن العالم العربي بأجمعه معادٍ لإسرائيل.

لا شك في أن السياسة تنتج رفقاء غرباء.


أستاذ جامعة عراقي مقيم في ليبيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المقالة تفتقر للكثير
أسامة الشبيبي ( 2011 / 2 / 5 - 11:57 )
لا ارى اي معنى أو قيمة أو منفعة من نشر مثل هذه المقالة مع احترامي للكاتب، فتصريح ليبرمان القديم لم يوضح الكاتب ~المترجم~ المناسبة التي تم فيها مثل هذا التصريح
ولا يصغي الكثير من الناس بما فيهم المسؤلين الأمريكان وحتى الكثير من الأسرائيليين الى تصريحاته فهو معروف على كافة المستويات بأنه عنصري وأرعن وهو في اخر الامر يجب أن يذعن الى المخططات الأسرائيلية الأساسية الكبرى التي لن تجد رأئيساً مصريا أفضل من مبارك والغالبية في اسرائيل ترتعد فرائصهم الان بسبب الثورة المصرية سواء شاء ام ابى ليبرمان ، أرجو أن يتم اختيار المقالات بانتقائية اكبر من السادة في الحوار المتمدن

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب