الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرعية الاختطاف والقتل عند الاسلام السياسي السلفي

قاسم طلاع

2004 / 10 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مرة أخرى يخرج علينا الإسلام السياسي/السلفي( هذه المرة بمؤسسته الدينية ) " الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بفتوة تحمل تحت إبطها تناقضا ، ربما كان مقصودا، يستنكر فيها عمليات الخطف الجارية في العراق من جهة، ومن جهة أخرى تأكيده على وجود مقاومة مسلحة ( شرعية) من الواجب مساعدتها.ففي الوثيقة التي أصدرها هذا الاتحاد في شهر سبتمبر عام 2004 (اسلام أون لاين.نت)، تؤكد على أن الخطف هو اعتداء على الغير ، سواء كان مسلما أم غير مسلم، وهو نوع من أنواع البغي. هذا أولا . وثانيا، فقد أكدت الوثيقة أيضا، على أن الخطف من الأعمال الحربية المسموح بها...فما الهدف من هذا..؟
لا أعرف إذا كان ما ذكر أعلاه من قبل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جاء بشكل مقصود أم لا، فهي ، أي هذه الوثيقة تؤكد على شيئين:
الأول : أنها استنكرت العمليات الاخيرة فقط، التى جرت ضد مواطنين دولة، نظامها يساند الحركات الارهابية التي تطلق على نفسها ما يسمى بالمقاومة العراقية، وهي حركات تحمل هوية دينيةأو بقايا من النظام الفاشي المقبور، حيث تشير هذه الوثيقة الى ..." ومن باب أولى لا يجوز خطف أشخاص إذا كانوا معارضين لمحاربتناومتعاطفين معناكالصحفيين الفرنسيين..." فما المقصود هنا بالتعاطف معنا...؟
كما هو معروف ، أن الحكومة الفرنسية الحالية، إضافة الى النظام الاردني والمصري ومن هم على شاكلته، يطالبون بعقد مؤتمر دولي حول العراق، بشرط أن تشارك فيه المنظمات الارهابية هناك، والتى أعطتها هذه النظم صفة المقاومة، وبهذا ، فإن المجلس بقراره هذا، قد بعث بالإشارة إلى وجوب اتخاذ الحذر أو نبذ مثل هذه ، ، الاعمال خوفا من فقدان حلفائها. والجدير بالاشارة هنا، أن المؤسسات الدينية والمنظمات التابعة لها في أوربا، بدأت باستنكار مثل هذه، ولم يقف البعض عند هذا الحد فقط، وإنما أصدروا بيانا لم يستنكروا أو يدينوا فيه عملية إختطاف الفرنسيين ، وإنما ، أيضا ، اختطاف النساء اللتان يحملن الجنسية الايطالية، وقد أطلق سراحهن ( بفدية ) لم يعلن عن مقدارها.
ثانيا: أما الفقرة الثانية من هذه الوثيقة،فإن مضمونها على العكس تماما مما تضمنته الفقرة الاولى ( المذكورة أعلاه )، إذ إنها تجيز عمليات الخط، حيث أعتبرتها من الأعمال الحربية، إذ تشير " أنه إذا تم الخطف في أثناء القتال الفعلي، فقد أصبح المخطوفون أسرى ..." ويكون مصيرهم " في الإسلام إطلاق سراحهم، إما مناعليهم دون مقابل، أو فدية يقدمونها للمسلمين. " وهذا يعني، بما أن المنظمات الإرهابية في العراق، أعتبرت ما تقوم به من خطف وقتل وتفجيرات، يكون الكثير من الابرياء ضحايا لها، هي أعمال حربية مشروعة، فإن هذه الوثيقة قد أعطت التبرير الكامل، وبشكل مطلق، مثل هذه الأعمال، التى اعتبرها هذا المجلس، وأكثر من مرة، أنها أعمال تقوم بها ما يسمى بالمقاومة العراقي، وهي شرعية من الناحية الدينية، وهذه حقيقة لا يمكن المراوغة فيه، دليل ذلك تلك المجزة التى ارتكبتها هذه القوى ( أي قوى الأرهاب ) ) في 30.9.2004 وفي حي يسكنه الفقراء يسمى حي العامل الشعبي. الضحية 45 شهيدا ( 42 طفلا، ورجلان وامرأة واحدة ) ، هذه العملية التى تبنتها هذه القوى الظلامية سكت عنها هذا المجلس ( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) ، وكأن شيئا لم يقع... فأين موقفكم من هثل هذه العمليات، ولماذا هذا السكوت ..؟
لقد عرت هذه الوثيقة وأثبتت ، تلك العلاقة التى تربط بين الذين يطلقون على أنفسهم بالمجلس الاسلامي وما يحدث في العراق من أعمال إرهابية لإشاعة الفوضى، الهدف منها عرقلة العملية الديمقراطية الجارية الآن في هذا البلد ( العراق ) الذي عانى من حكم فاشي لم ير التاريخ المعاصر مثيل له . أيها السادة ، يا أعضاء هذا المجلس نريد أن نسمع منكم إدانة صريحة لتك المجازر والمقابر الجماعية التى قام بها صدام حسين ونظامه الفاشي، وتلك الاعمال الارهابية التى تحدث كل يوم في هذا البلد المذبوح ز فأين هي فتواكم ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تحظى سيارة بيك أب بشعبية كبيرة؟ | عالم السرعة


.. -بقنابل أمريكية تزن 2000 رطل-.. شاهد كيف علق حسام زملط على ت




.. عودة مرتقبة لمقتدى الصدر إلى المشهد السياسي| #الظهيرة


.. تقارير عن خطة لإدارة إسرائيلية مدنية لقطاع غزة لمدة قد تصل إ




.. قذائف تطلق من الطائرات المروحية الإسرائيلية على شمال غزة