الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يرحل - مبارك - الى الجبل الأسود ؟/ سيناريو أوربي - أمريكي يحمله - باباندريو- الى القاهرة ؟!

سيمون خوري

2011 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



هل يرحل " مبارك " الى الجبل الأسود ..؟
سيناريو أوربي – أمريكي
يحمله باباندريو الى القاهرة ؟


سيمون خوري

خاص بالحوار المتمدن :

ذكرت مصادر خاصة ، أنه من المتوقع وصول رئيس الوزراء اليوناني السيد " يورغوس باباندريو " يوم الأحد 7 / 2 / من الشهر الجاري الى العاصمة المصرية القاهرة للقاء " مبارك " وعدد من القادة المصريين للبحث في مبادرة أوربية – أمريكية ، بشأن إقتراحات تهدف الى إقناع " مبارك " بالرحيل الى جمهورية " الجبل الأسود " البلقانية . وذكرت مصادر، أنه جرى الإتفاق على أن يتولى رئيس الوزراء اليوناني نقل وجهة النظر الأوربية – الأمريكية المشتركة الى الرئيس المصري " مبارك " . وكانت القمة الأوربية التي أنهت إجتماعاتها في بروكسيل يوم أمس الجمعة 6 / 2 . قد ناقشت على جدول أعمالها تداعيات الوضع في مصر ، ومصير الإتفاقيات المصرية - الإسرائيلية . حيث أشارت هذه المصادر الى أن إسرائيل قد طلبت من قادة الإتحاد الأوربي ، وواشنطن ضمانات وتطمينات سياسية أمنية . بشأن مستقبل العلاقات الثنائية المصرية – الإسرائيلية .
وتعتقد مصادر أن المبادرة الأوربية – الأمريكية التي يحملها " باباندريو " بصفته مبعوثاً أوربياً وأمريكياً الى جانب رئاسته للإشتراكية الدولية ، لا سيما وأن الحزب الوطني المصري " حزب الرئيس مبارك " عضواً في هذه المنظمة ، تضمن ثلاث نقاط :
1- تشكيل قيادة ثلاثية مؤقتة الى جانب نائب الرئيس المصري الجنرال عمر سليمان ، تضم شخصية سياسية مدنية وعسكريين من الجيش .
2- أصدار بيان سياسي رئاسي ، يعلن إنتقال السلطة مؤقتاً الى اللجنة الثلاثية .
3- رحيل مبارك الى جمهورية الجبل الأسود في مكدونيا .
وأشارت هذه المصادر الى أن التأخير في عملية إنتقال السلطة السياسية بشكل عاجل . قد يؤدي الى تزايد نفوذ التيارات الإسلامية المتطرفة وسط الشارع المصري . خاصة أن الإسلاميين لم يكن لهم أي دور فاعل في إحداث هذه الإنتفاضة . وحسموا موقفهم بصورة متأخرة ، فيما يحاولون الأن ركوب موجة تزايد المعارضة لنظام مبارك . وجاءت تصريحات الإيرانية مؤخراً مؤشراً على تزايد حجم الخوف والقلق حول مآل ومستقبل الوضع في مصر . حتى أن العديد من الصحف الأوربية طالبت الرئيس الأمريكي بإستيعاب الدور الإسلامي في المنطقة من خلال منحهم " دوراً ما " في صياغة الخارطة السياسية الجديدة للشرق الأوسط . وقطع الطريق على بعض القوى " الإقليمية " في المنطقة الساعية الى توظيف الحدث المصري لصالح إستراتيجيتها . وفي هذا السياق جاءت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني " كاميرون " وكذلك الموقف الفرنسي والألماني ، كنوع من الضغط على مبارك الذي يحاول إستئجار زمناً إضافياً لصالحة الشخصي ، بيد أنه ليس في صالح مستقبل مصر السياسي . وملخصة أن " مبارك " لم بإمكانه الإستمرار على رأس النظام المصري ، ولا بد من إنتقال فوري للسلطة وأن خروجه يعيد الهدوء للشارع المصري . أو حسب تعليق الناطق الأمريكي " الأمس وليس اليوم " وكان الرئيس الأمريكي " اوباما " قد أجرى إتصالات مكثفة مع قيادة الإتحاد الاوربي بهدف بلورة مخرج مناسب لرحيل " مبارك " وإنتقال السلطة الى قيادة ثلاثية مؤقته ، تتولى التحضير لإنتخابات برلمانية ورئاسية وتعديل الدستور المصري ،لا سيما المادة 76 - 77 والسماح لكافة الأحزاب بحرية العمل السياسي .وهي نقاط سبق وناقشها المبعوث المريكي الى القاهرة مع مبارك .
هناك مجموعة من الأسماء تتداولها مراكز القرار العالمي ، والمرشحة لقيادة مصر للمرحلة القادمة. ربما يكون "البرادعي " أضعفهم ، لأن مصر تحتاج الى شخصية وكاريزما قيادية مختلفة عن شخصية " البرادعي " . قد يكون عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية ، وقد يكون الجنرال سليمان . والأخير حاول تجنب الإصطدام بين الجيش والشارع ، وأبدى تعاطفاً مع مطالب الشارع المصري . إضافة الى أنه شخصية مقبولة دولياً . إضافة الى شخصية ثالثة ، من المبكر الإفصاح عنها .
حسني مبارك ، كرئيس إنتهي منذ لحظة ولادة الإنتفاضة الشعبية المصرية ، وتعيينة للجنرال عمر سليمان في موقع نائب الرئيس ، وتشكيلة لحكومة عسكرية . بيد أن مبارك لم يفقد رهانه على البقاء حتى شهر سبتمبر / أيلول القادم موعد إنتهاء ولايته الرسمية . معتمداً على مجموعة أوراق للعب بها في الوقت الإضافي الذي منحتها له إعادة السلطة الى القوات المسلحة المصرية ، وهو جزء منها . وبالتالي فإن إنهياره السريع كما كان يتوقع البعض ، يعني فقدان المؤسسة العسكرية للسلطة التي تحكمت بها طوال عقود منذ الراحل عبد الناصر .
السلطة العسكرية هي ليست فقط قادة الألوية العسكرية ، بل هم طبقة تتألف من أصحاب شركات ومناصب إدارية عليا في سلم الهرم الإجتماعي المصري تتحكم بمجموعة من المصالح والعلاقات الإقتصادية المتبادلة فيما بينها ، داخل مصر وخارجها . وهؤلاء بطبيعة الحال ليس من مصلحتهم هذا الأنهيار السريع . بل مصلحتهم ، هي بقاء السلطة السياسية – الإقتصادية في يد المؤسسة العسكرية. ووجود مبارك وعدمة سيان .
نحن عملياً أمام مشهدين ، أو صراع إرادتين . الحركة الجماهيرية من جهة ، والمؤسسة العسكرية - الأمنية من جهة أخرى .
الحركة الجماهيرية حتى الأن لم تستطع فرز قياداتها الشابة ، ودفعهم الى واجهة الأحداث ولعب دور القائد السياسي للحركة الجماهيرية ، رغم أن المرء لا يملك سوى الإحترام والتقدير الكبير لتضحيات هؤلاء الشباب . ربما هذا العامل أدى الى خلق الثغرة التي تسللت منها بعض القوى لكي تتسلق على كتف الشباب . بهدف قطف ثمار نتائج التغيير الدستوري القادم . وهذا ما رأينا في محاولة بعض القوى فتح حوار أو الإستجابة الى دعوة " الحوار " قبل رحيل رأس النظام ، ثم تراجع بعضهم ، ووصف عملية الحوار بانها لا تملك مصداقية . في وقت كانت دعاوي الشارع تطالب بتجذير شعارات الإنتفاضة ، وتطويرها من إسقاط رأس النظام الى إسقاط النظام السياسي بقضة وقضيضه من رموزه السابقه . إذن " الحوار " لم يكن سوى عملية إلتفاف على مطالب الجماهير المصرية برحيل مبارك . حتى " البرادعي " إنجر الى فكرة الحوار والمفاوضات ، ثم تراجع بدوره ، معيداً النظر في حساباته وتحالفاته . تلك التحالفات التي أعتقد أنها كانت خطوة متسرعة وفي غير آوانها . فقد ساهمت فوراً بحرقة سياسياً . فيما يبدو أن خطوة " عمرو موسى " وزيارته للمعارضين في ميدان التحرير هي رسالة سياسية للجميع وذات مغزى محدد .
ويبقى السؤال متى سيرحل مبارك ؟ هل يراهن على تراجع زخم الإنتفاضة الشعبية بسبب التعب والإنهاك ، وعدم وجود معارضة موحدة ، وغياب الشباب عن مواقع القيادة السياسية ؟! وإستثمار الوقت في مفاوضات مكوكية ،حتى أيلول / سبتمبر القادم ؟
في مطلق الأحوال " مبارك " لا يقود مصر الأن ، ومبارك ليس " بن على " فهو كقائد عسكري ، يبحث عن مخرج مشرف وضمانات أمنية – إقتصادية بعدم الملاحقة القانونية لعائلته . هل ستصبح جمهورية الجبل الأسود مثواة الأخير ..؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزى الاستاذ سيمون خورى
هشام حتاته ( 2011 / 2 / 5 - 10:30 )
اتفق تماما مع هذا التحليل الجيد للاحداث ، ولكن هناك سيناريو آخر قد يكون هو المقبول حيث ان حسنى مبارك بعناده المعروف لن يرحل عن مصر ، السيناريو الاقرب هو ان يتنازل عن كل صلاحياته للنائب عمر سليمان حسب نص المادة 134 من الدستور المصرى ويبقى رئيسا شرفيا حتى نهاية مدته ، وهذا السيناريو هو مايتم التفاوض بشأنه حاليا بين لجنة الحكماء وبين نائب الرئيس . الايام حبلى ولننتظر لنرى ، مع خالص تحياتى لك


2 - وأخيراً سينتهي عهد الطغاة في أوطاننا
مريم نجمه ( 2011 / 2 / 5 - 11:32 )
الأستاذ الفاضل سيمون خوري تحية الثورة يا إبن الثورة الفلسطينية
شكراً لكم عزيزنا على هذه الأخبار الطازجة والمعلومات القيمة .. , المشهد الثوري المصري الرائع سيستمر بعض الوقت حتى يتبلور , نظراً لطبيعة وأداة الثوار الشباب وحيثيات الإنتفاضة والثورة , وطبيعة النظام الرسمي ومكوناته وطبيعة مصر وأهميتها كمفصل أساسي بين حقبة جديدة ولّت ومرحلة جديدة ولدت في ساحات تونس الرائعة ..وميدان التحرير وجماهيره الثائرة , الأيام القادمة ستنقشع الصورة تماما والمستقبل دائماً للشعوب المقهورة .. - تمسكوا بالحق والحق يحرركم - . -
ويسعد صباحك يا مصر .. ننحني أمامكم يا أبطال الثورة الكبرى الرائعة وجماهيرها المؤازرة والمشجعة نحن معكم يا إخوتنا في مصر الشعب لأن انتصاركم هو إنتصارنا على طغاة بلادنا 40 عاما من القهر والقمع ولا يرف لهم جفن !؟ ..
تحية التضامن يا رفيقنا سيمون وإلى أخبار سارة أخرى ودمت لنا بكل عافية ونشاط ..


3 - القيادة الكاريزمية
عمر الداهي ( 2011 / 2 / 5 - 12:47 )
نظرة واضحة وواقعية لمجريات الامور في مصر واشاطرك جوهر مضمونها الا اني اريد ان اثير نقطة القيادة الكارزمية.
منظوري ان القيادة ليست مهمة الى الحد الذي يجب ان نعلق عليها فشلا ما،فالبرنامج اهم من القيادة الكاريزمية.حينما يحضر البرنامج،ولا اعتقد ان حركة الشباب المصري تتحرك بدون بوصلة،يستطيع اي من حامليه ان يعبر عنه من دون الحاجة الى وجود وجه كارزمي على الطريقة التقليدية للثورات او حتى للحملات الانتخابية الغربية التي غالبا ما تدار حول الشكليات بدل البرامج.ايماني اننا يجب ان نتخلص من نظرة الفرد او الجماعة المنقذة وندخل عهد التوافقات والإتلافات مفسحين المجال لكل طاقات وابداعات الافراد والجماعات في خدمة قيم الحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة والاحترام دونما عبادة الشخص او الجماعة القائدة
تحياتي الصادقة


4 - مقال موضوعي يفسر الأمور الغامضة
سامي المصري ( 2011 / 2 / 5 - 14:52 )
هذا السيناريو هو الأكثر دقة في الواقع السياسي المصري والدولي، وهو يعني أمرا واحدا هو أن إسرائيل هي التي بيدها مقاليد الأمور في النظام الدولي. فالمؤامرة حقيقة وليست نظرية خيالية كما يتوهم البعض، ويبالغ فيها البعض الآخر ليفرغها من مضمونها. جمال عبد الناصر هو آخر من كان يملك الحرية لمصر تماما من النفوذ الإسرائيلي القابض، لذلك حاربته إسرائيل ومن وراءها العالم كله، ومازالوا يشوهون سمعته العظيمة وإنجازاته الوطنية البالغة الشموخ. السادات هو من باع مصر وأخضعها للنظام الدولي الذي تحكمه إسرائيل، ثم وجدت إسرائيل في مبارك واستعداداته فرصة أكبر، فقتلت له السادات. وحقق مبارك لإسرائيل كل ما تريده وباع لهم مصر وذبح لها المسيحيين. إسرائيل لن تترك مكاسبها التي حققها لها مبارك بعد السادات. الإسلاميون أقرب حلفاء إسرائيل سمعتهم سيئة جدا في مصر ولا تستطيع الاعتماد عليهم. انتفاضة الشباب المصرية كانت مفاجئة حقيقية لأمريكا وإسرائيل، وارتداد للخروج من تحت النفوذ مثل عبد الناصر. كل ذلك يجعل المخرج من المأزق في غاية من الصعوبة؛
تحياتي للكاتب العظيم على توضيح الحقائق الغائبة؛


5 - رد الى الأحبة
سيمون خوري ( 2011 / 2 / 5 - 16:21 )
أخي هشام المحترم تحية لك وشكراً ونتمنى لإنتفاضة الشعب المصري تحقيق أهدافها في العدالة الإجتماعية والديمقراطية والمساواة وببدء عهد جديد لصالح المواطن الفقير والمهمش والعاطل عن العمل. مع التحية لك
أختي مريم نجمة المحترمة تحية لك ولمعلمنا الكبير ، نأمل أن يحقق الشعب المصري ما يصبو اليه من أهداف إنسانية وعدالة وديمقراطية . نهوض مصر يعني نهوض المنطقة بأكملها على طريق الديمقراطية والتحرر من الأنظمة العسكرية الحاكمة . مع التحية لك
أخي عمر المحترم أتفق معك أن الأهم هو البرنامج بيد أن مصرهي حالة متميزة في الواقع العربي . تحتاج الى برنامح وقيادة حقيقية تمثل مصالح مواطنيها. وأعتقد هنا أن دور الفرد سيبقى يلعب دوراً هاماً . مع التحية لك
أخي سامي المحترم تحية لك ولمداخلتك الراقية ، فعلاً الإنتفاضة كانت مفاجئة لمختلف الدوائر العالمية . اذكر قبل أيام كان عدد من المتحدثين عن مصر أعربوا في معظمهم في حينها إستحالة الإنتفاضة . ومع ذلك حركة الشارع أقوى من كل التوقعات. مع التحية لك
الى أخي الكاتب المجهول مع التحية لك وأعتذر عن أية ردود عبر البريد الألكتروني. ومرحباًبك على صفحة الحوار المتمدن. مع التقدير


6 - إضافة قصيرة للمادة
سيمون خوري ( 2011 / 2 / 5 - 18:20 )
حتى هذه اللحظة لاتزال الإتصالات مستمرة بين الجانب اليوناني والقيادة المصرية بشأن ترتيبات الزيارة العاجلة لرئيس الوزراء اليوناني الى مصر . اليوم شملت الإتصالات كل من رئيس الوزراء التركي السيد طيب رجب أردوغان إضافة الى رئيس الوزراء الإسرائيلي وقيادة الإتحاد الأوربي بشأن الزيارة . حتى الأن إقترحت القاهرة تأجيل الزيارة .لكن لم يتخذ قرار نهائي حولها. في غضون ذلك تشير بعض المصادر الى أن صحة الرئيس مبارك يمكن أن تكون مدخلاً مناسباً لمغادرة البلاد للعلاج . وفي هذه الحالة يستطيع نائب الرئيس ممارسة صلاحياته الدستورية الكاملة.لكن من جانب أخر يصر - مبارك - على عدم مغادرة مصر . ويدعم موقف مبارك هذا عدد كبير من قادة الجيش .التغييرات السياسية سريعة جداً والحركة الدبلوماسية تتغيير ما بين اللحظة وأخرى هناك مشكلة تتعلق بألية إنتقال السلطة . مع التقدير لكافة القراء الأعزاء

اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل