الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أهل الصعيد ، سيخجل منكم أحفادكم

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 2 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بعد أن تنتصر ثورة الشعب المصري الحالية - و ستنتصر بمشيئة الله ، و إن إحتاجت لوقت - و يبدأ الشعب المصري في تدوين تاريخها ، فسيكون للصعيد المصري ، من جنوب القاهرة إلى أسوان ، بضعة سطور فقط .
حتى صبيحة اليوم ، الخامس من فبراير 2011 ، لا يستحق دور الصعيد ، من جنوب القاهرة ، إلى أسوان ، إلا ذلك الحيز الضئيل ، في كتاب تاريخ ثورة 2011 .
نعم هناك بضعة تظاهرات خرجت في بعض مدن الصعيد ، أذكر منها المنيا ، و لكن أظلم المناطق المصرية الأخرى لو ساويت دور صعيد مصر بها .
دور صعيد مصر بأكمله ، نعم أقول : بأكمله ، و حتى الأن ، يقف ضئيلا بالمقارنة ببطولة مدينة واحدة مثل السويس ، التي سحقت في جمعة الغضب أمن مبارك المركزي ، أو ببطولة مدينة الإسماعيلية ، أو بغضبة أهالي شمال سيناء ، دون أن أذكر القاهرة ، أو الأسكندرية ، مراعاة للحجم .
أكثر من نصف مصر ، يقل جهدهم في ثورة شعب مصر ، حتى اليوم ، عن إنجاز مدينة متوسطة الحجم مثل السويس ، ألا يثير ذلك في نفوس أهل الصعيد الشعور بالخجل ؟
أليست مصر بلدكم أيضا يا أهل الصعيد ؟
ألستم مصريين مثلما السوايسه ، و السيناوية ، و المحلاويين ، و بقية أهالي مدن بحري الثائرة ؟
إليست هذه ثورتكم أيضا ، و مطالبها مطالبكم ، إم إنها ثورة شمال مصر ، أو البحاروة فقط ؟
هل كل شيء على ما يرام في صعيد مصر ؟
هل وصل كافة أهل الصعيد إلى حد الكفاف ، و لا أقول الكفاية ؟
هل لا يوجد لديكم مظلوم ، أو محتاج ، أو غاضب على نظام مبارك ، أو شاعر بالتمييز ؟
هل أصبحت كافة قرى الصعيد تنعم بخدمات ماء الشرب النظيف ، و الصرف الصحي ، و الطرق الأسفلتية ، و بقية الإحتياجات الأساسية ؟
هل إنعدمت البطالة في صعيد مصر ، و أصبح كل من يريد عمل في ميدان تخصصه يجده ؟
هل أصبحت رواتب من يعمل منكم تكفيه ، ليؤسس أسرة ، و يكفل لها بعد ذلك العيش الكريم ؟
هل توقف التمييز السلبي بحق الصعايدة ؟
هل إنقلب الحال في السنوات القليلة الماضية ، و أصبح الصعيد ، من جنوب القاهرة ، و إلى أسوان ، منطقة جذابة ، بعد أن ظل لعقود منطقة طاردة ؟
هل فاض عليكم نظام مبارك في الثلاثين عاما الماضية بأنهار الخير ؟
أهالي صعيد مصر ، هذه الثورة فرصتكم لتشاركوا شعب مصر ، في تغيير وجه مصر للأفضل ، فإن أفلتت منكم هذه الفرصة ، و حدث - لا قدر الله - أن فشلت الثورة ، فلا تلوموا إلا أنفسكم ، و لا تخجلوا إلا من أنفسكم ، عندما تجدون كل عام محافظاتكم تتصدر قائمة محافظات مصر في إرتفاع نسبة الأمية ، و نسبة الأمراض ، و نقص الخدمات ، و معدل البطالة ، و بقية السلبيات التي تميز عهد نظام مبارك ، و التي ثار ضدها الأحرار من شعب مصر .
سيلومكم أبناؤكم ، و أحفادكم ، في المستقبل ، و هم يعانون من حياة كلها ضنك ، لأن جيلكم لم يسهم في محاولة تغيير مستقبل مصر للأفضل عندما واتته الفرصة .
كذلك فأن فشل الثورة - لا قدر الله - سيكون من أسبابه هو موقفكم السلبي الذي تقفونه للأن ، أو في أفضل الأحوال : شبه السلبي ، عندما جلستم ، تتابعون أحداث الثورة ، و كأنها تجري في بلد أخر .
كذلك فعندما ستنتصر الثورة ، و يطالع تاريخها في المستقبل أبنائكم ، و أحفادكم ، و يجدون أن التاريخ المنصف ، لم يفرد لدوركم في هذه الثورة إلا سطوراً قليلة ، سيخجل منكم أبنائكم ، وأحفادكم .
إن إستمر موقفكم السلبي هذا ، فعليكم سيلقى بعضاً من أسباب الفشل ، لو فشلت الثورة ، لا قدر الله ، و لن ينسب إليكم أي فضل في النصر ، عندما يأتي ، إن شاء الله ، و سيأتي بإذن الله ، و عونه ، لأننا مصممون ، و قضيتنا عادلة .
سيعزى إليكم بعضا من أسباب الفشل ، إن حدث لا قدر الله ، و لن تشاركوا في الفخر بالنصر عندما يأتي ، و سيأتي ، بإذن الله .

05-02-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواكشوط تعلن اقتناء جيشها مسيرات وأسلحة متطورة، لماذا؟


.. مندوبة بريطانيا بمجلس الأمن: نحن فى أشد الحاجة لتلبية الحاجا




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مقطعا لعملية تحرير 3 رهائن من غزة| #عا


.. عاجل | مجلس الأمن يتبنى قرارا أمريكيا يدعو لوقف إطلاق النار




.. نتنياهو يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القدس