الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤامرة على الثورة الشعبية بمصر

زكرياء الفاضل

2011 / 2 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



في الوقت الذي لاتزال الجماهير الشعبية معتصمة بميدان التحرير طلبا في التغيير، وفي الوقت الذي قدمت ولاتزال تقدم هذه الجماهير تضحيات من أجل بناء دولة مصرية ذات توجه شعبي تقوم القيادة المزعومة لهذه الثورة بمساومات مع الرجعية المحلية والإمبريالية العالمية على حساب الشعب المصري. فقد دخل تنظيم الإخوان المسلمين في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي عبر ألمانيا بينما يتفاوض بقية البرجوازيين، الحلفاء التقليديين للرجعية، مع نظام مبارك العميل. أما البرادعي فهو على اتصال دائم بأسياده الأمريكان. والسؤال المطروح هو: أين هي أحزاب اليسار وعلى رأسها الحزب الشيوعي المصري؟ لا أثر لها حتى على مستوى الشعارات المرفوعة في الشارع المصري الثائر.
لقد أعلنت هذه القيادات المزعومة أن يوم أمس الجمعة هو آخر عهد مبارك بكرسي الحكم وبناءا على هذا الزعم لبى الشعب المصري النداء وخرج مطالبا برحيله، لكن مرت الجمعة ولم يحصل ما زعمته هذه القيادات البرجوازية. لماذا؟ لأن هذه الأحزاب التي ظهرت على الساحة هي إما برجوازية كحزب "الغد" اللبيرالي أو حزب الوفد أو الحزب الناصري أو تنظيم الإخوان المسلمين.. وإما أحزاب يسيطر على قيادتها برجوازيون اشتراكيون إصلاحيون كاليسار المصري وعلى رأسه الحزب الشيوعي. والخيانة هنا ليست فقط يسارية محلية بل ذات طابع أممي حيث لم نرى مسيرات لأحزاب اليسار الأوروبي، وعلى رأسها الأحزاب الشيوعية، كمحاولة للضغط على حكوماتها كي لا تتدخل في الشأن المصري وتتراجع عن نيتها في سرقة الثورة الشعبية. وكذلك الأمر بالنسبة لأمريكا اللاتينية وعلى رأسها الجمهورية البوليفارية.
لن أجامل مؤسسة الحوار المتمدن التي طلب منها الرفيق عذري مازغ تأطير حملة توقيعات لدعم الانتفاضة المصرية ولم تقم بذلك إلى الساعة، فعلى ماذا يدل هذا؟؟؟! إن الحوار المتمدن لا يجب أن يتحول إلى صالون الترف الفكري لأولئك الذين تبرجوزوا منذ عقود، لكنهم بقوا معشوقين بنفسهم لذلك يطلعون علينا بمقالات يسارية في كتاباتهم في حين أنهم تراجعوا عن مبادئهم في حياتهم اليومية. فمقالات هؤلاء ليست أكثر من عرض لعضلاتهم الفكرية قصد التباهي لا أكثر. لأن الثوري يترجم فكره إلى عمل ملموس ولينين خير مثال على ذلك، فكل ما كتب كان مرتبط بنضاله اليومي والظرف التاريخي للعمل الثوري بروسيا. فأين نحن من هذا؟!
إن الثورة المصرية على وشك أن تسرق من طرف الإمبريالية وحليفتها البرجوازية ركيزة الرجعية المحلية والكل صامت يتتبع الأحداث على الانترنيت والقنوات الفضائية وكأنها مسلسل مشوق لمخرج موهوب.
الحقيقة لم أجد ما أقوله لقيادات اليسار العربي وغير العربي بما فيها الشيوعية غير مقتطف من القصيدة الشهيرة لمظفر النواب: أولاد قحبة أنتم.. إلى آخره. إن هناك مؤامرة لفض بكارة الانتفاضة المصرية وأنتم تقفون خارج ميدان التحرير صامتين ومن حين لآخر تسلون من نجاد فكركم المريض تصريحات عليلة هي، في الواقع، تعليل لتخاذلكم أكثر منها تصريح.
إنه كان، ولايزال بالإمكان، تحويل مجرى الأحداث في الاتجاه الصحيح بشعار واحد أي الشعار المناسب في الوقت المناسب ك "يا مبارك يا عميل بانتظارك إسرائيل" على سبيل المثال. هذا الشعار على بساطته فإنه سيغير توجه الجماهير نحو القضية الفلسطينية ويعبئها ضد الصهيونية وحلفائها. لكن ما نراه هو تغييب الشعارات المناهضة للاحتلال الصهيوني، مع أن مصر من دول المواجهة، وعدم التطرق للسياسة الأمريكية الإمبريالية، علما بأن الغرب وأمريكا يتدخلون بشكل مباشر لإعطاء توجه معين للانتفاضة. وهم يصرحون بذلك علنا في ظل صمت متآمر معهم من قبل القيادات المصرية المعارضة المزعومة وغياب رد فعل لقوى اليسار في العالم العربي على هذا التدخل الوقح في مصير الشعب المصري.
لقد بلغ التخاذل بالقيادات المعارضة، على حد زعمها، في مصر إلى درجة قبولها بمفاوضة نظام مبارك العميل من قبل البيت الأبيض نيابة عنها. إن أوباما وكلينتون هما من يقرران الآن ما ستؤول إليه الانتفاضة من نتائج. أهي ثورة شعبية أم انقلاب إمبريالي لتغيير الوجوه مع الحفاظ على النظام؟؟! الجواب عن القيادة المعارضة المزعومة أو المطبوخة من ما وراء الأطلنطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم