الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميدان التحرير : رمزُ ثورةِ هذا الجيل وميزان رؤيته الجديدة

وليد مهدي

2011 / 2 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


-1-

قال عنهـا شومسكي بانهــا اروع ما رأيت في حياتي ..!
ووصفهـا كثيرون في عالمنا العربي ، بأنها بداية دخول الامة في عصور الحداثة التي دخلتها الامم الحرة قبلنــا ..
إنهــا ثورة الشباب المصرية المباركة التي ولدت من رحم الفضاء الافتراضي للمعلومات الدولية أو ما نسميه " الإنترنت " .
الثورة التي اقامت قلعة صمودها في قلب قاهرة المعز ، ميدان التحرير ، هذه المدينة الكبرى التي يسيطر عليها اكبر الانظمة البوليسية القمعية في العالم العربي ، نظام حسني مبارك ، نظام الرجل الاوحد ..
اصبح هذا الميدان الكبير رمزاً للصمود والثورة منذ يومها الاول في 25 يناير ، بعد أن اجتهد الامن المركزي للنظام على منع المتظاهرين من الوصول إلى الميدان حتى انهار هذا الجهاز في جمعة الغضب لطالما افتخر بهذه الآلة القمعية النظام ، واليوم يستعين بمافيا الشوارع بدلاً منها لتصبح جمعة 28 يناير حداً فاصلاً في تاريخ مصر وحادثة فارقة في عموم ثورات الجماهير عبر التاريخ الإنساني ، إذ اثبت شباب مصر إنهم اقوى من كل آلات القمع البوليسية ..
فلم يصل الثوار إلى ميدان التحرير فحسب في جمعة الغضب ، وإنما سقطت القاهرة كلها بين ايديهم بعفوية وتلقائية غير مخططة اعتمدت على الزخم الشعبي المهول الذي لم يتوقعه النظام ..ولا المخابرات الامريكية كما تحاول الإدعاء اليوم !
سقط الميدان بيد الثوار ، وأقاموا به قلعة الحرية والصمود ، البقعة المباركة التي شدت انظار البشر في كل العالم ، متاريس .. خطوط دفاعية .. مستشفيات ميدانية .. تفتيش دقيق ومنظم ، ومع ان المدافعين عن الميدان لم يكونوا مسلحين ، لكنهم خاضوا المعارك التي كلفتهم ما يقارب الالف إصابةٍ في يومين .. وسطروا اروع ملاحم الصمود في وجه نظام عميل حكم مصر لاكثر من ثلاثين سنة عجز عن اقتلاعهم من ميدان الصمود هذا امام مرآى الإنسانية كلهــا ..!
نحن نتحدث عن ميدان عظيم يتسع لما يزيد على المليون ، لم يكن في العالم من يصدق ثورة في عالمنا العربي بهذا الشكل ولا حتى المجانين ، لكنها حدثت ولا تزال تحدث..
ملايين منظمين بلا سلاح .. ويعتصمون بميدانٍ محصن اختلق النظام المصري عديد الاكاذيب والحيل الدرامية لاختراقه بالامن والشرطة والقتلة والخيول والجمال .. فلم يفلح ..
لا يزال المعتصمون في الميدان ، وبعد ليلتين قاسيتين مجهدتين ( الثالث و الرابع من شباط الجاري ) هدد فيها النظام الثوار بالموت المتعدد الالوان على ايدي الامن و" البلطجية " ، ها هي الملايين في هذه الليلة ( الخامس من شباط ) تحتفل بصمودها الكرنفالي فرحاً في قلب الميدان ..

-2-

ما نوصي به الشباب والنخب السياسية من هؤلاء الثوار ، أنتم لستم بمعتصمين في الميدان ..
لقد اسقطتم النظام وحطمتم اسطورة البوليس ، كاد مبارك ان يهرب لولا أن قام الثوار بتسليم القاهرة للجيش !
لا نريد تحريض الشعب المصري ضد جيشهم ، لكن عاطفتهم تجاهه ضيعت عليهم نجاح الثورة في جمعة الغضب أن تحقق هدفها الكبير برحيل مبارك وكل رموزه الآخرين الذين اخذوا بالصدمة التي استفاقوا منها بعد سيطرة الجيش على الوضع خلال الايام التي تلت ..!
الثورة بدأت تتآكل مطالبها تدريجياً ، والجيش هو السبب ، إذ عاد مبارك ونظامه لتفكيره القديم البدائي في الحكم ، الترويع .. والتجويع .. والتخريب .
ما نريد قوله يا شباب مصر ما قاله عزمي بشارة على الجزيرة قبل يوم ، انتم ثوار ولستم متظاهرين محتجين معتصمين لديكم مطالب بالإصلاح ، الإصلاح مسؤولية النظام نفسه .. والنظام الذي لا يقبل بالإصلاح إلا بالف شهيد واربعة آلاف جريح فهو نظام قمعي يراوغ لتثبيت نفسه مجدداً ليعاود الإنتقام من الثورة وثوارها .. وقد لمستم هذا بعد خطاب مبارك العاطفي الذي سبق محاولته الإنتقامية البشعة يوم الثلاثاء جعل ميدان التحرير مثل ساحة بكين الحمراء !
لا تخونوا دماء الشهداء وتقفزوا من مادةٍ دستورية إلى اخرى ..
ثورتكم هي ثورة الحرية على النظام ودستوره ، وسقف مطالبكم الاول هو اسقاط النظام وابعاد مبارك عن البلاد ، وفيما بعد تضحياتكم ودماء شهدائكم ... يجب أن يحاكم مبارك ، خيانة أن تتركوه يرحل .. وهو اقل ما يلزمكم من الوفاء لدماء الشهداء ..

-3-

اليوم هو الثاني عشر لهذه الثورة ...
والعالم كله لا يزال يترقب ما يحصل ، وعينه لا تزال على الميدان و شبكات التلفزة تراقب ما يجري في مصر كلها أولاً باول ..
ما تحتاجونه هو التنسيق بين التظاهرات ، خصوصاً تظاهرات السويس والاسكندرية والقاهرة ..
إذا شعرتم أن موقف ميدان التحرير يضعف ، فعليكم أن " تشعلوا " الاسكندرية والسويس تحت ارجل الامن والشرطة ، ولا تجاملوا الجيش ولا تبدو التعاطف معه واعتبروا حياده سلبياً ..
على الجيش أن يعي بانه مقصر تجاه شعبه ، وعليه أن يعي ايضاً ان قيادته الممثلة بمبارك هي قيادة غير شرعية ..
توعية الجيش هي مسؤوليتكم ، اقرعوا يفتح لكم ، اقرعوا على مسامع جيشكم أنهم مقصرون وعليهم أن لا يطيعوا مبارك ولا طنطاوي أو عنان الذين يتلقون الاوامر من البنتاجون كما تبين هذا من الإعلام الذي واكب احداث الثورة ..
استعملوا المنشورات ، الكتابات على الحائط .. ، يجب أن يقتنع الجيش بأن الشعب هو الشرعية والنظام الحاكم مجرد " بلطجية " يمتهنون القتل والخداع والكذب ..
اطلبوا من الجيش أن يتذكر عبد الناصر وحبه لشعبه ، كيف قدم استقالته فاعادته الجماهير ..
نفس هذه الجماهير تلفظ اليوم مبارك ، مبارك ليس قائداً حقيقياً للجيش ..

-4-
مبارك ونظامه لم يقدموا تنازلات لولا الملايين التي نزلت للشوارع ، ولولا شعور مبارك بانه فقد السيطرة على الشارع المصري ..
عمر سليمان زل لسانه في آخر مقابلاته وقال :
بناء جهاز الشرطة يحتاج إلى اشهر ..
هم يعون تماماً بأن المنظومة القمعية لم يعد بمقدورها ارتداء الزي الرسمي سواء من الشرطة أو الامن المركزي ، يجب أن يبقى هؤلاء يعيشون في رعبٍ دائم ٍ من شعبهم ..
الشرطي ورجل الامن يخشى الشعب اكثر من خشيته للنظام ، يجب أن تحافظوا على زخم الثورة وتبقوا هؤلاء في خوفهم المزمن منكم ..
نظام مبارك يمارس معكم سياسة النفس الطويل ..
فلتكن ثورتكم هي ثورة النفس الطويل ، لا تعولوا على " الغرب " أن يضغط على مبارك لتسليم السلطة ، الغرب يراقب ثورتكم وحين يشعر ان الزمام بايديكم يصرح اوباما وكلينتون بان السلطة يجب أن تنتقل " الآن " ، لكن ، حين تفقد الثورة زخمها وقوتها وحضورها في الشارع .. ستعود اميركا واوربا إلى صمتها القديم تجاه مبارك الذي سيدعمونه ويسدوا إليه بالنصح والخبرة لمنع تكرار هذه الثورة مجدداً !
لتمضي ثورتكم إلى آخرها ، لتطيح باجهزة قمعه التي يجب ان تقاوموها بما اوتيتم من قوة يوفرها لكم زخم التجمعات البشرية الكثيفة التي لاطاقة للنظام بمواجهتها ..
فلتبارك ثورتكم ما بقيت ، وليبارك الله مصراً وشعبها في الآبدين ..

-5-

رغم القمع الشديد وسياسة تكميم الافواه التي نهجتها الحكومات العربية المستبدة الشمولية ، إلا ان " هذا الجيل " الجديد والمختلف تماماً عن فضاء الثقافة العام للأجيال التي خلت ، و الذي صاغته تفاعلات وضغوط الحكومات القمعية من جهة وضغوط الإمبريالية من جانب آخر ، هذا الجيل لم يرث " الإذلال " الذي تاصل في ثقافة الاجيال التي سبقته والتي ختمت بامضاء السلطة حتى وإن خالفتها مظموناً ..!
النخب المصرية الثقافية والسياسية وحتى " الفنية " والتي منها رموز بارزة تبكي دماً على نظام مبارك الذي تآكل ولم يعد له الحضور الاسطوري الذي عشش في اذهان هذه النخبة ، اعتبرت ما فعله شباب مصر " لعب عيال ولع البلد عالفاضي " ، ولم لا ؟ فهي نخبة تربت في اكناف الذل والهوان ، ولا تقدر أن تفهم معنى الكرامة الإنسانية ، لهذا السبب ، هي ترى الجانب السلبي القاتم من الثورة ، وهو الثمن الحتمي المستحق الذي تتطلبه ولادة الامة في عهدٍ جديد ..
هذا الجيل مختلف لانه تنفس عبر الإنترنت في التعبير عن نفسه ، لم يخش الحاكمين ، ولم يضع في آفاق تصوره بطش المستبدين كما هو حال طيف واسع من النخب المصرية " المستفيدة " من وضع الإستقرار الذي تباكو عليه ..
هذا الجيل قرر إدخال " الامــة " في عصر الحداثة بعفوية وتلقائية اكتسبها من مناخ " الحرية " التي وفرها له الإنترنت ، هذا الجيل استطاع ان يفعل في ايامٍ معدودات ما توقعته اجيال سبقته بأنه لن ينجز إلا في عقود على مستوى العالم العربي ، هم ليسوا احداثاً غضُ .. هم " قادتنا " اجمعين نحو الحداثة وغدٍ منيرٍ مشرق ، قادتنا وسبيل خلاصنا بمختلف توجهاتنا اليسارية والتقدمية و " الماضوية الرجعية " كحال الاخوان المسلمين الذين وقفوا موقفاص تاريخياً مشرفاً تجاه الثورة ..
إذ رأينا مباركة الاخوان المسلمين لها واعترافهم بانهم يدعمونها مع إنها ليست ثورتهم وحدهم ..
ما تجدر الإشارة إليه في ظل تسارع احداث الثورة الجماهيرية الكبرى الرائعة ، تصريحات النخب في مصـر ..
ما لم تقدر عليه " ثقافة " بعض الفنانين ( الممثلين ) في مصر هو عدم هضم معنى الحداثة والتحول الديمقراطي لبلادهم في ان تحتل مكان الريادة الذي تستحقه بين الامم على صعيد تحولها السياسي إلى الديمقراطية ، فهؤلاء ذوو ثقافة سطحية تافهة من امثال هالة صدقي التي اعتبرتهم ( عيال ياخدو مصروفهم من اهلهم ) كما صرحت لقناة الحرة ، وطلعت زكريا ( مثل دور طباخ الريس ) الذي صرح عبر احدى فضائيات النظام المصري بانني اعرف " الريس " جيدا واخبرني بانه لن يترشح لولاية ثانية ..!
خرج بعدها مبارك بساعة فقط معلناً على الملأ إنه لن يترشح لولاية ثانية ..!
وكذلك سماح انور التي قالت ( احرقوا من في ميدان التحرير ) وكأن النظام استجاب لها بعد ساعات ، إذ استخدم " البلطجية " قنابل المولوتوف الحارقة ضد من كانوا في التحرير .. !
وكذلك محمد صبحي وغادة عبد الرازق وعمر الشريف وهشام سليم ، ممن استغربوا " إهانة " رمز مصر الممثل بمبارك عندما طلب الثوار منه الرحيل وترك البلاد ..!
هؤلاء جميعاً كان الاولى ان يحافظوا على الموضوعية والحياد تجاه جمهورهم وليس الدفاع عن مصالحهم الشخصية على حساب مصر والأمة التي قرر القدر ان تدخل " الحداثة " أو العمل على ان يكونوا ادوات " إعلامية " بيد النظام لترويع وقتل شعبهم عبر السيطرة والتحكم بمشاعر الجماهير ، فالجمهور المصري يحب الفنانين ويتأثر بتصريحاتهم لحدٍ بعيد ، وهذا ابداع عظيم يحتسب ظاهرياً للمخابرات المصرية التي تحت يد عمر سليمان الذي استخف الثوار بعض المتحذلقين في أن يكون الرئيس البديل المؤقت ..!
ولا نجد إلا القلة القليلة من النخبة الفنية التي ساندت الثورة كامثال تيسير فهمي وخالد الصاوي و خالد ابو النجا ممن اعتصموا مع الثوار بعض الوقت في ميدان التحرير ، هذا الميدان الرمز والميزان الذي كشف النخبة المثقفة السياسية والادبية والفنية ، بل حتى الدينية في مصر على حقيقتها ، فاسقط رهان المراهنين ومزايدة المزايدين على الوطنية والقومية والحرية والإنسان و " الحق " من امثال شيخ الازهر... أو البابا شنودة ورجال دينٍ تافهين آخرين وحركات دينية أمثال " التيار السلفي " ممن ساندوا النظام وروجوا لإشاعاته ..
وعلى عكس ما تصور الكثيرين ، بدا القرضاوي " الظلامي " أو إمام الإرهاب كما نسميه نحن التقدميين بانه من رجال دينٍ نادرين يحتاجهم " هذا الجيل " للثبات والصمود لإكمال مشواره في طريق إنجاز هذه الثورة لبلوغ ذروة غاياتها ..
ليس هذا الكلام بالمتطرف ، هي الحقيقة التي سطرتها دماء الشهداء من قضوا رمياً بالرصاص أو رجماً بالحجارة أو طعناً بالسكاكين أو دهساً بالسيارات الامنية وحتى الدبلوماسية الامريكية التي صورها الشباب بكاميرا المحمول وهي تتعمد دهسهم ، لتخرج الخارجية الامريكية بادعاء انها سرقت وعادت بعد السرقة لتتنصل من جريمة الدهس " العمد " الواضح في مقطع الفيديو والذي شاهدناه بالامس على قناة الجزيرة .. ويكاد المريب ان يقول خذوني !

-6-

مبارك لا يريد الرحيل ، يريد قتل الجماهير حرقاً وتبضيعاً دافعاً بمنتسبي جهازه القمعي إلى ميدان التحرير
وشانه شان اغلب الحكام القمعيين العرب ، لا يزال يعيش في غياهب التاريخ ..
لا يزال يؤمن بان " مصر لمن غلب " ، اللامبارك هذا لا يحمل في آفاق تصوره إلا صورة الدم والقتل ، وكنا قد وجهنا له نداءً يوم الجمعة الماضي بانه سيدخل التاريخ لو سلم السلطة لشعبه سلمياً ..
لكن من سرطن شعبه بالمبيدات ، واغرقهم في عرض البحار بالعبارات ، وعذبهم في السجون ، وجوعهم عمداً راكعاً ساجداً على اقدام الغرب .. لا يختلف هذا المجرم عن هتلر وصدام حسين ..
الآن ربما عرف الاخوة في ميدان التحرير والمصريين عامة معنى ان يحكموا من قبل قاتل متبجح يشعر إنه في ايامه الاخيرة ..
صدقونا ايها الاخوة ، صدام حسين كان من هذه الطينة ، ومبارك يكشف عن وجهه القبيح أمام الإنسانية رغم تظاهره بدعم حرية ، هاهو يكشف لنا وجها طالما اخفاه مرتكباً مذبحة باطلاق كلابه إلى ميدان التحرير لاقتلاع المحتجين الراسخين كالجبال في هذه الساحة التي اضحت اليوم عنواناً للحرية والكرامـة ..
لا نريد ان نتحدث كثيراً ، كل الذي نود قوله انني كعراقي ادعوا كل العراقيين والعرب إلى الوقوف إلى جانب انتفاضة الثورة الجماهيرية المصرية ، هذه الثورة التي تتآمر عليها الإمبريالية ورسمت لها هذه الخطط حفاظاً على مصلحة الغرب في مسرحية ومكر تظهر دعوة الولايات المتحدة لمبارك بالتنحي المبطن فيما لم تقطع العلاقات الدبلوماسية ولا المساعدات لهذا النظام ..
النظام المصري وعلى راسه مبارك ثلة من القتلة العملاء لاميركا ، فقد انذرت السفارة الامريكية القريبة من هذا الميدان قبل يوم من الحادث باخلاء موظفيها غير الاساسيين تحسبا للإضطرابات و " المذبحـة " ..
هذه هي اميركا ، تفعل بالشباب المصري ما فعلته في شباب العراق الثائر عام 1991 , وجهت مبارك كما وجهت صدام ، وذرفت دموع التماسيح على المجزرة كما فعلت في 1991 على شيعة العراق ..
اميركا تعود لدعم نظام مبارك بعد ان تخلت عنه في الليلة التي سبقت المذبحة ..عبر الإمتناع عن إدانة اعلامية صريحة وواضحة من قبل البيت الابيض .. !
المذبحة كانت بطاقة مرور لمبارك في البقاء براس السلطة مجدداً ...
على الامـة كلها بمختلف اطيافها الفكرية والقومية والمذهبية والدينية ان تقف إلى جانب الشعب المصري وتناصر قضيته بالمال والسلاح والرجال ولا تقف مكتوفة الايدي كما فعلت مع العراق في الماضي عندما ذبح شعبه على مرآى ومسمع الدنيا ..
نحن بحاجة إلى مواقف إجرائية سريعة تنظم اولويات عملنا النضالي لفتح قنوات اتصال وتاسيس برامج تثقف وتوعي ابناء هذا الجيل في عالمنا العربي وفي مصر تحديداً لتسهيل عملية " ولادة " الفكر السياسي العربي التقدمي الشاب الرافض لكل اشكال الهيمنة والإستبداد والإستبعاد ..
واقترح تأسيس مواقع تفاعلية على الشبكة لتوجيه هذا الجيل واستقطاب كفاءآته القيادية ، او الاصح اكتشاف قياداته خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر والفيسبوك ..
نحن لا نتحدث عن انتفاضات ومواقف تجاه حسني مبارك وحده ، نحن في مواجهة مسؤولية تاريخية تجاه هذه الاجيال التي تمتلك طاقة التغيير التي زلزلت نظامين قمعيين خلال شهرين ، هذه الاجيال التي فقدت ثقتها بنا وبكل تيار سياسي ، يكون من ابسط واجباتنا تجاهها هي دعمها تنظيمياً ومادياً وحتى لو تطلب الامر مساندته بالنضال المسلح .. فما جرى في ميدان التحرير في قلب القاهرة وامام المجتمع الدولي يؤكد ان هناك " مؤآمرة " للإلتفاف على الثورة الشعبية المصرية ..
النظام المصري واجهزة مخابرات اخرى تسعى لمصادرة الثورة عبر التخريب وآخرها تفجير محطة انابيب الغاز ، محاولة خلق مبررات لاعتقالات في صفوف الشباب ..
ومن ثم , توجه تهمة " العمالة " لاسرائيل أو ايران وحزب الله لكل ثوري يرفض الظلم من هؤلاء الشباب ..
هذا السيناريو القبيح الذي كان يمارسه صدام في العراق ، لجأ إليه مبارك كحلٍ أخير ..
لابد أن نتحرك بأسرع وقت .. لقطع الطريق على سيناريو تحويل الثورة الشبابية المصرية إلى مؤآمرة اخوانية إيرانية في اكبر عملية خداع يمارسها النظام المصري ، وهو بارع جداً في الخداع ، ولكننا نثق بان فجراً جديداً اطل على الامة والشباب في مصر سيكملون هذا الطريق حتى آخره مهما حاول هذا النظام ودوائر المخابرات الدولية التي ترشده للخروج من نفق الثورة المظلم ..
شبابنا ماضون في ثورتهم حتى تحقيق الخلاص تحت نور الصبح المبين ، صبح الحرية والكرامة .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وطنية ايها الكاتب الشهم
حسين عباس ( 2011 / 2 / 5 - 16:42 )
لقد قرأت مقالتك حيث رسمت صور تلك الثورة العظيمة في ساحة التحرير مجسمة في ثلاث ابعادها ( ساحة الشهداء عند مصريي اليوم) ولكن عندي سؤالين او ثلاث يحرقون شفتاي عند ذكرها وهم: اليس من الواجب محاكمة مبارك ونظامه على ما ارتكبه من جرائم منذ تسلمه زمام السلطة كعميل للاجنبي ولاخر جريمة قتل وعدم اصغائه لصوت الشعب بدلا عن الرحيل؟ هل هو شرعي مطالبة الجيش الامريكي - لتحرير - مصر من نظام مبارك كما حدث للعراق؟ ماذا تعتبر هذه الصحوة هل هي وطنبة فقط ام قومية ام اسلامية ام اممية؟
تحياتي لك من الصميم


2 - أكتب يا من أقلقنا غيابك
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 2 / 5 - 18:16 )
تحيه أبا الليث
أخطر موقف يواجه الثوار هو موقف الجيش المصري الأنتهازي..هو جيش النظام وقد اقسم قائده الولاء لأقدام النظام
الجيش هو الحامي الباقي لمبارك بعد أن هربت الشرطه وتوابعها أمام الشباب وقد حذرنا من ذلك ولا نزال وان المعسول الذي نطق به الجيش هو السم لأنه قال مطالب الشباب وليس الثوار وحذر من المساس بأمن البلاد الذي يعني أمن النظام وأمن مبارك...لقد حاول الجيش ولا يزال لتفريق الشباب ولكنهم كما يبدو متنبهين لذلك عندما منعوا اليوزباشي الأمريكسرائيلي طنطاوي من الكلام في ميدان الشهداء اليوم
يحاول السراق تجيير الثوره لكن المنتبهين أو الثوار الحقيقيين والذين هم خلف الثوار الشباب متنبهين جيداً وهذا ما يجعلني قريب للأطمئنان القلق جداً
تحيه لك ايها الثاقب الباشط


3 - الثورة لن تنطفىء أبدا
أحمد الجاويش ( 2011 / 2 / 5 - 20:22 )
هذه الثورة الشعبية التى أبهرت الجميع لن تنطفىء ولن تضيع دماء الشهداء هدرا نعم فلول النظام مازالوا يتربصون وينادون في المدائن حاشرين لكل سحار لئيم لكن في النهاية سيقول الظالم أمنت بالذي أمنت به جموع المتظاهريين .
الجيش صحيح له مواقف ضبابية لكن يحسب له أنه لم يطلق طلقة واحدة على المتظاهرين ومن المحتمل أنه عصى أمر مبارك قائده الأعلى في أوامر سحق المتظاهريين وسنرى عما قريب بعد أن ينقشع الضباب .
وليس خفي أن هذا النظام العتيد القابع من 30 عام له شبكة من المنتفعين والفاسديين في كل جانب يريدون إجهاض الثورة لإنقاذ أنفسهم قبل مبارك لكن أقولها أن الشباب وكل من في الميدان يتمتعون بروح الأنبياء الثائريين التى لا يشعر بها من خارج الميدان مهما كان مؤيدا ومتعاطفا مع الثائرين وأن هذه الثورة ستحقق أهدافها رغما عن كل المتآمريين فهناك فرق بين العقل المعلوماتي المضيء والبعير الذي يعيش في أزمنة الظلام وهكذا كان حال ميدان التحرير حينما باغته البغال وأنتصر في النهاية الأحرار .
خالص تحياتي الأخوية .


4 - انت طبيعي؟
عباس حسين ( 2011 / 2 / 5 - 23:38 )
هل يوجد انسان طبيعي يكتب مقال ثم يعلق على مقاله باسم حسين عباس ويخاطب نفسه بتحية من الصميم ؟
اعتقد الكاتب غير طبيعي ويحتاج طبيب نفسي بسرعة


5 - اتقدم لادارة المنتدى المتدن المحترمة بالشكوى
عباس حسين ( 2011 / 2 / 6 - 01:26 )
ان التعليق رقم اربعة يعود للسيد رعد الحافظ الذي اتهمني برده الامس في احدى تعليقاته رقم 9 في مقالة السيد عبد الخالق حسين بعنوان اتكتيكات فدائيي مبارك لضرب الانتفاضة
، بأني انا عباس حسين ذاته وليد البس النظارات السوداء واعمل في البارابسيكولوجي الخ ولقد رديت عليه حينه انه جدا متوهم.
اليوم وفي التعليق رقم 4 في هذه المقالة لقد تجاوز السيد رعد الحافظ كل الحدود او على اقل لم يحترم موقعه ككاتب وينتحل اسمي ويكتب هذه الجمل التي تنم عن شخص لا اعرف كيف اصفه ولكن لماذا كل هذه الامور والاعتداءات؟ لانه لا يتقبل الراي الاخر فينزعج من اي رأي يعاكسه وهذا ما حدث.
فأرجو من الادارة ان تنتبه لهكذا اعمال وان تضبط الامور كي لا تنفلت وان تكون الاخلاق والاحترام المتبادل هي السائدة بين الكتاب والقراء . وشكرا لكم


6 - أؤيدك تماما أخي احمد الجاويش
عمرو اسماعيل ( 2011 / 2 / 6 - 01:32 )
لقد كنت في ميدان التحرير يوم الجمعة وأؤيدك في كل كلمة كتبتها .. ولكن ايضا لا أخفي خوفي من اجهاض هذه الثورة نتيجة مؤامرات منافقي النظام وجنرالات الجيش المتقاعدين


7 - اخي حسين عباس
وليـد مهــدي ( 2011 / 2 / 6 - 07:19 )
اشكرك اخي على التعليق
في حقيقة الامر ... الولايات المتحدة تتمنى لو كانت هي من اسقط مبارك
خيار المصريين بايديهم
ولن يكون للاميركان ذلك , فاتت عليهم
وليحذر الاخوة المصريين من مسلسل المفخخات والتفجيرات التي قد ترتكب باسم الإسلام ودوافعها اجهاض الثورة
الاولى قلع مبارك , وبعد ان يرحل يحلها حلال في ان يحاكم ام لا
اولويات الثورة تقول الآتي
الرئيس يرحل
وبعد ان يرحل .. يعود الثوار للشارع بمطالب جديدة !
هذه ببساطة اولويات الثورات الشعبية العربية المعاصرة في تونس ومصر واليمن .. حتى الآن

اشكرك من - الصميم - , وفرصة سعيدة ان اتعرف عليك


8 - اخي ابا الحيدرين
وليـد مهــدي ( 2011 / 2 / 6 - 07:23 )
اخي الغالي
شكرا لمرورك
في الحقيقة كنت اعيش بحالة من التوحد مع الثوار في مصر الغالية
لم استطع الاقتراب من النت بعد جمعة الغضب وهذه الملحمة الرائعة التي سطرها نزول الشعب للشارع

شعرت بشيء من الحياء لو كتبت في تلك الايام
فالثورة اروع من ان يكتب عنها كاتب

لكن خوفي على الثورة من الإجهاض والولادة غير الطبيعية للنظام الشعبي المصري الجديد هو ما دفعني للعودة

تحياتي لك ايهــا الشامــخ
اشتقنا لاخبارك ايها الرفيق العزيز


9 - اخي احمـد الجاويش
وليـد مهــدي ( 2011 / 2 / 6 - 07:25 )

قلقت عليك طيلة هذه المدة

اشكر مرورك وتعليقك
وارجو ان تراسلني على بريدي
[email protected]

حاولت البحث عنك في الفيسبوك ولم افلح

عاشت مصر الحرية والإسلام والثـــورة


10 - اخي عباس حسين
وليـد مهــدي ( 2011 / 2 / 6 - 07:28 )
اشكرك على المرور والتعليق

بالنسبــة لما ذكرته مهم جدا
وارجو ان تاخذ غدارة المنتدى شكواك على محمل الجد

بالنسبة للاخ رعد الحافظ اكن له بالغ الاحترام ولا اعرف لماذا يقول عني ذلك ؟

الله يهديـــه !

اكرر شكري لك مرة اخرى


11 - اخي عمرو
وليـد مهــدي ( 2011 / 2 / 6 - 07:30 )

طلبت منك اكثر من مرة مراسلتي عبر البريد فلم تجبني لذلك ؟
ولا اعرف ما السبب

اكرر العدوة لك مجددا
[email protected]

شكرا على مرورك الكريم الذي اعتز بــه كثيــراً


12 - هذه المظاهرات المليونية اظهرت
عباس حسين ( 2011 / 2 / 6 - 08:24 )
لقد اظهرت الانتفاضات العربية والمظاهرات لشبان مصر وتونس واليمن والاردن ومهما ستكون النتائج بأن عملاء امريكا ومن يواليها هم اصلا فلول والفرق ان سابقا كانوا مختبأين خلف دعم امريكي غربي هائل من الاعلالم الى الاجهزة البوليسية والمناورات وتزوير الانتخابات وكل شي، فهذه المظاهرات بينت جليا انهم بالاحرى كانوا وبقوا فلول امريكا في منطقتنا هؤلاء فلول بوش ايضا بينوا على حقيقتهم انهم شلاتية في اللهجة العراقية وزعران في اللهجة الشامية وبلطجية في اللهجة المصرية.
اما عن مثقفيهم في المنتديات يصبغون نفسهم صبغة اليساري او الليبرالي الجديد العلماني ويتلخص فكره بأنه ملحد فقط في رب المسلمين ولكنه يفضل عيسى على محمد لانه مسالم ويكره كل شي عربي ويلقب القومية العربية بالعربان ومن يدافع عن القومية العربية كلغة مثلا يصبح في بوقهم قومجي مؤدلج بعثي واذا كان يدافع عن التاريخ الاسلامي فسيصبح اسلاموي ظلامي حتى لو اتي المرء بالف شهادة بأنه ليس هذا او هذاك. هذا هو ديدنهم انهم بطجية امريكا سلاح وفكر.
امريكا تخلت عن جماعتها اي جماعة تعالوا احتلوني يرون انفسهم انهم ينهارون تحت ارجل المنتفضين لهذا جن جنونهم هذه الايام .

اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة