الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم للمظاهرات والمطالبة بحق الحياة والكرامة

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2011 / 2 / 5
حقوق الانسان


ـ على المواطن تعويد الحكومة على إنه سلطة بذاته ـ
أن يخرج مواطنون ومثقفون عراقيون في مناطق مختلفة في مظاهرات يطالبون فيها بتحسين الخدمات وصون الحريات هو أمر صحي ويدل على إن الشعب العراقي ليس خاضعاً كما يتصور البعض ، وإن الإنسان مهما طال صمته لابد أن يأتي الوقت الذي يطلق الصوت فيه ليسمع مَن به صمم ، و لابد أن يعلو الصوت ليصل الى الحكومة والمسوؤلين بعد أن تردت الخدمات العامة بشكل كبير ، ما يستدعي أن يضم المواطن صوته الى صوت الصحافة الحرة الشريفة النزيهة التي لم تتوقف عن تبني مشاكل وهموم الناس عسى أن يكون لكلمتها صدى لدى المسؤول . وقصدنا أنه في الوقت الذي يتبنى الصحافي اوالكاتب هموم المواطن ، على اعتبار إن الصحافة سلطة رابعة ـ وإن كانت معرضة للتكبيل وللخطوط الحمر رغماً عن أنفها ـ يكون من الصحي أن يعيد المواطن النظر بأهمية أن يبث هو الآخر همومه بنفسه ليس على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات فقط وإنما على لافتات بيضاء تحمل أحلامه في مظاهرات سلمية خالية من أي عنف ، لأن العنف لايؤدي إلاّ الى عنف مقابل ، وبلد كالعراق مرّ بويلات لم يمر بها بلد آخر ، ليست به حاجة الى أعمال عنف جديدة ، لأن الغرض من رفع الصوت هو البناء وليس الهدم .
إن خروج المواطن في مظاهرات سلمية يطالب فيها بحقوقه في الحياة والكرامة والحرية يجسد مسألة اعتبارية مهمة بنظرنا وهو إن المواطن يجب أن يبدأ تعويد الحكومة على إنه يمكن أن يكون سلطة ، لأن اعتياد الحكومات صمته هو الذي يدفع بها الى الطغيان والتمادي في إهماله وعدم احترام حقوقه .
إن الجهر بالمطالبات المشروعة ينبغي له أن يكون نهج الإنسان العراقي من غير أن يخاف ، فالخوف هو عدوه الأول ، والزمن الآن مؤهل ليكون بيد الإنسان وليطالِب باحترام حقوقه مثلما يؤدي واجباته .
نحن هنا لانطالب بمظاهرات عنيفة تستخدم فيها الحجارة والأسلحة وقد تؤدي الى إثارة الفتن ، فالفوضى لاتخدم الشعب ولا البلد ، بل تترك المجال مفتوحاً للانتهازيين والمتسلقين الذين قد يفكرون بأنهم قادرون على الضحك على عقول البسطاء والاستخفاف بهم واستغلالهم لتنفيذ أجنداتهم تحت شعارات جوفاء لاتسمن ولاتشفي من جوع .
ونحن إذ ننحني احتراماً للمظاهرات القليلة التي خرج بها عراقيون يطالبون بحقوقهم بصفتهم أبناء هذا البلد ، فإننا نقول إن أزمات الكهرباء وسوء الخدمات والبطالة وخنق الحريات العامة وغيرها لايمكن أن تسنح السبل لعلاجها إلاّ بارتفاع صوت المواطن عالياً ، لأن انتظاره طال أكثر من اللازم .
لذا نتمنى أن تستمر المطالبات السلمية والمشروعة من غير استسلام للتعب وطول الانتظار ، فلابد أن يثقب الصوت مَن به صمم ، لأن تحسن حالهم يبدأ بخطوة منهم على الطريق الى مطالبهم بتعويد الحكومات على إن صوت المواطن العراقي يجب أن يُحترَم .
فلتتعود هذه الحكومة والحكومات اللاحقة على إن زمن الشياطين الخُرس قد ولى . وهاهو وقت الاختبار الحقيقي للحكومة الحالية لتثبت أنها عراقية مائة بالمائة وتخاف على بلدها وشعبها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم للمظاهرات والمطالبة بحق الحياة والكرامة
youssra ( 2012 / 7 / 20 - 01:49 )
إن خروج المواطن في مظاهرات سلمية يطالب فيها بحقوقه في الحياة والكرامة والحرية يجسد مسألة اعتبارية مهمة بنظرنا وهو إن المواطن يجب أن يبدأ تعويد الحكومة على إنه يمكن أن يكون سلطة ، لأن اعتياد الحكومات صمته هو الذي يدفع بها الى الطغيان والتمادي في إهماله وعدم احترام حقوقه .

اخر الافلام

.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع


.. الأمم المتحدة ترحب بالهدنة التكتيكية جنوبي غزة| #غرفة_الأخبا




.. الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة والأمم


.. بكين تفرض قواعد جديدة في -بحر الصين الجنوبي-.. واعتقال كل من




.. المتحدث باسم اليونيسيف يروي تفاصيل استهداف الاحتلال أطفال غز