الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة شباب مصر -2

محمود حافظ

2011 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


مازال الثوار متمترسون فى ميدان الشرف والكرامة أعلنوا عن خيارهم الثورى ومازالت السلطة المستبدة تتمترس فى مواقعها تحت حماية القوات المسلحة المصرية والتى تقف موقفا حياديا بين الثوار والسلطة التى فشلت فشلا زريعا فى إستخدام زراعهات البوليسى فى قمع الثورة حتى إنتهى البوليس المصرى والذى تم تجهيزه منذ إنتفاضة الشعب المصرى فى العام 1977 م فى العهد الساداتى البغيض حتى تجنب الجيش عبء نزول الجيش المصرى فى الشارع ولكن هيهات هيهات فثورة شباب مصر أزاحت من طريقها وبمهانة منقطعة النظير سلطة الدولة البوليسية من طريقها الأمر الذى أرادت السلطة المصرية بعد حفظ النظام فى الشارع بواسطة الجيش مرة أخرى فى القرن الحادى والعشرين هذا الجيش الذى إستقبله الثوار بكل حب وإرتفعت حناجر الثوار بتلاحم الشعب والجيش معا إلا أن الجيش وقف محايدا الأمر الذى جعل السلطة المستبدة بعد تعيين نائبا لرئيس الجمهورية ينتمى إلى أخطر جهاز فى المؤسسة العسكرية وهو جهاز المخابرات العامة السيد عمر سليمان هذا الجهاز الذى أصبح يتحرك بين الجماهير الثورية مستخدما إسلوب القوة الناعمة تارة ومستخدما إسلوب البطش تارة أخرى فى ممارسة دور الأمن السياسى مع ما تبقى من فلول هذا الأمن فى كبت الحريات من خلال التضييق على الحريات ومحاصرة القنوات الفضائية الإخبارية من نقل نبض الجماهير الثائرة حتى تحجب عن كافة الجماهير المصرية نبض الثوار وإستخدام الجهازالإعلامى للسلطة المستبدة فى بث الأكاذيب على الطريقة الجوبلزية نسبة إلى جوبلز وزير الدعاية والإعلام لسلطة هتلر فى الحرب العالمية الثانية فى أحادية إعلام الكذب والتضليل حتى يتم تصديق الكذب تراكميا هذه السياسة التى فشلت فشلا زريعا نتيجة غباء السلطة المستبدة لإنكشاف السموات الفضائية حتى خرجت صيحات الثوار الشباب بمقولة أن الكذب حصرى على التلفيزيون المصرى من هنا لجأت السلطة إلى طرح مقولة صعوبة تغيير النظام لوجود منعا دستوريا لأن مطالب الشعب تحتاج هذا الرئيس المستبد لأن تغيير الدستور لن يتأتى إلا من خلاله طبقا لمواد الدستور المصرى الذى تم تعديله لخدمة هذا النظام العميل وكثر الحديث عن الشرعية الدستورية حتى بات هذا الأمر هو الشغل الشاغل للمشهد السياسى المصرى فى محاولة للجم ثورة الشباب وهذا هو أسلوب القوة الناعمة للسلطة المصرية المستبدة وآخر أوراق اللعب فى محاولة للإلتفاف على ثورة الشباب .
لقد نسى الجميع أن ثورة شباب مصر رفعت شعار تغيير النظام وأنه فى حالة الثورة واللتى تعنى تغيير المجتمع فإن هذا التغيير يشمل كل النظام ببنيته الإجتماعية سواء بنية إقتصادية أو بنية سياسية أوبنية إيديولوجية أو فوقية والتى تشمل البنية القانونية .
إن الثورة تفرض شرعية ثورية وفى هذه الشرعية يتم كنس كل البنى الإجتماعية وتغييرها ىببنية إجتماعية جديدة أم اللإلتفاف على الثورة بمقولة الشرعية الدستورية فالغرض منه هو إجهاض الثورة بعمل إصلاحات فى النظام المستبد ويتلاشى بمقتضاها شرعية الثورة فى التغيير فياشباب الثورة والذى نضج وعيكم السياسى حاذروا من اللإلتفاف على ثورتكم وأن تغيير النظام يحتاج إلى شرعية ثورية .
أمامنا المثل فى بلدنا عندما قامت ثورة يوليو 1952 م وإحتاجت إلى تغيير النظام عملت وإستمرت بالشرعية الدستورية لمدة تسعة عشر عاما حتى تم وضع الدستور فى بداية السبعينيات هذا الدستور الذى قام بتغييره مبارك المستبد ليحل محله هذا الدستور المقيت الذى نقل الدولة من العدالة الإجتماعية والتنمية إلى سياسة السوق وكرس حكم الإستبداد هذا الحكم الذى أعيد إنتاجه بواسطة الإمبريالية العالمية من الثقافة المصرية القديمة ثقافة الفراعنة والذى تحدث عنه المستبد أخيرا عندما قال أن أوباما لايفهم الثقافة المصرية ونسى أن أوباما أو الإمبريالية العالمية وخاصة الأمريكية هى التى رسمت لأمثال مبارك وغيره إعادة إنتاج السلطة القديمة من خلال الإستبداد المسيطر والتابع للهيمنة الأمريكية .
إننا نحتاج إلى تغيير النظام لا إصلاحه الكل وبما فيه المجتمع الدولى يبذل جهدا كبيرا لتسيير العملية الإصلاحية حتى يبقى النظام تحت الهيمنة الأمريكية الصهيونية ويكتفى بتغيير الأشخاص وهناك فارق كبير بين تغيير النظام وإصلاح النظام وهذا الفارق كما أسلفنا هو الفارق بين الشرعية الثورية والشرعية الدستورية ولكى تكون هناك ثورة فلابد أن يكون هناك تغييرا جذريا أما إجهاض الثورة فيكون بمكاسب إصلاحية تشمل مكاسب فئوية فى الحراك الإجتماعى .
إن ما يحدث فى مصر الآن هو صراع سياسى بإمتياز صراع طبقى يتم فيه إزاحة الطبقة الحاكمة التى تكونت من الحكومة المركزية المتحالفة مع رجال الأعمال الذين يسيطرون على السوق المصرى صراع تنتصر فيه الإرادة الشعبية بالتغيير للنظام وإزاحة هذا النظام المستبد بتزاوجه بسياسة السوق والذى لايعترف بقوة شعبه وجماهيره الثائرة لابد من إزاحة السلطة المستبدة لبناء سلطة ديموقراطية تعترف بالآخر تعترف بكل النسيج الإجتماعى سلطة تعمل على إنشاء عدالة إجتماعية من خلال تنمية شاملة إنه هو مطلب الثورة فالثورة تغييرا وليست ترقيعا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا