الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متابعة طارق حجي لتداعيات الثورة المصرية - التقرير الثالث

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2011 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تراكمت أشكال الإستبداد السياسي والفساد المروع فى مصر منذ تولي حسني مبارك رئاسة مصر (14 أكتوبر 1981) عبر ثلاثين سنة . وفى سنة 2010 بلغ الإستبداد ذروته على يد الطغمة الفاسدة التى كوَنها إبن الرئيس (جمال مبارك) منذ 1996 أي أوليجاركيا الزواج الخبيث بين السلطة والثروة ، وذلك عندما زور حزب الرئيس إنتخابات مجلسي البرلمان المصري وسرق (من خلال أسوأ وأسود إنتخابات فى تاريخ مصر ، أي من خلال أقبح عملية تزييف وتزوير لإرادة الأمة المصرية) أكثر من 95 % من مقاعد البرلمان المصري . وكان هذا العمل الفج والفاجر هو ما تسبب فى الإنسداد السياسي الذى أدي لأجمل ثورة فى تاريخ مصر الحديث . ومنذ إندلعت ثورة الشعب المصري ، توالت إنجازات الثورة . وأهم ما أنجز كان : (1) تعهد الرئيس بعدم ترشيح نفسه لفترة رئاسية سادسة فى سبتمبر 2011 (2) الإعلان عن أن إبن الرئيس جمال مبارك الذى لا يطيقه جل المصريين لن يرشح نفسه لرئاسة مصر (3) تعيين نائب لرئيس الجمهورية ، بعد أن كان حسني مبارك قد ترك هذا المنصب شاغرا حتى لا يقف شاغله فى طريق إبن الرئيس الذى كان هو والرئيس عاقدي العزم على جعله رئيس مصر الذى سيخلف حسني مبارك (4) إسقاط حكومة أحمد نظيف والتى كانت فى حقيقتها "حكومة إبن الرئيس " (5) عزل أسوأ وزير داخلية فى تاريخ مصر (6) عزل عدد من أقرب المقربين لأبن الرئيس الذى كان يتطلع لرئاسة مصر ، ومن بين هؤلاء الرمز الأبرز لأوليجاركية إبن الرئيس ، أي أحمد عز (7) عزل صفوت الشريف وجمال مبارك ومفيد شهاب وزكريا عزمي من مناصبهم القيادية فى الحزب الوطني (8) الإعلان عن قبول الدعوة الشعبية لتعديل الدستور ... ورغم أهمية هذه الإنجازات ، فإن ثوار مصر لا يقبلون أن تكون تلك الإنجازات سببا لإنهاء الثورة ، وذلك لإنعدام ثقتهم فى الرئيس . وأعتقد أن الثوار لن يقبلوا أقل من : (1) أن يفوض الرئيس نائبة بأن يتفاوض مع رموز المعارضة (2) أن يبتعد الرئيس عن إدارة السلطة التنفيذية (3) أن يتم حل مجلسي البرلمان (4) أن يتم تشكيل لجنة من أساتذة القانون الدستوري لا يكون من بينهم أي عضو بالحزب الوطني لوضع مسودة دستور جديد لا يكون النظام السياسي المصري بموجبه "نظاما رئاسيا" بل يصبح "نظاما برلمانيا" (4) الدعوة لإنتخابات برلمانية جديدة تحت الإشراف القضائي والإشراف الدولي (5) عرض مسودة الدستور الجديد للمناقشة ثم الإعتماد والإصدار (6) الدعوة لإنتخابات رئاسية ... وبدون إستجابة سريعة لهذا الحد الأدني من مطالب الثوار ، فإن الرئيس مبارك وأسرته والعديد من أركان نظامه سيكونون غير بعيدين عن أقفاص المتهمين بالمحكمة الجنائية الدولية
** كتب عصر يوم السبت 5 فبراير / شباط 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد