الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة المصرية ... منهج الحياة الجديد

رفعت نافع الكناني

2011 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ما اروع هذة الانتفاضة الشعبية المستمرة ، فقد ايقضت ضمير العالم بجميع شعوبة واجناسة ، لما تعانية شعوب المنطقة ، وتلقت سيل جارف من العواطف المعبرة عن الاعجاب بها ، ومساندة واسعة لاتعرف الحدود من اقصى الشمال لاقصى الجنوب ، لروعة واسلوب تنظيمها وعدالة قضيتها وحضاريتها في الطرح وانضباطها عن القيام باي نوع من اعمال العنف والاستفزاز . اخبارها طغت على كل اخبار المعمورة ، والصور المنقولة من ساحات مصر وميادينها قبلة الانظار لكل وسائل الاعلام والفضائيات ووسائل الاتصالات المختلفة ، بل استطيع ان اقول ان هذة الثورة قد ايقظت ارواح الموتى في كل بقاع الارض . انطلقت ولن تتوقف او تنكسر ... ومن المستحيل ان تبقى المفاهيم والالويات لعلم السياسة قبل الانتفاضة على وضعها من حيث الاشكال والمضامين . ان هذة الاحداث والتحولات الجسام التي تمر بها مصر الشقيقة ودول المنطقة لم تكن يسيرة وهينة وعفوية ، بل انها صنعت حدا فاصلا أرخ لمرحلة جديدة لايمكن الرجوع عنها الى عهد قديم سلب ارادة ووعي الجماهير وحنط امالها واحلامها نحو مستقبل جديد .

المتتبع لبدء الانتفاضة ، انها تلقت منذ انطلاقها اقسى واشد حملة ترهيب وتخويف ، وتعرضت رسالتها واهدافها لاتهام واسقاط وحرق باعتبار انها مخطط لها من خارج الحدود ، وان مؤيديها ومنظميها شلة من الحرامية والسراق ومثيري الشغب والخارجين على القانون ، وانهم جماعة صغيرة لا تمثل من الواقع المصري شيئا يذكر . لقد فتحت ابواب الجحيم لكسر شوكة الشباب المعارض في هذة الميادين ، واشعلت نيران الرعب واستعلمت شتى انواع الاسلحة ، من السلاح الناري والقنابل والسلاح الابيض الى سحق الضلوع بالسيارات المدرعة لقوى الامن ، الى استخدام وسائل الاجداد الميامين في الحروب والغزوات لبلدان العالم الاخرى ، بفيض من الخيول والبغال والجمال والحيوانات البشرية المنظمة على السادية وعشق دماء الناس المعارضين !!!! وسقط من سقط وجرح من جرح واعتقل الكثير واختطف المئات وسدت الطرقات ومنع الماء والطعام والدواء ... والثوار في تزايد مستمر عددا ونوعا وصلابة . اذن هناك صراع كبير وقاسي بين سياسة الافلاس السياسي والنهج القسري المستبد ، الذي اريد لة ان يوجة المنطقة ويتحكم في اسلوب حياتها ونوع تطورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ومنهج الحياة الجديد المؤمن بالديمقراطية والتعددية وتحقيق العدالة الاجتماعية .

اذن لايمكن لقواعد واسس السياسة السابقة التي انتهجتها الانظمة العربية ان تبقى على ما هي علية بعد هذة التبدلات السياسية العنيفة ، والدعم والتعاطف الدولي الكبير لقضية شعب آمن بالتحرر وصنع مستقبلة المشرق ، خاصة في بلد كبير مثل مصر وما يمثلة من ثقل اقليمي ودولي وعلى مختلف المستويات والاصعدة ... انة يمثل بالنسبة للعرب والعالم مستودع كبير وهائل من المثقفين والساسة والمفكرين والكتاب والفنانين واصحاب الراي وطبقات الشعب المختلفة الاخرى ، ويملكون كفاءات شبابية لهم طاقات كبيرة واعدة ، ولهم القدرة على ادراك طبيعة المرحلة التي تمر بها الامة ، ومعالجة ومواجهة الاخطار الناجمة عنها وبوعي كبير ومسؤولية عالية ، ومعرفة ما تحملة السلطات وقوى الخارج الساندة لها بالمقابل ، من عمليات خلط الاوراق واشاعة الفوضى والخراب لتشوية وجه الانتفاضة الناصعة ... صحيح كان هناك تراجع او انكسار مؤقت كان سمة المرحلة الماضية التي سبقت الانتفاضة بسبب موجات الترهيب والتزييف والقسوة الشديدة من قبل دولة بوليسية ضد القوى الوطنية والديمقراطية الحقيقية ، لكن تلك الظروف لا تمثل تراجعا او هروبا من الساحة ، والايام بينت لنا ولكل العالم بأن هذا الشعب بطليعتة وشبابة المثقف تقدم الصفوف والهب المشاعر بثورتة ضد اسليب الطغاة والتخلف والبدوية واساليب ونهج الحزب الواحد الذي اثبتت الاحداث بربريتة وان الوطن بعدة ، مشروع للحرق والتدمير واشاعة الفوضى .

بعد ان ايقن النظام ان اركانة واسسة قد انهارت ، وان زمام المبادرة اصبح بيد الطليعة الثائرة ، وبدا العالم يتفهم قضية الشعب المصري بشكل واضح ، وما تعرض لة هذا الشعب من تزييف وظلم وتهميش طيلة حكم مبارك ، اخذ النظام باطلاق الوعود نحو الاصلاح ، باجراء بعض التعديلات ، ووعد الشعب بمرحلة جديدة من السياسات على مستوى الحكم والاقتصاد والضمان الاجتماعي ومعالجة البطالة وتشغيل الخريجين . لم يستمع الشعب لهذة الوعود وطالب الرئيس بترك البلاد ... لان الوعود بالاصلاحات اطلقت على مدار الثلاثة عقود الماضية من حكم الرئيس مبارك ولم يتم التنفيذ ، فالرئيس ورجال حكومتة وحزبة قد فقدوا المصداقية وان الشعب سائر للتغير مهما كانت التضحيات ، ولا يمكن للحكومة من اجبارة على التفاوض في اللاجدوى ، لغرض فرض حالة من اليأس والخيبة والخذلان ، ولايمكن لهذة الحشود المليونية من الرضوخ لسلطة الطغيان والفساد بعد الآن ، ولن يكون الرئيس اكبر من الوطن ، ولن تكون كرامتة اغلى من كرامة الشعب . اذن الشعب حزم امرة نحو التغيير وسيبقى مرابط في ميادين الوطن الكبيرة ... وحذاري ... من فرقة الصفوف ... وحذاري بتهميشكم من قبل البعض الذي يريد ان يتقدم الصفوف ويركب موجة الانتفاضة العارمة ويستفاد من نتائجها بعد ان تأكد وايقن ان اهدافها وثمارها قد دنت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها