الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل المأدلجون ونجح تويتر وفيسبوك

دهام محمد العزاوي

2011 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ايا كانت التسمية التي اطلقها الاعلام الرسمي على ثورة الشباب في تونس ومصر ثورة جياع او ثورة خبز او تمرد عاطلين او انتفاضة صيع وبلطجية فانها احيت رسالة قديمة جديدة وهي ان الشباب هم عماد التغيير في هذه الامة وفي غيرها من الامم ، وان سياسات الاستبداد والقمع وتغييب الارادة الشعبية مهما طالت وتوحشت فان حبلها قصير وان التغيير لابد ات لاسيما اذا تمكن الشعب من لملمة جراحاته والتسامي على انشقاقاته ، واذا كان ابو القاسم الشابي قد قال يوما : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجب القدر فاننا نقول : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب الطغاة ، فالرؤساء العرب الذين تسلطوا على رقاب شعوبهم وبددو ثرواتها وغيبوا ارادتها قد احاط بهم مكرهم السيء ، فقد ظنوا ان سياسات التغييب والالغاء والتهميش التي مارسوها ضد شعوبهم انها مانعتهم من غضبة الشعب وان تلك السياسات ستحول شعوبهم الى قطيع لايسمع ولايرى الا مايقوله ومايراه الحاكم ( ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد ) ، انها ثورة الشباب بامتياز ولاحق لاحد من اصحاب الشعارات الفارغة والجعجعة المملة من الاسلاميين او المتاسلمون او الماركسيون والاشتراكيون والعلمانيون والليبراليون ان يدعي لنفسه الحق في استنهاض يقظة الامة ، فقد ظل اصحاب تلك الايدلوجيات عقود طويلة يشنفون اسماعنا بشعارات لاتغني ولاتسمن من جوع وكانت نتيجتها ان قناعاتنا في هذه الامة قد تبلدت وظننا انها لن تستنهض من جديد ، لقد استدعى لنا هؤلاء الشباب حلما قد فارقناه من زمان ، حلم الثورة ضد الاوضاع الفاسدة والظلم والتجبر. نعم لقد فشل المتادلجون عبر كل وسائلهم وخطبهم وكتبهم ونقاشاتهم في استنهاض وعي الامة بذاتها ونجح تويتر وفيسبوك وغيرها من المواقع العالمية في تكريس قناعات جديدة لدى شباب الامة بضرروة المبادرة والمبادئة وباهمية ركوب موجة التغيير العالمي نحو التعددية والانفتاح والديمقراطية الحقيقية التي تنمي الانسان العربي وتبني شخصيته وتتيح له استغلال ثرواته وبما ينهي الاستبداد والطغيان واحادية الراي . لقد اعيانا المتادلجون سنوات طويلة باحادية الراي واستبدادية الفكرواقصاء الاخر ، انها ثورة المعلوماتية والتكنولوجيا التي حولت العالم الى قرية صغيرة يتبادل ابناءها على اختلاف مشاربهم والوانهم وقومياتهم بالصورة والكلمة والصوت الاراء والافكار الداعية لتغيير الاوضاع الفاسدة وعدم السكوت على الظلم ، فتلك المواقع العالمية باتت منابر عالمية لتبادل الافكار واستحداث الاليات التي تديم العمل الثوري المقاوم والمناهض للحكام المستبدين بما يثار فيها من مناقشات وحوارات ، ولم يعد باستطاعة اي حكومة مهما امتلكت من مقومات تكنولوجية ان تمنع تلك المواقع من نقل الافكار الى شرائح الشباب المختلفة وقد حاولت السلطات المصرية والتونسية ان تعمل على اغلاق شبكة الانترنيت والفضائيات العالمية ولكنها فشلت . وفي ثورة تونس ومصر نجد اثرا بينا لتك المواقع والفضائيات العالمية في اشاعة ثقافة الحواروتبادل الراي والراي الاخر وعدم الاقصاء وفي سلمية التظاهرات وحماية ممتلكات الدولة والتفريق بين سلطة الحاكم والاموال العامة للشعوب وقد شاهدنا ثورة شباب تونس ونشاهد اليوم ثورة شباب مصر فجند ان اغلب هؤلاء الشباب لاينتمون الا لمصر ، لاينتمون لحزب او طائفة او تيارسياسي بعينه صحيح ان الاحزاب المعارضة شاركت في هذه الثورة بصورة معلنة وخفية الا ان الصحيح ايضا ان الفاعلية والدور هو للشباب غير المتحزب وغير المأدلج ، وهذا ماساهم في الحفاظ على حيادية الثورتين وعدم سرقتها من قبل هذا الطرف او ذاك ، فبحيوية الشباب وحكمتهم تحولت الثورة الى وعاء شعبي انصهرت فيها كل التيارات والاتجاهات فكانت ثورة تونسية ومصرية بامتياز . . لقد ظن الكثيرون وانا منهم ، ان اغلب شباب هذه الامة قد انغمسوا في الملذات وقراءة المواضيع الهابطة التي تقدمها مثل تلك المواقع حول الجنس وقراءة الطالع والابراج ولكننا فوجئنا ان شباب الامة اكبر بكثير من تلك التصورات الواهنة وانه لو اتيحت امامه سبل النهضة والارتقاء الفكري والحضاري لاستطاع ان يوظفها ويحولها الى طاقة ترفد الامة بالكثير من عوامل التغييروالاصلاح والاستنهاض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جنود العالم الافتراضي للانظمة الاستبدادية
سمير العارف ( 2011 / 2 / 5 - 20:28 )
انه سلاح ذو حدين،فقد تتفطن بعض الانظمة الاستبدادية(مثال المغرب) لاستعمال نفس السلاح(الفايس بوك...) لتدجين الشباب.الملكية المستبدة بالمغرب تشغل فرقا كاملة على الشبكة العنكبوتية في جميع الاختصاصات،من الهاكرز الى متدخلين على المنتديات،لتلميع صورتها


2 - المحترم العزاوي الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 2 / 5 - 21:25 )
تحيه واحترام
لقد الغيت كل الأفكار وكأن من يحرك الشباب الوهم والفراغ أتمنى ان تكون قد أطلعت على ما قرره الشباب من تشكيل لجنه قياديه والتنظيمات التي ينتمي اليها القاده الشباب
كان وما زال الخطاء( وحشاكم منه) ان هناك من لا يبحث بين السطور والمواقف أو ما خلف الكواليس
من يحرك الشباب ويمدهم با القوه هو حبهم لحقوقهم وآمالهم ولكن خلفهم ما خلفهم رضوا أم أبو...
الفصيل الأول الذي تابع وراقب وساند عن بعد ولا أقول أمر أو قاد الشباب هو التنظيم العالمي للأخوان المسلمين الذي هدد صاحبه في مصر قبل أسابيع بأنهم سينزلون للشارع بعد النتخابات الأخيره في مصر..لا يمكن لكل متابع أن يلغي ذلك ..وهم الأن من يديم العمل والبقاء من خلال أمكانياتهم الماديه والأعلاميه وبأسناد تام من قناة الجزيره
نعم أن الشباب قدموا وبادروا وتقدموا ولكن منهم كما للتنظيمات الجديده الشبابيه الأخرى شباب الأخوان المتمكنين المعبئين المدعومين المؤدلجين
اتمنى أن لا نقع في الخطاء في تأشير دور وحجم وتأثير الأخوان في ذلك
تحيه لك وتقدير


3 - مقال رائع
د.باسل حسين ( 2011 / 2 / 8 - 17:52 )
لا اخفيك اخي دكتور دهام اني استمتعت جدا بقراءة هذا المقال وعدت قراءته اكثر من مرة، مرة كقارئ ومرة اخرى كباحث وفي المرتين اجد نفسي امام رؤية موضوعية تحلل هذه الظاهرة وباسلوب يجمع مابين الادب السياسي والتحليل العلمي ، لقد كتبت فابدعت ووصفت فاجدت... اخيرا نتطلع دوما لرفدنا بمزيد من المقالات مع محبتي


4 - إرادة كامنة تحتاج لمن يحركها
أحمد سبتي التميمي ( 2011 / 2 / 8 - 19:29 )
الاخ الكريم دهام العزاوي أشار الى همة الشباب العربي وقوة الارادة على تغيير الواقع الفاسد ،والذي حصل لم يكن متوقعاً من شباب نراهم قد إنشغلوا بالنت وغيره من وسائل الترف،وأقول للأخ عبد الرضا :بطبيعة الجال أن أي ثورة لابد لها من تخطيط وإلا مصيرها الفشل ،وحتى إن نجحت فثمارها يجنيها الغير .
وختاماً أحيي الكاتب وأشكر الاخ عبد الرضا على التعليق .


5 - اخي الدكتور دهم
محمد ابو القاسم ( 2011 / 2 / 8 - 19:56 )
السلام عليكم شكرا د دهام موضوع جميل جدا لقد اصبت عين الحقيقة الشباب الامة لاتوجد له حقوق دخل الدول العربية عيبره عن شريحه موهمشها ولا دور لشباب في الدولة لدرجة ان الشباب العربي فقد وطنيته هدا يرجع الحكام الطوغات وهدا الثورة كانت ثورة شباب % ولادخل لي تدخلات ليقيدت خارجيه


6 - المهم ما بعد الثورة
علي سلمان ( 2011 / 2 / 9 - 07:28 )
اخي الدكتور دهام
مقال رائع يشجع الشباب على المطالبة بحقوقهم وحريتهم ولكن اقول ماذا بعد الثورة؟ المشكلة هو انه لا توجد احزاب او شخصيات او افكار قادرة على القيادة ما بعد الثورة والسبب هو ان الدكتاتوريين يفرغون الساحة من تلك الكوادر اما بالسجن او النفي او القتل ووووو لهذا المرحلة المقبلة هي اخطر برأي ويجب اختيار الكوادر التي تؤمن بالديمقراطية والحرية الحقيقية وعدم اعطاء اصواتنا الا من يخدمنا وليس من نخدمهم ونصفق لهم ومن الله التوفيق


7 - تميز بلا حدود
د. ضبيان الزبيدي ( 2011 / 2 / 10 - 07:54 )
تميز بلا حدود
يبعث الامل في نفوس هذه الامة التي لطالما استهدفها المغرضين والقادحين لمآثرها، أُثني على مقالك القيّم، فقد احييت في ذاكرتنا ان ضمائر شبابنا ما زالت حيّة، لا كما يصفها اصحاب الاقلام الهدامة... لا فض الله فاك، وانك لتنطق صدقا وعدلا.. ونتمنى منك المزيد

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام