الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهاد نصرة ونبيل فياض ورجولة النظام السوري

عبدالله الحمصي

2004 / 10 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


حين عاد احد اولادي من المدرسة بوجه تملؤه الدموع سارع الى شرح السبب قبل ان ابادر بالاستفسار ..... قال ان ولدا اصغر منه اعترضه في الممشى الضيق المعبد الذي يخترق الغابة الكبيرة بين المدرسة والبيت وفي يده عصا وحاول منعه من متابعة السير ..... ولماكنت اعرف قاطع الطريق اياه واعرف ليس فقط انه في السابعة من العمر بل انه ضعيف وصغير الحجم الى درجة تقارب التأخر في النمو ...... واعرف ليس فقط ان ابني في العاشرة بل انه قوي البنية واطول اقرانه ...... باختصار .... لما كنت اعلم ان فرق القياس بين الولدين مشابه للفرق بين محيط عضلات ذراع العبدلله ومحيط عضلات افخاذ شفارتزنيغير ....... وان الميزان يميل لصالح ابني في هذا الصراع المحتمل في مجاهل الادغال السويدية فقد استغربت دواعي بكائه والسبب الذي منعه من ازاحة الخصم عن الطريق بكل سهولة وسحب العصا منه وربما تهديده بعلقة على قفاه اذا ماعاد الى مثلها ....... استغربت الى ان جاء تفسير ابن العاشرة .... حقيقيا .... جميلا .... منطقيا ..... محملا بالمعاني.

قال ابن العاشرة ان ابن السابعة صغير.... طفل .....ضعيف الى درجة تجعل هزيمته مؤكدة....... ماذا تريدني ان افعل؟ ان اضربه وامسح به الارض واذيقه طعم الذل؟ تراجعت واخترت طريقا آخر...... لماذا بكيت اذن وقد فعلت ما تعتقده صحيحا؟ سأل الاب الذي هو انا .....اجاب: لأنني هزمت ..... او بالاحرى لانني اشعر بالهزيمة رغم انني لم اهزم في الحقيقة..... فعانقت طفل العاشرة .... عانقت من بدأ يعرف ماهي الرجولة الحقة ومداها .... واين تنتهي حدودها ..... عانقت انسانا صغيرا كنت اعرف انه لايتراجع عن صعوبة اكبر منه ولكنني لم اعرف انه قادر على التراجع امام صعوبة اصغر منه حين يكون الانتصار عليها امتهانا للرجولة.... حتى ولومازالت في براعمها ..... مشروع رجولة.

في الثقافة الشعبية الاصيلة غير المريضة ـ العربية وغير العربية ـ فان الرجل الحقيقي لايضرب امرأة مثلا ولايذل من لايستطيع الدفاع عن نفسه ..... ليس فقط لان ذلك خرق لقواعد الرجولة بل لانه ايضا خرق لقواعد العدل الطبيعي (بالمعنى الفلسفي اليوناني) .....احتقار مزدوج للنفس .... مرة بدخول معركة مضمونة النتيجة والعواقب ومرة ثانية في اذلال نفس ضعيفة....... كسب رخيص في لعبة بوكر باوراق لعب مشبوهة ..... او في سباق خيل منعت فيه الخيول الكريمة والفرسان الكرام من المشاركة ضمانا لفوز "اللا رجل"....... نقيض الرجولة الاصلية الصحية .... الكامنة في كل رجل وامرأة.

انني اتهم النظام السوري بانعدام الرجولة

فلندع وثائق حقوق الانسان المكتوبة وغير المكتوبة جانبا ... ولنلق بكل نصوص الدساتير وبكل القوانين الوضعية وغير الوضعية .... ولنعد الى مفهوم الرجولة ا"الشعبي".

ان اذلال الناس بالقبض عليهم وزجهم في السجن او محاصرتهم بالاقامة الجبرية او باستجوابهم دون جرم حقيقي لالبس فيه ولايأتيه الباطل من اية جهة هو ممارسة لارجولية... حتى ولو اقتصر الامر على استدعاء البشر ـ كجهاد نصرة ونبيل فياض ـ الى فروع المخابرات او الى فروع هذه الفروع والاكتفاء بالدعس على طرف احذيتهم قبل اطلاق سراحهم... فان الامر سيان ... ممارسة وقحة لقوة وقعت في غرام قوتها تعلم انها وحيدة في الغابة وفي تطبيق شريعة الغابة. هذا اولا.

ثانيا
انني لااوجه اتهامي بانعدام الرجولة لصغارمنفذي الاوامر ـ مع ان سيكولوجية هؤلاء جديرة بالدراسة ـ ولاحتى لرؤسائهم الصغار ولكن للرؤوس الاكبر التي يفترض فيها الامساك باطراف جميع الخيوط.... واوجه السؤال .... بسيطا ... مباشرا .... شعبيا دون اي رنين ثقافي مزخرف:

كيف ترضى رجولتكم استخدام القوة ـ سلطة كانت ام تسلطا ـ ضد من لايملك القدرة على رد الصاع صاعين بل لايملك حتى رده نصف صاع او حتى كسرا مئويا من الصاع؟؟؟

والى متى سترضى رجولتكم بالنصر في حلبة سباق كُسِرت فيه ارجل جميع الخيول الاخرى... وامتدادا لهذه التساؤل الشعبي الفج ..... كيف تستطيعون ـ في نهاية يوم السباق العادل هذا ـ النوم مع نسائكم بعد هذا النصر الرخيص؟

ثالثا
ان الدفاع عن هذا وذاك في هذا السياق ليس دفاعا عن جهاد نصرة ونبيل فياض بالذات ولكنه دفاع عن الانسان بمافيه ذلك الانسان القابع في كل محقق مخابراتي وكل آمر له .... اي انه ايضا دفاع عن الانسان القابع فيكم.

لقد جملني جهاد مع الكثيرين من امثالي في الرزمة التي يدعوها الكثيرون من امثاله "قومجيين" .... اي انه وضعني في نفس السلة التي وضع فيها نظامكم ونظام صدام العراق فسبب لي عند قراءة مقالاته حساسية جلدية وحكة لا اغفرها له.... لكنها لم تمنعني من اهداء مقال له بعد استدعائه الى بؤرة مخابرات ما في مرة سابقة..... ولم اندم على ذلك الا حين ضمني تعسفيا الى حزب الكلكلة ـ او ربما الجلجلة ـ برتبة وكيل الحزب في السويد. اما نبيل فقد سبب لي مغصا معويا شديدا حين خاض حربا شعواءا استخدم فيها اسلحة دمار شامل منسوخة بورق الكربون عن اعمال مستشرقين لم يعد لهم اية قيمة فكرية حتى في الدول التي انجبتهم دون ان تتبنى نجابتهم.

بكلمات اخرى
ان الليبراليين ـ جددا كانوا ام قدامى ـ خصومي..... لانني اشتراكي، شكاك بالمعادلة التي تجمع بين الدجاجة والذئب في قفص العولمة
والاخوان المسلمون خصومي الى درجة اكبر .... لانني علماني ... وفوقها ملحد
والقوميون السوريون اعدائي واعداء كل ذرة هواء اتنفسها.... لانني لااؤمن بالعرق ولا بخلائطه الممتازة مهما كانت اناقة تقديم المنتج للمستهلك

لكن ذلك لايعني استمراء او السكوت على عملية اسكاتهم واسكات غيرهم بالقوة
لمجرد انهم خصومي

بل يعني انني اريد الانتصار على خيولهم في سباق شريف اثبت فيه المحتد الشريف لخيلي
وقدرتها على كسب السبق
والا فهزيمة لاتجللني بالعار

سادافع مع آخرين عن كل هؤلاء .... وعن حقهم وحق غيرهم في كل ذرة هواء ليبرالية او مؤمنة في الدنيا .... بما فيها قبرص
كلما استخدم شفارتزنيغير من الشفارتزنغرات عضلاته لارهابهم وتأخير التاريخ يوما آخر

وساقول كما اقول اليوم في وجه من اوقف جهاد نصرة ونبيل فياض في الغابة السورية
ومن امسك بالخيوط عن بعد
رباه ...... مااقل رجولتكم ...... مااضعفكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د.م. عبدالله الحمصي، هيرنوساند السويد، 041003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيك سوليفان: -قرار تجميد شحنة الأسلحة، لا يعني أننا سنتخلى ع


.. اتساع رقعة العمليات العسكرية في غزة رغم الدعوات الدولية لوقف




.. معارك ضارية في الفاشر والجيش يشن قصفا جويا على مواقع في الخر


.. -منذ شهور وأنا أبحث عن أخي-.. وسيم سالم من غزة يروي قصة بحثه




.. بلينكن: إذا قررت إسرائيل الذهاب لعملية واسعة في رفح فلن نكون