الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رشيد نيني...حين يصبح خادم الديكتاتور منظرا للثورة

رفيق عبد الكريم الخطابي

2011 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لو سئلت عن أكثر المرعوبين مما حدث ويحدث في كل من تونس ومصر لقلت التحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي وخادمه العجيب نيني صاحب جريدة المساء بالمغرب.
لو سئلت عن أخبت وأحط أنواع الانتهازية والوصولية بين مثقفي النظام القائم بالمغرب وسلطته ، لقلت رشيد نيني وخالص الجلبي الذي ينشر له الأول مقالا يوميا تقريبا مند اندلاع أحدات مصر، وان كان الثاني يستحق منا ردا متأنيا كنا قد بدأناه - باعتباره أحد عصارات الفكر الضلامي المختبئ وراء لغة حداثية –فان نيني الصغير الذي أدمن الكتابة عن طريق الإملاء لن يستحق سوى هده السطور.
كتب نيني في جريدته عدد 1355 بتاريخ31-01-2011 مقالا عن ثورة الشعب المصري والتي يصفها بثورة"الفل" بعد أن ساهم في إشاعة تسمية الثورة التونسية"بثورة الياسمين".
لو استمر النيني في نهجه المتخصص في نوع من الصحافة قد أسميها الصحافة الفضائحية كشكل من الصحافة الصفراء - والتي تستعمل عادة من طرف أجهزة المخابرات عامة والعربية خاصة من أجل تصفية الحسابات أو التخلص من المنافسين..الخ من أشكال الممارسة السياسية والصحافية الكيدية والتي تمارس عبر الوساطة ، ونيني في المغرب يمكن اعتباره أحد كبار سماسرة الفضائح والتكسب عن طريقها ،بعد أن صنعوا منه "بطلا" عبر محاكمات صورية لاتنفد أحكامها- قلت لو اقتصر نيني على مجال تخصصه هدا لما استحق منا الرد أو الالتفات إليه قط، أما أن ينصب نفسه منظرا للثورات فهدا ما استدعى الرد.
إن ما حدث في تونس ومصر هو ثورة شعبية بكل ما تحمل هده الكلمة من معنى ، فكيف ادن تحولت عنده من ثورات شعبية إلى ثورات ( فل وياسمين !) ،يقول نيني في نفس المقال:"إن ثورة الياسمين في تونس لم تبدأ بعد.."وهو يعبر بدلك عن تمنياته أكثر منه وصفا للواقع.
إن هدا الأمي الذي اشتغل مخبرا( خصوصا في مقاله ضد توفيق بوعشرين الذي دافع عن ثورة تونس) والدي يعجز عن تحديد مفهوم الثورة والدي ينقلها من نطاق علم الاجتماع إلى نطاق زراعي قد تكون له علاقة بنشأته هو وليس بمنطق الثورات وصيرورتها.
لنقرأ ما كتبه هدا الجاهل بكل شيء، إلا لعق أحدية أسياده:" إن الشعب المصري يعتقد أنه يواجه مبارك في شوارع المدن المصرية ، لكنه في الحقيقة يجهل أنه يواجه إسرائيل ، فمبارك ليس أكثر من دمية في يد الكنيست الإسرائيلي "، وينقل على لسان المفكر -كما وصفه- جاك أتالي ما يلي :"إن الثورة لا يمكن أن تنجح في أية دولة إلا بعد توفر 5 شروط أهمها : وجود جيش علماني ، أي جيش مستقل يمتثل لإرادة الشعب ويحرص الدستور وليس النظام" .هده الفقرة تلخص كل فكر نيني أو للدقة كل ما استؤجر من أجله.
1-ليس الشعب المصري من يجهل أنه يواجه في انتفاضته المجيدة التحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي عبر مواجهة إحدى القلاع الرجعية المتقدمة المتمثلة في النظام المصري المنهار، فالجاهل هنا هو نيني الجاهل لهده الحقيقة.ودليلنا على دلك أن ثوار مصر يريدون تغيير النظام وليس تغيير مبارك فحسب كما ثورة تونس ،ثم إن المواقف الخيانية التي اتخذها النظام المصري المتعلقة بالقضية الفلسطينية هي من ضمن أسباب هبة الشعب المصري وبيع الغاز للكيان الصهيوني بابخس الأثمان ، ويكفي أن نذكر هنا بهبة الشعب المصري تضامنا مع الفلسطينيين إبان حرب غزة الأخيرة ، وكذلك رفع صور مبارك وعليها نجمة سداسية تعبيرا على تحديد دقيق للعدو .من لم ير كل دلك هو أعمى قبل أن يكون جاهلا.
وتلك المهام التي ينجزها الشعب التونسي والمصري هي ذات المهام الملقاة على عاتق كل الشعوب المقهورة وعلى رأسها الشعب المغربي والدي مهد لثورته بعشرات الانتفاضات ضد النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي والدي مارس أبشع الخيانات ضد القضية الفلسطينية ، ولتنشيط الذاكرة أكتفي بجريمتين فقط : ترحيل الآلاف من العائلات اليهودية المغربية إلى الكيان الصهيوني تحت الإكراه والتهديد وصل إلى حد خطف الأطفال وترحيلهم لكي تجبر عائلاتهم للمغادرة. والموقف المخزي للنظام إبان العدوان على غزة بإلغاء مشاركته في قمة الدوحة استجابة لرغبة أسياده بعد أن أكد مشاركته بها. ونيني هدا لم يقل شيئا بل حمل كل شيء لوزارة الخارجية وكأن المغرب دولة ديمقراطية بها فصل للسلط ...ووزير يقرر خارج رغبات القصر وأسياده
2- حينما يبلغ الجهل مداه عند نيني قد يصل حد الوقاحة ، فما معنى أن يكون أهم شرط لإنجاح ثورة ما أن يكون الجيش علماني ، ولمادا الاختباء وراء جاك أتالي بالذات وهو لا علاقة له بالفكر الثوري لا من قريب أو بعيد ، ربما السبب في كون نيني يعرف جيدا أنه لا يتمتع بأية مصداقية فحاول استيرادها من فرنسا . ثم ما معنى وجود جيش علماني ؟ وقبل دلك ما هو الجيش أصلا بالنسبة له؟ وهل هناك في العالم جيش ديني حتى يكون هناك جيش علماني؟
لنقاش هدا النوع من اللغة المسخرة لابد من تحديد كل شيء لأن النيني لايقول أي شيء، إن الجيش في أي نظام كان هو جهاز من أجهزة الدولة التي هي بدورها أداة سيطرة طبقية بيد الطبقة أو الطبقات السائدة في أي بنية اجتماعية ،وبهدا التحديد فالدولة في أي مجتمع منقسم الى طبقات تعتبر أداة لضمان وحماية مصلح الطبقات المسيطرة وقمع وإخضاع الطبقات الأخرى والتي تكون عادة هي المنتجة للثروة أو ما يمكن أن نسميه فائض القيمة ، ولتأمين عملية الاستغلال هاته تنشأ أجهزة للإخضاع والقمع الطبقيين، ولا يتضح كثيرا دور هدا الجهاز أو داك في المراحل الهادئة من الصراع ، بل يتضح بشكل سافر دورها الحقيقي أثناء المراحل الثورية المختلفة ، وحين تعجز وسائل الضبط الأخرى والإيديولوجية خصوصا(البرلمانات التنظيمات السياسية الرجعية رجال الدين...) على تخفيف حدة الصراع أو تحريفه.وكل الثورات عبر التاريخ كانت الشعوب المقهورة في مواجهة هده الأجهزة القمعية ومنها الجيش.وحين نتحدث هنا عن الجيش فإننا نتحدث عن جهاز له قيادة تشترك عادة في التحالف المسيطر وليس على الجنود كأفراد غالبا لهم انتماء إلى الطبقات المسحوقة.
هل جهل نيني وغباؤه هو سبب تلك الغوغائية الفارغة ، لو كان دلك لما حملنا القلم للرد عليه. ليس الجهل وحده، وان وجد،ما يحرك زميلنا نيني بل التضليل هو ما يحركه ، وهده أيضا هي وظيفة لأجهزة قمعية أخرى ، أقصد الأجهزة الأيديولوجية (التعليم ، الإعلام ، رجال الدين.. ) ، ادن زميلنا المتذاكي نيني يمارس ليس عن جهل أو معرفة بل هي وظيفته أصلا، وادا اقترنت وظيفة التضليل بالجهل والأمية السياسية لن نستغرب حديثه عن جيش مستقل ودستور مفصولين عن أجهزة الدولة وعن النظام السياسي القائم في أي بنية اجتماعية...
ملاحظة لها علاقة بكل ما سبق

-النيني في مقالاته عن أحداث مصر وتونس نحس برعبه وهو يكتب ، بل أكاد أشعر برعشة يديه، هل هدا الرعب مبعثه الخوف من فقدان ما راكمه جراء عمالته للنظام أو من خوفه من عدم إرضاء أسياده عبر تنويم قرائه وتضليلهم ، ولدلك يسعى لآخافتهم من مغبة الحلم بالحرية أي بنظام وطني ديمقراطي شعبي.
بهده الكلمات اختتم نيني مقاله متحدثا عن خيارات الشعب المصري:" طبعا هناك خيار ثالث...هو التضحية ببضع مئات الآلاف من مواطنيهم".
في هدا العدد بالذات من جريدته خصص صفحتين عن الدعارة ومقال صغير عن أحداث مصر خصص لخطاب مبارك.
لنتساءل: هل بناتنا وأخواتنا اللائي يبعن أجسادهن في دول الخليج وفنادق البرجوازية اللقيطة كما يبيع هو قلمه ، هل هن أحياء ؟ كم عدد الدين أكلهم البحر المتوسط الباحثين عن لقمة غير ممرغة بالذل والاهانة كما ترضى أنت الذل لنفسك؟ كم عدد الدين يموتون على أبواب المستشفيات والدين يموتون بالبرد والجوع ، والدين يفترشون الطرقات...وكم وكم.....الخ
ان كنت خائفا من أسيادك لتخيفنا بمثل داك الخطاب الديماغوجي...اعلم أنك موظف فاشل وغبي.
وان كنت خائفا على مصالحك وامتيازاتك فاحزم حقائبك مع أسيادك...فساعة الحقيقة قد دقت..ولبنة المغرب الكبير الاشتراكي الموحد قد حانت.
-نيني الصغير وهو يتحدث عن الكيان الصهيوني بكلمة إسرائيل قد يكون جاهلا كونه أحد ضحايا اتفاقية كامب ديفيد المشئومة .وهو بدلك يطبع مع الكيان الصهيوني وأكثر من دلك هو يغترف بكيان غاصب وعنصري.


رفيق عبد الكريم الخطابي:02-02-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نيني،انتهازي مغرور قصير النظر
سيكو الكريم ( 2011 / 2 / 5 - 22:12 )
بداية انا لست شوفنيا كما سبق لك ان اتهمتني،تاليا معذرة ان كنت قد استعملت بعض العبارات المستفزة في حقك في مقالك السابق،وانا ساعمل بنصيحتك في هذا الصدد.
اقرا خربشات ذاك المسمى نيني المهرج رقم ١ في الصحافة المروكية،وهو يتراءى لي انه هوى الى مستوى انبطاحي لم تعد الكلمة النقدية تنفع معه،وُرِّط منذ قصة ٦٠٠ دلمليون وهو الآن مخزني اكثر من المخزن،مكانه كنت قد تركت الصحافة حفاظا على الكرامة الانسانية،لكن غباؤه السياسي وقصر نظره جعلوه لقمة صائغة لمخابرات المخزن حيث جندوه في خلايا جند تجميل الوجه القبيح للنظام العرباني العنصري.وقد لا يخفى عنك ان جيشا متكاملا من الاقلام من جميع المستويات وقراصنة الشبكة أجّرهم مؤخرا النظام الاستبدادي كمحاولة استباقية لاحتواء صدى انتفاضات شمال افريقا ـ تونس مصر ...ـ واللعب بعقول الشباب على المنتديات عله يسلم من الغضب الشعبي،وما نيني الا احداهم مع الاقدمية
مع التحية


2 - تحية
سعيد سعيد ( 2011 / 2 / 6 - 13:36 )
تحية للجميع
لمادا تزعجكم كتابات نيني
ام انكم ترون فيه احد المثقفين تريدون من خلاله شحد افكاركم
لكم الحرية فيما تريدون نعتنا به نحن قراء جريدته لكن التاريخ علمنا ان من يعترض افكار الاخرين والمحبوبة من لدن الكثيرين لابد تكون من ورائه اهداف قمعية راسمالية لتشتيت لحمة ما الا تخجل من نفسك وانت تريد تمزيق هده الثورة النيننية ال المباركة
اليست افكار نيني ثورة فكرية حقيقية تجاوب معها الشعب
اليس من السهل تحقيق واستمالة فئة عريضة من الناس وانت من بين العاجزين
ادن كيف تعجز افكارك وافكار امثالك عن تحقيق الانجاز نفسه
من اين لنيني بهدا الحب الشعبي الواسع ادا لم تكن ثمرة مجهود فكري حقيقي والا اعترف بغبائك امامه لانك لم تستطع استمالة الناس نتيجة دنو فكرك اولا ولدكاء الناس ثانيا والدين تصفهم بالمستغبين لانهم لايعرفوا حقيقة نيني فقط انتم من تعلمون اسرار
اريد منكم ان تجيبوني وتجيبوا القراء هل المساء وحدها تكتب في المغرب هل الجائد الاخرى تنال استحسانكم
هل ليس لنيني الحق في التعبير عن القضايا العربية هل لديكم الحق في قمع كل من عبر عن رايه في الشؤون العربية
من نصبكم للدفاع عن القضايا العربية


3 - الى السيد سيكو الكريم
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2011 / 2 / 6 - 21:07 )
أشكرك على ما تفضلت بيه من ملاجظات المهم أن نحافظ في اختلافنا واتفاقنا على حد أدنى من الروح الرفاقية.المهم أن نناقش أفكارنا لأن لا أحد يجرأ الآن على القول أنه يمتلك الحقيقة المطلقة ولنا في تجربة الشعبين التونسي والمصري أحسن الدروس وأرقى العبر
تحياتي


4 - الى السيد أو السيدة سعيد سعيد
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2011 / 2 / 6 - 21:37 )
لو تمعنت فيما قرأت لوجدت أن كل ما وصفت به نمودجك النيني أقمت عليه أدلة مما كتبت يداه.ولم أطلق شتائم كمااتفق.أنا قمت بقراءة نقدية لآحدى مقالاته التي يهدف من خلالها الى تخويف الجماهير من سيناريو مصر وتونس.كان أجدى لك أن تعود الى مقال النيني وتقرأ مقالي وتعبر عن رأيك بما يعود بالنفع عليك وعلى القراء.لكنك اخترت أسهل وأجبن الطرق وهو السب والاشهار لجريدة النيني
أما بخصوص تساؤلك:عن المقارنة بين المساء والجرائد الأخرى؟
فالجواب هو أني أنتقد النيني أصلا لأن جريدته مقروءة كثيرا واستمالة عدد كبير من القراء لا تعني أن المساء تلامس هموم وقصايا الشعب ولاتعني أن صاحبها عبقري فقط تحيل الى شيء واحد أكيد هو أن النظام ديكتاتوري وأن الطاقات المبدعة ببلدنا كثيرة جدا ولكن السياسة التجهيلية المتبعة في التعليم والاعلام المرئي والمكتوب تنتج نوعا من القراء يستهلكون المادة الاعلامية عوض القراءة النقدية لها.أرجو صديقي الا تكون واحدا من ضحايا تلك السياسة المهم ليس شخص نيني المهم هو وعي مصالحنا كشعب بعيدا عن النمادج التي يحاول النظام خلقها لتكون لنا القدوة
أرجو أن تعيد القراءة بعين نقدية دكية كعيون كل الأحرار


5 - شي سيبش
ثلصص يبلرص ( 2011 / 2 / 8 - 21:16 )
ثببصبصثي سؤيبصض


6 - الحقد اعمى بصيرتك
عبدالللطيف بن علي ( 2011 / 5 / 1 - 18:17 )
لمادا كل هدا الحقد ضد شخص يوجد في السجن من اجل ابداء الراي
لم ارى اي تحليل في مقالك بل لامست استعلاء وتنصيب لحديث باسم لشعب

اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة