الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة في خطر

مناف كريم

2011 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


إن استمرار النظام وأركانه في الوجود وعدم تحرك الثورة لأنهائه سيكون رمحاً قاتلا في خاصرة الثورة وقلعة تنطلق منها كل الشرور وخيمة تجتمع في ظلها كل القوى الرجعية والأنتهازية من أمثال الأخوان وغيرهم.

لقد نبهت في ندائي الى اللجان الشعبية من خطورة الأستمرار بالوضع كما هو وعدم الدفع بالثورة الى أمام بحيث يؤدي الى شل النظام وتعميم البديل الثوري المطلوب أصلا من قبل جماهير العمال والفلاحين والموظفين والكسبة والجنود، والذي بوسعه ضمان الخبز والعيش الكريم لكل مواطن. وأن هنالك الكثير من القوى السياسية المحلية التي لاتريد للثورة أن تنجح وهي اقرب من النظام منها الى الثورة وهى بدأت الأن بالتآمر على الثورة وأنقاذ النظام عن طريق تشكيل لجنة الحكماء.

إن رد الثوارعلى لجنة الحكماء الأنتهازية بتشكيل لجنة لقيادة الثورة هي خطوة موفقة وممتازة وهي بداية لتبلور خط الثورة المستقل. على الثورة أن تفرض نفسها على كل هذه القوى وتفشل كل مخططاتها الرامية الى إنقاذ النظام أو إشباع مطامعها عن طريق إدعائها بتمثيل الثورة والقفز عليها وخلق وضع جديد يفرغ الثورة من مضمونها.

من أجل إغناء الثورة وانتصارها فأن على الثوار الأخذ بتجارب الثورات العالمية وفي مقدمتها ثورة أكتوبر الغنية بالأحداث وهي نموذج لثورة واعية نجحت كثورة في فرض نفسها وإبدال وجه روسيا القيصري الفاسد بوجه عمالي ثوري مشرق وأثرت على كثير من الثورات في العالم رغم فشلها لاحقا في التأسيس لمجتمع جديد مبني على الحرية والمساواة.

إن وجود قيادة واعية وموحدة لاتعرف الميوعة ولا السذاجة السياسية ومجربة على لعب وموآمرات القوى الرأسمالية والرجعية الدينية على الصعيدين الداخلي والخارجي هي من المستلزمات الأساسية لأنجاح أية ثورة.

إن ارادت الثورة في مصر أن تنجح وتحدث تغييرا جذريا في الحياة السياسية والأقتصادية والأجتماعية في مصر وتنهي بالفعل الوضع الحالي فعليها خلق قيادة كالقيادة البلشفية وأن تكون بمستوى دهاء ها وعبقريتها. إن موقع وتأثير الثورة المصرية ليست اقل شأنا من موقع وتاثيرالثورة البلشفية الروسية. لهذا فأن وعي هذه القيادة بما أقدمت عليه بأشعال هذه الثورة التأريخية وتأثيرها على المعادلات الأقليمية والعالمية مهم جدأ. ستفرض هذه الثورة بنجاحها واقعا تأريخيا جديدا على المديين الأقليمي والعالمي وسترسم بأنتصارها حياةً سياسية لم يشهد العالم العربي نظيرا له في كل تأريخه.

إن الحديث عن الحلول الوسطية من أجل الحفاظ على الشرعية الدستورية وما الى ذلك من كلام أجوف لا يتجاوز أن يكون هرطقة تافهة يراد به إضفاء الشرعية على نظام لم يتمتع بالشرعيية يوماً . إن الشرعية الحقيقية هي الثورة الجماهيرية نفسها ولا توجد شرعية تعلوها. أما الحديث عن الدستور وشرعيته، فهو أصلا كلام غير شرعي لأن الدستور ولد في كنف العسكر وتم فرضه على الشعب المصري وأضيف اليه ما أضيف كي يصبح موطنا لكل دكتاتور ولص. إن ثروة مبارك وعائلته وحدها أكبر دليل على بطلان هذا الدستور. إن هذا الدستور لايمتلك أية شرعية وهو باطل كما بطلان نظام مبارك.

أما الجيش فهو رأس المارد وهو الذي كان له منذ ولادة الجمهورية في مصر بجانب أمريكا الكلام الفصل في إدارة الحياة السياسية في مصر وقد أصبح هذا الأمر مع الثورة الشبابية شيئا من الماضي وهذا ما لا تتقبله قيادة الجيش. وما يؤرق هذه القيادة، هو دور الحياد الذي فرضته الجماهير على الجيش. وضعت الجماهير الجيش أمام مسؤولية أخلاقية كبيرة لايمكن الأنفلات منها بسهولة وقد حاولت القيادة العسكرية تجربة الأنفلات الحذر حين إنسحبت أمام أزلام النظام المعروفون بالبلطجية وفشلت وبفشلها فقدت الكثير من ثقة الجماهير وهي بأشد الحاجة الى هذه الثقة إن ارادت أن يكون لها دورا في الحياة السياسية في مصر غد.

إن الثورة لم تظهر الى الأن عدائا مباشرا للجيش وبهذا لم تعطه المبرر للتدخل الميداني الفاعل ضدها رغم العداء المبطن الكامن في مطلب "إسقاط كل النظام".

على الثورة التقدم وتعزيز مواقعها لأن هذا الوضع الحيادي لن يدوم طويلا. لا يمكن للجيش البقاء على الحياد والتفرج على ثورة جاءت لتسحب كل البساط من تحت أقدامه. لقد نجحت الثورة في مفاجئة الكل بدءاً من الأمريكيين ووصولا الى النظام والجيش وجميع القوى والأحزاب السياسية وفرضت بهذا نفسها على الجميع والكل يقر بذلك.

لكن الأستمرار في السير البطيء جدا بالثورة الى أمام سيعطي الجميع فرصة لأعادة أنفاسهم والأنقضاض عليها مجتمعين.

على الثورة أن تأخذ بزمام المبادرة والتقدم بخطى منظمة الى الأمام. إن انسحاب الشرطة من الحياة الأمنية كانت فرصة عظيمة أمام الثورة لملء هذا الفراغ والأتخاذ بها كبداية عملية لفرض حكومة ذات قاعدة جماهيرية عريضة فاعلة من العمال والفلاحين وموظفي الدولة والكسبة. لم يحدث هذا لأن الثورة لم تكن لتتجاوز هبة جماهيرية وحسب.

إن قوة كل ثورة وآنتصارها في زمن الرأسمالية لا تكمن في المظاهرات المليونية منها وغير المليونية فحسب بل في التنظيم. تنظيم الجماهير في منظمات مجالسية تقوم بأدارة الحياة السياسية والأقتصادية والأدارية على الصعيدين المحلي والدولة. إن هذه المنظمات هي العمود الفقري للثورة وهي الضامن لبقاءها وآنتصارها. وإن إفتقار الثورة في مصر الى تنظيمات جماهيرية واسعة ومتماسكة هو نقطة ضعف يجب تلافيها.



عاشت الثورة،
عاشت المجالس العمالية واللجان الشعبية،
عاشت الحكومة المجالسية


مناف كريم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر سويسرا.. عملية السلام من دون روسيا لا يمكن أن تستمر| #


.. واشنطن تحذر.. هجمات حزب الله شمالي إسرائيل قد تؤدي لحرب -غير




.. الجيش الإسرائيلي: استدعينا مقاتلين برا وجوا لمنع اختطاف جثث


.. محتجز إسرائيلي أنقذ من غزة يدعو حكومته إلى التوصل لصفقة تباد




.. الحجاج ينفرون من عرفات إلى مشعر مزدلفة بعد أداء ركن الحج الأ