الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر على مستوى أقدارها

فاطمه قاسم

2011 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الشقيقة مصر، تعرف حجم موقعها في أمتها العربية و الإسلامية و في قارتها الإفريقية، و تعرف حجم مسئوليتها عن الأمن و السلم في العالم، و لذلك فهي تتصرف بثقة و مسئولية عالية بحجم دورها الذي ينظر إليه الجميع بأهمية قصوى.

و عندما حاولت يد الإرهاب الأسود أن تضرب عمق الوحدة الوطنية المصرية من خلال التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية، فإن مصر التقطت المبادرة على الفور، و رفضت رفضاً قاطعاً أن يدعي أي طرف أميركي أو أوربي أو غيره بأنه الأحرص على أمن المصريين أقباطاً كانوا أو مسلمين أكثر من دولتهم، فالدولة المصرية أولى بأمن شعبها، و الدولة المصرية واجهت الإرهاب الدولي في بداياته و انتصرت عليه يوم أن كان الكثيرون في أميركا و أوروبا لا يتخيلون أن الإرهاب يمكن أن يصل إليهم، و لكن مصر قالت لهم في ذلك الوقت في التسعينات، أن الإرهاب لا وطن له، و لا حقيقة له، و لا دين له، إنه عدو الإنسانية كلها، و عدو الجميع، و قد عبرت الشقيقة مصر عن ذلك بعمل خارق تلاحمت فيه الوحدة الوطنية المصرية كأقوى ما تكون، و من هنا كان الانتصار المصري الكاسح على الإرهابيين، و اطر الجميع أن يعترفوا لمصر بأنها كانت الأسبق في توصيف الإرهاب و التصدي له.

القديسين في الإسكندرية، عادت بعض الأصوات من هنا و هناك لتتحدث من جديد بنفس الأسطوانة المعروفة، حول حرية العبادة، و أمن الأقليات، و ما إلى ذلك من مقولات مغرضة، و رد الموقف المصري ، رافضاً هذا المنطق، معلناً بشكل قاطع أن زمن الحمايات قد ولىّ إلى غير رجعة.

التطور الأهم:

أن مصر، قد استطاعت في زمن قياسي، أن تفك رموز الطلسم، و أن تضع يدها على السر، و أن تكشف الفاعلين المتورطين، عندما أعلنت أن المسئولية عن تفجير كنيسة القديسين يتحمله جيش الإسلام الموجود في غزة، و الذي ثبت تورطه في جرائم سابقة تم تنفيذها في مصر.

هذا تطور نوعي، لأنه ألقم حجراً لكل المفروقعات المشبوهة، فهذا يعني أن الجريمة مدبرة ضد أمن مصر، و ضد وحدتها الوطنية، و ضد سلمها الأهلي، و أن الذين ينفذوا جرائم مشابهة ضد مواقع إسلامية هم أنفسهم تورطوا في جرائم ضد مواقع قبطية، و أن هذا ليس إلا جزءاً من الإرهاب الدولي. وهذا مما ال بالاومور الى الحد الذي يجعلتا نكاد نفقد وحدة مصر
فلسطينياً:

ما كشف عنه في مصر غاية في الأهمية، و يهمنا بالدرجة الأولى، فمصلحتنا الوطنية جميعاً بدون استثناء – رغم خلافاتنا السياسية – أن لا تستغلنا يد الإرهاب الدولي، و أن لا يجد هذا الإرهاب مكاناً أمناً بيننا، فنحن لنا قضية رئيسية و هي قضية الاحتلال الذي نريد الفكاك منه، و لا يمكن أن نسمح بانجراف نضالنا الوطني في اتجاهات مشتتة لا تنفعنا في شيء، و بالتالي فإننا يجب أن نرى الحقائق عندما تنتهي مصر من تركيب كل أجزاء الصورة المبعثرة، و لنا ثقة كبيرة بأن الاخوةفي مصر قادرين على ذلك.

علينا أن نعترف، أن ذيول بعض المراحل السابقة ما تزال موجودة، و يجب تنظيف ساحتنا الفلسطينية من هذه الذيول، و لكي ننجح في ذلك فإنه يتوجب علينا أن لا تدخل القضايا الأمنية، التي تشكل قاعدة أمننا الوطني، و أمن أشقائنا العرب في سجالات الخلافات، و في تداعيات الانقسام، لأن الأمن ضرورة حيوية للجميع، مهما كان انتمائهم الحزبي، و مهما كانت عناوينهم السياسية!!! الأمن أولوية أولى، من أجل نسجينا الوطني و حمايته من التمزق، و من أجل حياتنا اليومية، و وضعنا الاقتصادي، و سلمنا الأهلي، فإن الأمن ضرورة ملحة لا غنى عنها.

و نحن نعلم أن حين تستمر تداعيات الانقسام، و حين تزداد مساحة التراشق، فإن الإرهاب بكل حلفائه سيجد الفرصة المناسبة للتواجد ز الفعل على أرض الواقع!!! و اعتقد أن جميع الفرقاء الفلسطينيين عانوا في فترات سابقة من تجاوزات و اختراقات في جدارنا الأمني، و أن بعض المجموعات المسلمة، و بعض التكوينات الأيدلوجية، قد استهدفت حياة الناس، و أن تلك المجموعات و التكوينات لم تكن تستجيب حتى للتوافقات الوطنية، فكانت تخترق الهدنة حين نتوافق عليها، و كانت تخترق السلم الأهلي حين يكون أولويتنا الأولى، و قد لحقت بنا أضرار كثيرة نتيجة هذه الاختراقات.

و بالتالي:

فإنه حين تعلن مصر رسمياً عن اتهام لجيش الإسلام بمسئوليته عن تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، فإن جهدنا لا يجب أن ينصب نحو رفض الاتهام، أو التبرؤ منه، و إنما الجهد يجب أن ينصب حول تقصي الحقائق و التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع، حتى نكون قادرين على المواجهة، و أن لا نترك شعبنا يدفع ثمناً فادحاً لارتكابات من هذا النوع، ليست جزءاً من أهدافنا، فليس هناك أحد يمكن أن يفكر في إلحاق الأذى بأمن الأشقاء المصريين فهم سند لنا و للأمة كلها في كل الظروف!!! و بالتالي يجب أن نتحلى بالشجاعة للوصول إلى الحقيقة، فحرام أن تتحول أرضنا الفلسطينية إلى مأوى للإرهاب بأي شكل من الأشكال، و حرام أن تتضرر أهدافنا الوطنية على مذبح أجندات مشبوهة من هنا أو هناك.

اعتقد أن الكثير من القوى المعادية قد صدمت عندما تمكن الاخوة في مصر من رفع اللثام عن لغز كنيسة القديسين و الذين يقفون وراء جريمة التفجير، و هذا يصب لصالح أهمية و مسئولية و كفاءة المنتمين الى مصر والذين يعتبرون امن وطنهم هو عماد الأمن القومي العربي، و علينا فلسطينياً أن نتعامل مع الحقائق حتى لو كانت قادمة لنا، لأن الاعتراف بالمرض هو أول خطوة حقيقية في تحقيق العلاج و المناعة. لان ما يحدث في مصر لا يدل إلا على أن امتنا وقعت فريسة بالمطلق لإرادات الآخرين وعلى رأسها بعض النحب من المثقفين الذين قبلوا أن يكونوا اداوات لقرع طبول تمزق ألامه ، اليوم قرأت آن احد السخفاء يدعوا الفلسطينيين إلى المزيد من التمزق ، ادعوه آن يبتعد كثيرا عن الفلسطينيين لان الفلسطينيين معاناتهم مختلفة، وهم يحتاجون إلى أصوات تدعو للوحدة ، وليس إلى مزيد من التمزق ، فإذا أحدا لديه تعليمات ، أو اخذ أجرة ليدعوا إلى تمزقنا، فإما آن يعيد النقود إلى أصحابها وأما آن يخرس،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي