الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوطان ليست للبيع

سهيلة بورزق

2011 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لنفترض أن العالم تحوّل اٍلى رقعة ضيقة ، أو لنفترض لمرة واحدة أننا نحن أضيق من عين اٍبرة في تبرير شرّنا تجاه الآخر، لنفترض أن الذي يحدث في تونس الخضراء، وفي مصر أم الدنيا مجرد تراشق أفكار، لا قطرة دم سالت، ولا أرواح ازهقت، ولا مرحلة جديدة من الظلم والظلام ستأتي… لنفترض أيّتها السماء أن الله لا يرى ما يحدث، لذلك فالأجساد الضعيفة تحترق، وينبت منها وردة بعطر الله…لازلت أشعر أن الافتراض قيمة دلالية مرفوعة في النّصب على الشعوب، وقيمة سياسية معتّقة بنفاق الساسة والحكام.
لا أخفي عليكم أنّني من كثرة رؤيتي للدماء لم أنم منذ أيام، لكنّني شعرت بفائض من عزّة النفس أمام اصرار هذا الجيل الثائر على الحياة في شرف وحرية وانسانية، كان يلزمني قطعة قماش بيضاء ناصعة، لكي أختار للوطن العربي الكبير علم موّحد بألوان موحّدة، ونشيد وطني موحّد تيمنا بالثورات التي ستحدث مستقبلا في بلدان عربية أخرى، انتهك الاٍنسان فيها، وأصبح الشّر صديقا للحياة في جميع سبلها.
يقينا أنا لا أحلم، ولا أريد أن أستفيق من غفوة ثورة الشارع العربي، فلا قيمة للوجود بلا انتفاضة، ولا استمرارية بلا عتق، أنا متماسكة الآن كجبل، ومطمئنة من أنّ الشباب العربي مفخرة لنا في صموده، وخوفه على الأجيال اللاحقة من طاغوت الحكام.

هل تجدون لغتي كلاسيكية؟، أعترف لكم أنّ الحالة التي نشهدها لا تستدعي أبدا لغة طرزانية، فأنا الآن أكتب وأنا في حالتين متضاربتين بين الهدوء والغضب، وبين الصراخ والتّعجب، وبين الملل من رؤية الوطن العربي مساحة جغرافية مغضوب عليه لو هو خالف أوامر ماما أمريكا، والخالة اسرائيل، وبين تدفق الجهل والأمية والفقر على أهالي القرى، وبين دلالة وجود الحاكم الفلاني في المكان الخطأ، بعضهم يستحقون الاغتصاب علنا أمام جموع غفيرة من البشر، والتنكيل بهم حتى الموت… ألسنا نموت يوميا خوفا من جبروتهم؟، ألسنا لا نجد دلالة واحدة لقيمة وجودنا؟، ألانشعر أننا لا نختلف عن أي حيوان أليف؟.. معذرة على هذا التشبيه، لكن الحقيقة مرّة أمام ما يتمتع به الحاكم العربي من جاه وسلطان…جميعهم يتعالجون خارج بلدانهم خوفا على صحتهم من فتك التشخيص العربي الخاطىء، أليس من العار أن يتركوا بلدانهم تحت خط الشك، ويمارسون حياتهم العريضة، والطويلة في أفخر بلدان العالم؟…ليس الشعوب هي من لا تعمل، ليس الشعوب هي الغبية، الحكام العرب هم سبب كل ذرة تخلف… ليتني كنت امرأة بجانحين، كنت سافرت اٍلى تونس، ومصر، ونثرت على رؤوس الثوار حقول حرية، لكنّني أعود وأقول ان الحرية عزيزة وغالية، لذلك فهي تأتي دائما في صيغة الألم.

الموت حق على جميع البشر، لكن الحياة أحق بنا… لي نبض عربي لا يتوقف عن الغناء في حضرة الثّوار…راجعوا آلامكم، واحبوا أحلامكم، فهي أكثر من قضية، وأكثر من ثورة، وأكثر من اصرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه
مجدى حلمي عزيز ( 2011 / 2 / 6 - 09:58 )
سيدتي العزيزة
تحية لانتفاضتك النبيلة


2 - إحذري التحليق الحر في هذا الزمان
سالم العبدالله الدميمي ( 2011 / 2 / 6 - 12:11 )

الأخت سهيلة
حلمك بالطيران بجناحين والتحليق فوق ثوار تونس وثوار مصر لتقومي بنثر حقول حرية هو حلم مشروع وكلاسيكي ورومانسي ولكن ياأختاه .
ولكن ياأختاه حلمك هذا صعب تحقيقه لأن ( ماما أمريكا وخالتوا إسرائيل ) لن تسمح لكي بالتحليق في هذه الأجواء بل ستقوم طائرات الأف 16 و 18 وطائرة الشبح بأجبارك على أن تحطي بقبرص أو بجزيرة سردينيا أو بمطار عسكري إسرائيلي بالأرض المحتلة وسوف يتم إعتقالك ومن ثم سوف يتم إرسالك إلى احد الدول العربية ليتم التحقيق معك وبعد ذلك سيتم إعادة إرسالك مع ملف إعترافاتك إلى احد سجون الأستخبارات الأمريكية السرية المنتشرة بالعالم .
لتستيقظي من حلمك مذعورة ولن تنامي لمدة اسبوع خوفا من إكمال حلمك
تقبلي مروري


3 - البعبع انتهى
رديف شاكر الداغستاني ( 2011 / 2 / 6 - 21:02 )
تحية للكاتبةالمحترمه اذا كانت النرجسيه تحقق الواقعية لم لا هذا البعبع الامريكاني بعملائه داسته الثورة الان انها رد على الافكار التي تدعو الي االاستسلام للامر الواقع نعم ايتها المارد لتحلقي ماسيكون افضل مما كان فمن يهاب صعود الجبال 0000شكرا لك ايتها الحالمة الثورية

اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و