الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الشعبية المصرية المظفرة و تأسيس الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2011 / 2 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ليست غاية هذا المقال التطرق إلى تحليل مفصل لتطورات الحركة الثورية ب"ميدان التحرير" بالقاهرة الذي يعتبر رمز الثورة الشعبية المصرية المظفرة ، التي تأتي امتدادا لتداعيات الثورة الشعبية التونسية المظفرة ( أنظر المقال بالرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=242117 ) و علاقتها ببناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية بتونس (أنظر المقال بالرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=242374 ) ، لكون التطورات التي يعيشها "ميدان التحرير" باعتباره أرضا محررة يسيطر عليها الثوار في ظل انهيار النظام الديكتاتوري عميل الإمبريالية و الصهيونية و عميد الرجعية العربية ، و هو انهيار حقيقي منذ انسحاب قوات القمع من الشوارع المصرية و نزول الجيش لدعم الوجود الشكلي للنظام أمام انتفاضة الجماهير الشعبية في جميع بقاع البلاد.
لقد تحول "ميدان التحرير" إلى مركز لدولة مصغرة تعبر عن طموحات الشعب المصري بجميع طبقاته و فئاتها المرتبطة بالحركة الثورية (عمال ، فلاحين، معطلين، طلاب، مثقفين، فنانين... نساء و رجالا و أطفالا) ، إنها حالة ثورية عظيمة أكدت أهمية قوة الجماهير الشعبية في تقرير مصير الشعوب و حطمت خرافة القوة القاهرة للإمبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية ، لقد أصبح "ميدان التحرير" أرضا محررة سيطر عليها الثوار كما توجد في جميع مدن و بوادي مصر أراضي محررة تابعة لها ، و لم يبق في النظام الديكتاتوري لمبارك إلا الشكل القابع بالقصر الجمهوري بعدما غادر مصر جميع اللصوص الإمبرياليين و الصهيونيين و الرجعيين العرب الذين سيطروا على خيرات البلاد و عاتوا فيها عبثا ، و تحطم الرأسمال المالي بسقوط "البورصة" و "البنوك" بعد إعلان الإضراب اللامحدود للطبقة العاملة إلى حين سقوط الديكتاتور رمز استغلالها ، لقد سقطت الديكتاتورية و بقي الديكتاتور تحت حماية الإمبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية التي حاولت استغلال القوات المسلحة المصرية ضد الإنتفاضة الشعبية التي وصلت الآن مستوى الثورة الشعبية.
إن الثورة الشعبية التي لا تستطيع حماية نفسها من الثورة المضادة للإصلاحية و الإنتهازية و الرجعية لا يمكن لها الإستمرار و تحقيق النجاح ، إلا إذا تمكنت من إبداع أدواتها الذاتية العتيدة التي تستطيع حمايتها و ضمان استمراريتها للوصول إلى أهدافها ، لقد استطاعت الثورة الشعبية المصرية إبداع هذه الأدوات انطلاقا من التجربة التونسية العظيمة و على رأسها "اللجان الشعبية" في الأحياء و الشوارع و بالمناطق المحررة و خاصة "ميدان التحرير" ، إن الحالة الثورية بهذا الميدان توحي بوجود شروط تأسيس دولة وطنية ديمقراطية شعبية بعدما قاومت الجماهير الشعبية الأداة الوحيدة المتبقية في يد الديكتاتور و هي "البلطجية"، التي كانت على الدوام الذراع التي تعتمد عليها الديكتاتورية في مواجهة الإنتفاضات الشعبية بمصر طيلة حكم مبارك خاصة أثناء الإنتخابات.
ففي يوم الأربعاء 02 فبراير 2011 سقط آخر جيب للديطتاتورية و تم تحويل "ميدان التحرير" إلى أرض محررة بعد سحق "البلطجبة" و سقوط الشهداء ، مما خلق تماسكا في صفوف الثورة الشعبية على طول الوطن و في جميع جيوبها التي تعرضت هي الأخرى لهجوم "البلطجية" ، لقد تحولت الديكتاتورية بمصر إلى "دولة البلطجية" بعد انهزام قواتها القمعية المنظمة أمام قوة الجماهير الشعبية في انتفاضة 28 يناير 2011 التي سقط فيها العديد من الشهداء.
ففي 02 فبراير 2011 تم عزل النظام الديكتاتوري لمبارك شعبيا بعد إعلان تنظيم مظاهرات المليونية ل"جمعة الرحيل" و تم عزله دوليا بعد الإدانة الشديد ل"نظام البلطجية" ، لقد سقطت الديكتاتورية و بقي الديكتاتور محفوفا بعصابته الإجرامية بقصره و أصبح معزولا بشكل تام عن الجماهير الشعبية ، إنه ديكتاتور بلا وطن يتم الإحتفاظ به من طرف الإمبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية إلى حين القبض عليه من طرف الثوار باعتباره مجرم حرب.
لقد حان وقت إعلان تأسيس دولة وطنية ديمقراطية شعبية ب"ميدان التحرير" التي تستمد شرعيتها من قوة الشعب بكل الأراضي المحررة عبر بقاع الوطن ، و حان الوقت للإلتفاف حول مطلب واحد و وحيد و هو "القبض على مجرم الحرب و محاكمته" ، هذا الشعار الذي يجب يشكل العمود الفقري لمظاهرة "ميدان التحرير" ليوم 06 فبراير 2011 و جميع المظاهرات الموازية لها ، التي يجب أن تنتهي بإعلان تأسيس "الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية المصرية" مركزها "ميدان التحرير" ، و الشروع في نفس الوقت بتشكيل حكومة مؤقتة تصبح المعبر الأساسي للثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية المصرية تطالب المنتظم الدولي بسحب الإعتراف بالدكتاتور و عصابته و إصدار مذكرة للقبض عليه.
إن إعلان هذه الدولة و تشكيل حكومتها الشرعية و إصدار مذكرة للقبض عليه يسحب البساط تحت كل المتربصين بالثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية المصرية ، من إمبرياليين و صهيونيين و رجعيين و إصلاحيين و انتهازيين الذين يعملون تحت الخفاء لضرب هذه الثورة العظيمة في دولة عظيمة ذات أهمية استراتيجية في سحق الإمبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية ، من أجل فتح أفق الثورات بباقي الدول العربية و المغاربية و توحيدها ضد استغلال ثروات شعوبها و شعوب الدول التابعة للإمبريالية و الصهيونية خاصة بأفريقيا و آسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال