الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استثمروا في صناعة الإرهاب

سعد الله خليل

2004 / 10 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


استثمروا في صناعة الإرهاب، فمستقبلها مضمون، وربحها كبير، بل هي أ كثر الصناعات ربحا ورواجا هذه الأيام، والطلب عليها في تزايد مستمر، وتلقى تشجيعا متميزا على كافة الأصعدة من أطراف وجماعات وقطاعات عديدة، ، ومن ميزاتها أن دورة رأس المال فيها سريعة جدا، بل أسرع بعشرات المرات من دورة رأسمال المشروبات الغازية أو البيرة من دون كحول في عز الصيف، ويهمس بعض المستثمرين في هذه الصناعة، أنهم في أحيان كثيرة استردوا أموالهم وأرباحها بلمح البصر، وأن رأسمالهم قد تضاعف مرات عديدة في فترة وجيزة.
والاستثمار في هذه الصناعة ليس وقفا على الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال، أو جمعيات الشر، ومثيلاتها من الجمعيات التعبوية، بل يمكن لكل من هب ودب الاستثمار فيها، كالبلطجية، وباعة الأقلام والضمير من شعراء وكتاب وروائيين وأساتذة وصحفيين ورؤساء تحرير ومحامين ونقابيين وفنانين وسياسيين، وحتى شبه سياسيين، وهناك عرض خاص: للمطبلين والمزمرين وأيتام صدام المقهورين، والزاعقين والناعقين من نزلاء فندق الرشيد السابقين، وأصحاب الكوبونات النفطية وتذاكر الطيران المجانية، وجمعيات المؤدلجين المتاجرين بحقوق الإنسان، كما يمكن للسياسيين الملتحين، والملتحين المسيسين، استثمار خطبهم التهويشية، وفتاواهم الدموية، في هذه الصناعة الفذة المستقبلية.
أما الذين لا تنطبق عليهم المواصفات والمواهب المنصوص عليها أعلاه، فيمكنهم الاستثمار في مجال السمسرة:
- إما من خلال: تسويق منتجات هذه الصناعة (كالمخطوفين مثلا)، والخيارات متاحة، ما بين البيع للشركات المنافسة، أو الشركات الوسيطة، أو مباشرة للمستهلك (دولة المخطوف أو عائلته)
- أو من خلال: توفير العمالة اللازمة لهذه الصناعة، وتأمين الدعم اللوجستي لها، كسيارات الخدمة، والسيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة، والمواد الأولية لصنع المتفجرات، والمسدسات الكاتمة للصوت، وبنادق القناصة، والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأجهزة الرصد والتفجير، والسكاكين اللازمة للنحر والذبح وقطع الرقاب.
وللذين يتمتعون بمواهب فنية غير مذكورة أعلاه، يمكنهم الاستثمار في مجال الإعلان والترويج لهذه الصناعة التراثية المحلية، وجعلها وجبة يومية في حياة الناس، وإبراز فضائلها ومنجزاتها، وأهميتها في استنهاض همم المتخلفين ورفع معنوياتهم ومستوى معيشتهم. أو الاستثمار في مجال الدعاية والتعبئة لتوسيع قاعدة البنى التحتية اللازمة لتوطيد أركان هذه الصناعة، كنشر الجهل والأكاذيب والخرافات، والتغني بالسراديب، وتلميع صورة الأنفاق في عيون الجيل الصاعد، وإظهار بساطتها وجمالها وراحتها، وأهمية التمسك بها والمحافظة عليها، وترغيب من هجرها بالعودة إليها والإقامة فيها.
وللعلم: فإن مجلس الإدارة قد أنشأ عدة فروع لهذه الصناعة ومنتجاتها في أنحاء متعددة من العالم، والعمل جارٍ لزيادة عددها وتوسيع نشاطاتها واهتماماتها، وستكون هناك فروع متخصصة بالمدارس والأطفال، وأخرى بالنساء، وغيرها بالأسواق المكتظة بالفقراء ... الخ.
كما أقر مجلس الإدارة مبدأ اللامركزية في تسيير أمور الفروع، دون أن يعني ذلك الانفصال عن المركز الرئيسي المسؤول عن تعيين إدارات الفروع، ورسم التوجهات والسياسات العليا لهذه الصناعة.
ولتطمين الراغبين، نؤكد أن غالبية جمهور أصحاب اللحى الصفراء أجازوا هذه الصناعة، والاستثمار فيها، بل فضلوها على جميع الصناعات والاستثمارات الأخرى، واتفقوا أنها تحقق الغايات المرجوة، بما يضمن مال الدنيا والملذات الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة