الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة الى المربع الاول

عدنان الداوودي

2011 / 2 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العودة الى المربع الاول ......
كان ذلك في عام 1879 عندما اقرت الدولة العلية العثمانية بتشكيل ولاية مرتبطة بسنجق الموصل و تكون اسمها ولاية الموصل ... فتتكون غالبية سكانها من الكرد حيث تشمل تللك الولاية كل المدن والمناطق الكردية مع مساحات شاسعة من الاراضي المتدة عبر صحراء الغربية الداخلة ضمن اراضي ما يسمى اليوم بدولة العراق . و قبل ذلك العهد كان هناك ولايتان اخريتان قد تشكلا ضمن حدود عراق اليوم وهما ولاية البصرة العربية ذات الاكثرية الشيعي المذهب و ولاية بغداد العربية ذات الاكثرية السني المذهب .
و بعدها بزمن غابر بعد ان جاءت الحرب الكونية الاولى على مشارف انتهائها و عقب مداوالات و محاولات التي كانت مثمرة تم تمزيق اوصال الدولة العثمانية المهزومة وتقسم ممتلكاتها بين المنتصرين بشىء من التفاوات في المحصول و الغنائم حيث ان دهاء و مكر الانكليز قد غلب على الجشع الفرنسي بمساومات لاحقة كان بموجبها اصبحت ولايات الموصل و بغداد والبصرة من حصة بريطانيا مع اخذ وادي الاردن و فلسطين و كانت الشام و لبنان من حصة فرنسا .
بعدها قامت بريطانيا بترقيع اوصال تللك الولايات الثلاث لاسباب سياسية و اقتصادية بريطانية على الاكثر و فصلت منها دولة العراق التي ما ان بدات تنهض على اقدامها حتى برزت فيها الصراعات الاثنية و الطائفية و القومية وضلت باقية و مسعرة الى يومنا هذا ولم تستطع لا البريطانية العضمى ولا اية من الحكومات المتعابقة على دفة الحكم من القضاء عليها فضلت تنزف العراق وتاخذ البلد من مصيبة الى اخرى .
والظاهر ان العراق لن تسطيع الافلات من القهر والنعرات والحروب الا بالعودة الى المربع الاول عند بدايتها الاولى في الزمان السحيق و ها ان الولايات المتحدة تسعى جاهدة و بموجب مصلحتها القومية و الاقتصادية بالشروع الى تقسيم الشرق الاوسط حسب خارطة جديدة و منها العراق حيث ان نظام الولايات الثلاث تلائمها اكثر من النظام المركزي الصارم .
يالها من عالم سياسي داهي و غير عادل و ظالم مع جميع النعوت والاوصاف البذيئة التى لاتقال الا بحق الشيطان و الجحيم تلك السياسة التي جعلت من دماء ابناء العراق تسيل كالانهار من اجل مصلحة بلد مستعمر تقع في غرب الارض وتعمل على حفظ و صيانة الاوصال المرقعة و الحفاظ على الدولة المركزية الصارمة . و لكن مرة اخرى وتارة ثانية من اجل مصلحة بلد اخر يتم اسالة الدماء العراقية في سبيل فك الترقيع و العودة من الدولة المركزية الصارمة الى نظام الولايات الغابرة في التاريخ .
ففي شرقي اوسطنا , هذا العالم البعيد عن الحضارة , والذي يعيش في تخبط مستمر من عد م الانضباط , والموت بالجملة من اجل ان يعيش حفنة من البلهاء و مغتصبي السلطة من شرقها الى غربها ومن جنوبها الى شمالها النائمة في بحر من عسل الغيبيات والتي لاتريد ان تفيق منها الى يوم قيام الساعة , تقوم الحكومات المغتصبة للسلطة في البلدان المسيطرة على كردستان بتدريب شعوبها القومجية و شحن ادمغتهم منذ البداية لها و تريد ان تستمر الى النهاية بها بكره الكرد و محاربتهم و طمس هويتهم و اغرافهم في بحور من الدماء , فلا يريدون مجرد التفكر ان يفكرون ولو بالطلاق العنفي ناهيك عن الطلاق المخملي ان يتم بينهم و بين الكرد و ذلك تصحيحا للخطاء اللذي حصل بالاندماج القهري و اللارادي.
صحيح ان امريكا جاءت الى الى هذا المكان منذ زمن غابر و بدات تخطو خطوات سريعة و حاسمة في الاونة الاخيرة لتشمل هيمنتها كل المواقع الحيوية من الشرق الاوسط ولها بها مارب و مأرب اخرى عن طريق نشر الديموقراطية و اصلاح ما افسدته الحكومات البيروقراطية و الدكتاتورية الاقرب الى اللامبالاة والاسراف في سفك الدماء من الدكتاورية الدموية العادية السادية بل واشد منها .
ذاك صحيح وكذالك صحيح ان الادارة الامريكية بعد احتلالها للعراق تبينت للمعارضة العراقية بانها اي الولايات المتحدة في وادى و المعارضة في وادي اخر , فعلى الرغم من انه كان هناك معارك و قتال و سفك دماء ابرياء و متورطين و انفال والاسحلة الكيمياوية جرت و دبرت على ايدى من الحكومات العراقية المتعاقبة على السلطة في بغدا د و توجد على الساحة العراقية عامة و على الساحة الكوردستانية خاصة معارضة متجذرة عبرة عشرات السنين في جميع الطوائف و المذاهب و القوميات وكلها ملت و تعبت من شعار الوطنية و البكاء على وحدة العراق و لطم الصدر من اجل قضاية قومية اللتي ما جلبت للعراقيين غير الندم و الخسران و البطلان و هدران اموال البلاد بلا فائدة . تلك الحكومات التي ورطت العراقيين و دول الجوار بحروب لا طائل منها , فكانت امريكا تريد من جميع المعارضة و الاكراد خصوصا ان يتنازلوا عن كل مكتسباتهم طيلة نصف قرن من الحروب و سفك الدماء و ترك تلك الجنة الخضراء المسمى بالفيدرالية في كردستان و يجعلوها من وراء ضهورهم و يذهبوا الى بغداد لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعيدة عن المذهبية و الاثنية كل ذلك من اجل ان مصلحة امريكا تقتضي ذلك , فلو سمع المعارضة تللك النصائح و بالوا بتنفيذها لكان العراق قد عادت الى المربع الاول من الدكتاتورية و دولة النظام المركزي المستبد فكانت تسيطر عليها فئة دون اخرى ويظل العراقييون يدورون في دوامة مغلة الى مائة سنة اخرى من التاريخ .
ولكن هذه المرة اخذ التاريخ مجراها الصحيح , فكان للعراقين ما ارادوا من نوع الحكم و من الخصوصية القومية و المذهبية ما يرتاح لها الشارع العراقي . عندها قفز المعارضة السنية الى الوجود معارضا جميع ما يوافق عليه الاخرون من العراقيين من اختيار الفدرالية , فثاروا ثورتهم , فكفروا الشيعة و خونوا الكرد و كانوا على الرغم من انهم اقلية اقلية في العراق الا انهم لايرضون باقل من السلطة الكاملة و غير ناقصة قيد انملة .
والسنة الا ان يصلوا الى قناعة بان زمن الحكومات المركزية الصارمة قد ولت في العراق , والعصر عصر الفدرالية و تقسيم العراق الى فدراليات هي القدر المحسوم و المحتوم تكفيهم الرجوع الى المادة 76 من الدستوور العراقي والتي تفيد بان الكتلة الكبيرة هي التي بامكانها تشكيل الحكومة وان الشيعة منذ الاول والى يوم الدين يبقون و يبقون هم الاكثرية و الغلبة لهم. فاالمعروف عنهم ايديولوجيا بعدم تحالفهم مع الطائفة السنية ليس فقط تحت سقف بيت واحد اجتماعيا بل تحت خيمة ائتلاف سياسي متعدد ولهذا فاولىَ بالسنة ثم اولى بها ان تقتنع هي الاخرى بالفيدرالية و تحاول الاحتفاظ بما تكونلديها من الرقعة الجغرافية و السياسية .
فستكون العراق الجديد عراق الفدراليات و سياتي يوم يظهر في المصطلحات السياسية العراقية الجديدة مصطلح العراق القديم رمزا الى عراق الحكومات الصارمة و الكتاتوريات .
و الان و بعد انتخابات 7/3 بدا السنة رويدا رويد يصلون الى قناعة و لو مرة بانهم منذ الان لن تكون بامكانهم ان يروا بغداد عاصمة قوية موحدة مركزية بايديهم هم كما كان منذ عهد المنصور و هارون الرشيد الى عصر صدام حسين و لهم السلطة بدون منافس و يحكمون بسياسة الحديد و النار بل ها انهم يصلون الى قناعة بان الشيعة هم الاكثرية في العراق و الكورد شريك في هذا الوطن وليسوا ضيوفا كما كانوا يدعون ايام الدكتاتور الصنم , بل انهم يدركون ان مصير هذا العراق هي التقسيم الى ثلاث فيدراليات كما كانت تتكون من ثلاث ولايات منذ البداية , و عليه علينا العودة الى المربع الاول من العملية السياسية لتشكيل دولة العراق .























التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح