الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب مهان وحاكم عزيز ومبارك

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2011 / 2 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عندما ايقن النظام المصري من تهاوي قلاعه الواحدة تلو الاخرى امام ارادة شعب مصر وثورة شبابها التي ملاْت بلاد مصر ضياءا ودفئا على حد وصف ( هيكل ) ، وعندما فشلت كل اجهزته القمعية في النيل من عزيمة المتظاهرين واصرارهم على رحيل حسني مبارك ووجوب محاكمته ، لجأ النظام الى استجداء عطف الشعب والجماهير الغاضبة في محاولة يائسة لاضافة ايام او شهور على عمر النظام وحكم رئيسه الذي كان البادئ في التوسل باساليب رخيصة لاقناع الشعب باستمراره في الحكم عندما ذكّره في حديثه يوم الاول من شباط بماضيه العسكري ومشاركته في حرب اكتوبر متجاهلا انه بممارساته الهوجاء وافعاله الارهابية ضد المصريين قد اضاع ماضيه واساء الى المؤسسسة العسكرية التي جاء منها بتنصيب نفسه دكتاتورا مستبدا وحاكما جانيا وغادرا يمنعه غروره من الافصاح عن رضوخه لارادة الشعب والاعلان عن عدم ترشيح نفسه للدورة القادمة نزولا عند هذه الارادة، انما يقول ضمنا ان الشعب يعبث لانه لم يكن يرشح نفسه اصلا .
لم يقتصر الامر على مبارك وحده بل نسمع هذه الايام من رجاله وعناصر حكمه الجائر نغمة واحدة وهو وجوب احترام رئيس مصر والحفاظ على كرامته وشرفه والسماح له باكمال ولايته ، وهم يأملون من ذلك كسب الوقت حتى يتعب المتظاهرون وينهكون فتعود حليمة الى عادتها القديمة وكأن شيئا لم تحدث . كما انهم يراهنون على تغيير المواقف الدولية بحجة الحفاظ على استقرار مصر وامنها ومنع الفوضى التي يقولون انها ستعم مصر عند رحيل مبارك الفوري ، كما انهم يتحدثون عن الشرعية والدستور وعن الاصلاحات التي لا تنجز من غير رئيس منتخب . انهم يتجاهلون ان الدستورهو عقد بين السلطة والشعب ، وعندما يثور الشعب تسقط الدساتير وقوانين نظم الحكم لان الشعب هو مصدر السلطات وله الحق في فسخ العقد اذا تجاوزت السلطة عليها وحرمت الشعب من حقوقه ، بل للشعب فسخ عقد الدستور متى شاء ومن غير اسباب والدعوة الى عقد جديد بينه وبين من يتسلم سلطته .
والاغرب من كل ذلك ان النظام يتصور انه باق لمجرد تمكنه من الالتقاء بممثلي بعض الاحزاب الانتهازية والمنفعية التي تريد مكاسبا قليلة على حساب انتفاظة شعب مصر ، فيتحدث النظام عن تشكيله للجان وعن اجراءات وتعهدات بعدم ملاحقة الثوار المنتفظين في ذات الوقت الذي ينبغي ملاحقة النظام واركانه عن جرائمهم اللاانسانية .
في هذا المقال لا اتحدث عن جرائم حاكم مصر وبلطجيته في الحكومة المصرية وحزبه الحاكم والمطرود من الاشتراكية الدولية ، انما اقول لمبارك وعناصر حكمه ، منذ متى تفكرون في الشرف والكرامة وكل الاعتبارات المماثلة ؟
لقد اهنتم شعب مصر والحقتم الذل به لا في الامس وحده ، انما حتى وهو يخرج ممزقا اطر الخوف للمطالبة بحقوقه ، لماذا لم تفكروا في كرامة الانسان عندما اختنق اطفال مصر من غازات القنابل ، وسقط شبابها بالرصاص الحي ؟
لما لم تعيروا لقيم الشرف اهمية عندما داست سيارات الشرطة ومدرعاتها المزنجرة على الجسد الطري لشباب مصر ؟
أكان فعلا مشرّفا ان تسحبوا قوى الامن من كل مراكزها في مصر ، ثم تفتحوا ابواب السجون ليخرج منها اعتى المجرمين على امل ان يحرقوا مصر ويسرقوا كنوزها ويدمروا بنيتها التحتية ،وبالتالي اجبار الجيش على التدخل واهاء التظاهر، الم تكن هذه مؤامرة عديمة الشرف لا تفصح الا عن نيتكم بالبقاء على حساب فناء الوطن ؟ أمن الكرامة وعزة النفس ان تخيفوا شعب مصر بهدير طائرات ( اف 16 ) المخيفة ، وعندما تفشلون تستعينون بالابل والخيل والحمار ليسحقوا المتظاهرين ويلقوا عليهم النار ، اسألكم بالله هل فكرتم بشرف المواطن المصري وكرامته عندما واجهتموه ببلطجية من سقط القوم ، انزلتموهم الى الشوارع باجر مدفوع .
اليس شؤما وعارا وعملا لا يليق بالكرامة والشرف ، تتحايلون اليوم وتريدون سرقة ثورة مصر فتطلقون الوعود لاقناع المصريين لابداء الرحمة بالرئيس والسماح له بالبقاء لتسعة اشهر اخرى ، علكم تستعيدوا انفاسكم للانتقام من شباب مصر . انه نظام لا يعرف معنى الحياء ويتشبث بكل حيلة بالحكم .
اننا ندرك ان الشعب المصري ، شعب عريق وحظاري ، يحترم سلوك العفو عند المقدرة ، لكنه قد قال كلمته وحمل شعار رحيل مبارك ، وهو راحل في كل الاحوال وقبل ان يرحل الشعب عن ميدان التحرير في القاهرة ، اما الباحثين عن كرامة الرئيس فعليم ان ينصحوه بالرحيل قبل ان ينفذ صبر الشعب فياقبله بالمثل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة