الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رياح ميدان التحرير وعمائم ملالي ايران

جهاد الرنتيسي

2011 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


وفر المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي ، على متابعي الحدث المصري ، عناء الانتظار ، لمعرفة الامتدادات الاقليمية ، المرتقبة ، لزلزال ميدان التحرير ، الذي اعاد طرح اسئلة التغيير ، بعد ثورة الياسمين التونسية .

بعض الدلالات التي انطوت عليها خطبته بالعربية ، اعاد دون قصد ، تسليط الضوء على المأزق المزدوج ، الذي يعانيه النظام الايراني ، بفعل عجزه عن تهدئة صراع اجنحته، وفشله في تسوية ازماته مع المجتمع الدولي .

فهناك اكثر من دافع وراء خطبة الجمعة التي اثارت اهتماما بالغا في مراكز البحث وصنع القرار .

ابرز هذه الدوافع رغبة المرشد الاعلى في ايجاد بؤرة توتر جديدة يمكن تحويلها الى ساحة للمواجهة مع الغرب الى جانب البؤر التقليدية في العراق ولبنان وفلسطين .

ولم تخل الخطوة من محاولة لاحداث تمايز بين دوافع التظاهرات التي قمعت بالقوة في ايران وسط شبهات احاطت بانتخاب احمدي نجاد والتفاعلات التي ادت الى الحدث المصري .

لكن محاولة المرشد الاعلى القفز عن مأزقه الداخلي وازمته الخارجية كانت مكشوفة الى الحد الذي لم يترك مجالا للنجاح .

فقد استثمرها الجناح الاخر ، الاقل تشددا في نظام الملالي ـ الذي بات يعرف بالثورة الخضراء ـ بطلب ترخيص تظاهرة لتأييد شبان ميدان التحرير ، ملقيا القفاز في وجه جناح المرشد .

وبات على جناح خامنئي ـ نجاد الاكثر نفوذا ان يعطي موافقة تتيح الفرصة لانكشاف تفسخ وهشاشة النظام الثيوقراطي ، او رفض يظهر زيف تعاطف المرشد الاعلى مع الشعوب العربية ، وتفسخ النظام ، اضافة الى صعوبة الاوضاع التي يعيشها السواد الاعظم من الشعب الايراني .

كما ظهر المرشد الاعلى الايراني في الشارع المصري بصورة الدب الذي القى صخرة على صاحبه لينش عنه الذباب .

فالهم الاكبر لجماعة الاخوان المسلمين ، التي توجه لها خامنئي في خطابه ، الحد من الانسياق وراء الشارع ، الذي سحب البساط من تحت اقدامها ، واستثمار الحوار مع السلطة ، في الحصول على اكبر قدر من المكاسب .

والمطالب التي يطرحها الشبان في ميدان التحرير ذات بعد مدني يتجاوز اسقف مختلف اجنحة الحكم الايراني .

بذلك ظهر المأزق الايراني بعد خطبة خامنئي عاريا من العباءات والعمائم التي تحاول اخفاء ما يدور في الداخل الايراني .

ومع مرور رياح التغيير من ميدان التحرير وقفت طهران مجددا امام ساعة الحقيقة بعد طول مخاتلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ستأتي الرياح بما لاتشتهيه سفن الفقيه
سرسبيندار السندي ( 2011 / 2 / 7 - 18:24 )
بداية تحياتي لك يا سيدي الفاضل جهاد الرنتيسي ... ودعني أقول من خلال متابعتي للمشهد المصري من خلال العديد من التحيلات وما سيحيط به من تطورات ... أقول لك وبثقة مطلقة أن سفينة الوعي في منطقتنا ستقودها مصر وبك جدارة ونحو ديمقراطية تفوق التي في العراق بسبب بعدها عن عفونة الملالي وتخلفهم ...والشعب المصري ليس من الشعوب التي كالببغاء تردد أمين وأمين دون دليل أو يقين ... كما لاننسى أن مصر أم الدنيا شاء البعض أم لم يشاء ... فالعلة لم تكن في الشعب المصري بالقدر الذي كانت في قيادته التي أجهزت على ما تبقى من كرامته ... وما حدث إلا دليل قاطع على أن رياح التغيير ستأتي بما لاتشتهيه سفن الفقيه وقوارب ألإخوان المسلمين التي عفى الدهر عليها وشرب ... وإن تحقق لهم بعض الفوز فهو لبعض الوقت وستتحقق نبؤة الشاه الراحل الذي قال ( سيأتي اليوم الذي لن ينجو في رجال الدين في إيران بفروة رؤوسهم ) ... والسلام مسك الختام

اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-