الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقال الرابع عن ثورة اللوتس.

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2011 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لم أشعر بالفخر بمصريتي (منذ يوم 6 أكتوبر 1973 ) كما شعرت اليوم بفخر سامق بالشعب المصري بوجه عام وبشباب مصر أي بمفجري ثورة 25 يناير (2011) التى أسست نفسها كخط فاصل بين عهود من السلبية والخنوع والخضوع وعهد جديد من التعامل مع الحكام كخدام للشعب ، وليس كسادة له . وأؤكد لقاريء هذه الكلمات ، أن نسبة الإسلاميين بين مئات الألوف الذين رأيتهم لا يمكن أن تتجاوز 20% . وأتمني أن يدركوا أن معادلة النظام التى قالت للداخل والخارج معا أنه (أي النظام) هو البديل الوحيد لحكومة المتأسلمين هى كذبة وخرافة ، فهذا النظام هو الذى أعطي (بإستبداده وفساده) للحركات الأصولية معظم شعبيتها . وأؤكد أن وعي الشباب بحقائق العصر " مذهلا " . ومن بين حقائق العصر هذه أن أي حاكم يريد أن نعامله "كأب للأمة المصرية" هو كائن أحفوري أو متحفي (ومحتال) لا يمكن حتى التعاطف معه (ناهيك عن قبوله) . ومن حقائق العصر ، أن مصر ليست مدينة لرئيس مصر الحالي كما يكرر أزلام النظام . ومن حقائق العصر ، أن كلمة "النظام" لم تعد مناسبة للعصر . فهناك رؤساء وحكومات تجيء وتذهب بعد مدد محددة ولا تشبه فى طولها بأي حال "تأبيدة العقود الثلاثة لرئاسة حسني مبارك" . وقد غلبني التأثر وأنا أري الثوار المسلمين يحيطون بكل الحب والأخوة والمعزة بالثوار الأقباط وهم يقيمون قداسا (صلاة مسيحية) ، ثم وأنا أري الثوار الأقباط وهم يحيطون بأدبهم الجم بإخوانهم المسلمين وهم يصلون صلاة الظهر ثم صلاة الغائب - على أرواح شهداء الثورة - . فى ميدان التحرير سمعت أصواتا تتحدث عن الحكام كبشر مسئولين بعد أن إعتادت أذناي على سماع صوت التزلف والرياء والنفاق والخوف من حكام هم ليسوا سوي "خدم الأمة المصرية " ، لا سادتها . فى ميدان التحرير قال لي كثيرون أنهم لو سمعوا مصريا بعد اليوم يردد أنه لولا الحرية التى منحهم إياها الرئيس لما كانت الثورة !! فالشعوب التى تنظر لحرياتها وحقوقها كمنح من الحاكم لا تستحق الكرامة ولا تستحق الحرية ولا تستحق أية حقوق . فى ميدان التحرير قال لي شباب كثر أن كل رئيس من الرؤساء القادمين لن يبقي أكثر من فترتين رئاستين ، حتى لو كان قادرا على الإتيان بالشمس من المغرب ! فقد تعلمنا ما الذى يفعله بشعوبهم الرؤساء الذين لا يرحلون . فى ميدان التحرير قال لي كثيرون أن مهمتهم لن تكتمل بتحقق مطالبهم التى أعلنوها ، ولكن بعد تحقق كل المطالب ، ستكون هناك مرحلة المساءلة والمحاسبة . فى ميدان التحرير تذكرت صديقي المصري النبيل الشريف (ح . ا ) الذى كان وزيرا خلال فترتي رئاسة مبارك الأولي والثانية (1981 / 1993) والذى لم يتحصل لنفسه على ألف دولار (وليس على مليارات الدولارات) خلال 16 سنة كان فيها الوزير المشرف على مشروعات بمئات المليارات ، ورغم ذلك عاش (ولا يزال) كأي مصري من الطبقة الوسطي/الوسطي . تذكرت صديقي هذا وهو يقول لي منذ ثلاثة أسابيع ودموعه تهطل " كل ما أطلبه أن يتاح لي أن أعيش حتى أقول للمصريين وللتاريخما رأيته وسجلته من قصص الفساد التى يشيب من هولها وفجورها وإجرامها شعر الأطفال . فى ميدان التحرير سمعت دعابات وضحكات ونكات وقفشات تؤكد أن المصريين فى روح الدعابة (وخفة الدم - بالعامية المصرية) هم أئمة البشرية ، كما أنهم أئمة البشرية فى الموروث التاريخي ، فهم أصحاب تاريخ يقف التاريخ نفسه أمام تاريخهم وقد أحني رأسه. فى ميدان التحرير رأيت من التعاون بين الناس (فى الطعام والشراب والغطاء والعلاج وغير ذلك) ما يثبت أن كل أشكال العنف والفظاظة التى شاعت وذاعت بيننا إنما هى نتيجة طبيعية لحكم كان جل جهده متجها للإستمرار فى موقعه وتعظيم الثروات التى سيعرف العالم بأسره تفاصيلها قريبا ، بل وقريبا جدا . وأثناء مروري بميدان "عبد المنعم رياض" تذكرت المشهد الذى أدمي قلبي ، مشهد البلطجية الذين دبرتهم ومولتهم جهة ما (ستكون معروفة للعالم كله قريبا) وهو يهاجمون الثوار المعتصمين بميدان التحرير بينما كل واحد منهم (أي البلطجية ) على صهوة جواد أو جمل ، وكأن مصر محمد علي ومصر رفاعة الطهطاوي ومصر لطفي السيد وطه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وأم كلثوم ومصطفي مشرفة وأحمد زويل قد صارت بلدا لقاطعي الطريق وعصابات الإجرام ... عندئذ رن فى مسمعي صوت أم كلثوم وهى تشدو لتاج العلاء ، فهطلت دمعة من عيني - أنا المشخص لكلمتي أبي فراس : عصي الدمع .... 6 فبراير 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز