الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب واسراره وما يدور من حوله

جميل جمعة

2011 / 2 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


وكما يعلم الجميع إن الإرهاب ومهما اختلفت إشكاله فله أهدافه وأسبابه ونواياه الشريرة فان هذه الأسباب تتعدد وتختلف فيما بينها ولكن السبب الرئيسي لظهوره هو اختلاف في ميزان العدالة الاجتماعية بشكل عام مما يودي إلى خلق قوتين مختلفين ومتصارعتين ضاغطة ومضغوطة والأخيرة قابلة للانفجار كلما زاد الضغط عليها وبمعنى آخر الضغط الذي ينشا عنه الشعور بالقهر الذي يولد الحقد الأسود والرغبة في الانتقام ويكون نواة أولية لبداية العنف والإرهاب الذي ينمو ويزداد أي يتناسب طرديا مع زيادة الضغط على الجهة المضغوطة ومدى إمكانية الأخيرة لتحمله وكلما انعدم التوازن بشكل واسع يحدث الانفجار ويتحول إلى أعمال عنف وعمليات إرهابية , فطالما يوجد توازن بين هاتين القوتين يتناقص احتمال حدوثه وبعكس ذلك عند فقدان هذا التوازن حينها تفقد القوى المضغوطة قدرتها على تحمل هذا الضغط ويولد لدى الإنسان شعور بفقدان الأمل في الاستمرار أو إمكانية الوصول إلى ما يصبو إليه من حق أو مطلب وبفقدان هذا الأمل تتولد لديه قناعة بما يقوم به غير مبال بالنتائج لعدم القدرة على التفكير فيما إذا كان هذا الفعل خطا أم صحيحا . إن هذه المعادلة قائمة وموجودة بين الأفراد والمجتمعات أيضا سواء المتطورة منها أم المتخلفة , فالذين يفقدون الأمل في إمكانية مواجهة مصاعب الحياة ويبلغ بهم الشعور باليأس والإحباط إلى درجة استحالة الاستمرارية قد يلجئون إلى عملية الانتحار أي قتل النفس فما بالهم في قتل الغير من اجل الخلاص وينطبق هذا أيضا على الجماعات والدول التي تمارس الإرهاب كوسيلة لحل النزاعات والصراعات حين تسلب منها حقوقها وحرياتها فتضطر إلى الدفاع عن حقوقها حتى وان خرجت عن إطار الشرعية والأصول القانونية من اجل تحقيق مطالبها . فان اختلال ميزان العدالة والفارق الكبير بين القوتين المتضادتين والشعور بالقهر وفقدان الأمل وعدم التحمل يولد القناعة بعدالة الفعل الإرهابي لدى الفاعل ولابد هنا ذكر الحقيقة حول موضوع الفقر في العالم حيث يتجاوز العدد السكاني من الذين يعيشون تحت خط الفقر بثلثي سكان العالم وحسب تقرير الأمم المتحدة الأخير وعدم إيجاد حلول لهذه المشكلة ستتفاقم الأوضاع وتسير نحو الاسوء لتشكل قنبلة موقوتة تنفجر في وقت ما لتوفير المأكل والمشرب وعلى الدول العظمى ومنضمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني الإدراك بخطورة ذلك والنهوض بمسؤوليتها ومن اجل تخفيض هذا العدد المخيف والقابل للانفجار وتحقيق العدالة لحماية البشر وتجنب العالم بأسره من الفوضى والعنف والإرهاب لاسامح الله .نحن جميعا لانؤيد ونرفض الإرهاب بجميع إشكاله وأنواعه مها كانت الأهداف من ورائه كونه مرض خبيث يجب استئصاله والتخلص منه قبل فوات الأوان لكن على الجميع معرفة وتحليل جميع أسباب ما آلت إليه من تدهور للاوضاع الأمنية على الصعيدين الدولي والعالمي وما يحدث من أعمال ضد الإنسانية ومخالف لجميع الشرائع والقوانين الدولية ومهما كانت الأسباب فهذا لايبرر القيام بها والخروج عن قواعد القانون والشرع وقوانين المنظمة الدولية للأمم المتحدة على أن تتخذ القرارات من داخل أروقة الأمم المتحدة وليس من قبل الولايات المتحدة الأمريكية! مجلس الأمن وليس الكونغرس الأمريكي ! ومحكمة العدل الدولية وليس غوانتنامو جزيرة حكم الغاب وأخيرا الرأي العام العالمي وليس رأي الأنظمة الدكتاتورية والدول الحاضنة والممولة للإرهاب
أن المنظمات الدولية والتي كان لديها منذ وقت ليس بالبعيد الحرية واليد الطولى في اتخاذ جميع القرارات في الشأن الدولي مثل النزاعات والصراعات بشكل حيادي بفضل وجود نظام القطبين وكذلك منظمة عدم الانحياز ومنظمة السلم العالمية في مواقفها ودورها الايجابي في مجرى الأحداث والمتغيرات على الصعيدين الدولي والعالمي العالمية بهدف حفض التوازن وحماية المستضعف والمعتدى عليه أفرادا أو مجتمعات أودول وحل ألازمات والصراعات . أين دور محكمة العدل الدولية إذا كانت عادلة في حماية وتحقيق الحق ونشرا لعدالة بين الدول والمجتمعات باعتبارهم الجهة المؤثرة في رجحان كفة العدالة لصالح الحق دون انحياز إلى جانب الدول العظمى والقوية والتي من مصلحتها الإبقاء على عدم التوازن والاستقرار لفرض هيمنتها على الدول الأخرى وحماية مصالحها وسرقة ثرواتها وإبقائها على ماهي عليه الآن من فقر وتخلف وحرمان . ندين بشدة ونقف بقوة صفا واحدا ونرفع أصواتنا عاليا منادين جميع الشرفاء في العالم أصحاب الضمائر الإنسانية للعمل سوية لدرء هذا الخطر الذي يهدد كيان البشرية والبيئة وكل ماتم من البناء والتطور منذ الخليقة عاجلا أم آجلا والجميع يعلم أنه ليسس بمقدورنا أفرادا أو جماعات أو حكومات أو حتى بعض الدول بمفردها مواجهة جميع تلك المخططات وتجنب مخاطرها ومن اجل الوصول الى الهدف يتطلب القيام بحملة مشتركة واسعة تضم جميع الأطياف وعلى مستوى العالم شعوبا وحكومات لان الإرهاب الآن لم يعد يقتصر على منطقة أو فئة بعينها أو دولة بذاتها بل انتشر في معظم دول العالم لخلق أوضاع غير مستقرة وغير آمنة وفوضى عارمة في معظم أرجاء العالم أي ما تسمى بالفوضى الامركية حيث تقوم أمريكا بين فترة وأخرى بفبركة وحشا جديدا لتخويف العالم من مخاطره بدءاً بالشعب الأمريكي بتخويفه من مخاطر السكان الأصليين (الهنود الحمر ) ,والأيديولوجيات المعاصرة – الشيوعية واتهامها بالإلحاد , الصحون الطائرة وأهل المريخ وسكان الكواكب الأخرى مدعية بأنها تستعد لغزو الأرض في حين ثبت عكس ذلك حيث قامت ولازالت أمريكا تقوم بغزواتها لدول عديدة والأمثلة على ذلك كثيرة , وليس بالغريب ماقاله مكنمارا وزير الدفاع الأمريكي أثناء حرب فيتنام : لو لم نكن أعظم وأقوى دولة في العالم لاضطررنا للمثول أمام محكمة نورمبرغ . إن الدول التي تتخذ من سياسة الحياد موقفا في مواجهة الإرهاب لم تكن ولن تصبح يوما ما في مأمن من الهجمات الإرهابية وان التطرف الديني كان ولا يزال هو سياسة الولايات المتحدة منذ بداية القرن العشرين وبشكل ملحوظ برز بعد الحرب العالمية الثانية في مواجهة الفكر التقدمي بشكل عام والشيوعية بشكل خاص بالتعاون ومساعدة عملائها في الدول الغربية وبعض حكام في الدول العربية وعلى رأسها حكام المملكة السعودية ويؤكد صحة ذلك ما جاء في كتاب إمبراطورية المحافظين الجدد وهو يصف الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بأنه سلاح الإيمان ورجل مؤمن انجيلي جدا وأكثر رئيس انجيلي عرفته أمريكا وعلى الناس أن تتعامل معه وان يتعامل هو مع الناس ومع العالم على هذا الأساس ويضيف الكاتب أن دفاع أمريكا عن الديمقراطية والحرية هو أن تقوم بدور انجيلي !!!.
إن مكافحة الإرهاب ليس من السهل ولايمكن مواجهته بالاعتماد على أفراد اوجماعات وإنما هي مهمة دولية تقع على عاتق جميع الشعوب والدول المحبة للسلم والحرية والديمقراطية ويجب إن يتبناها المجتمع الدولي دون استثناء حيث أظهرت جميع دول العالم عن رغبتها الأكيدة في محاربة الإرهاب بكافة إشكاله ومهما كانت أسبابه وأهدافه ومبرراته ويجب أن يتم ذلك وبغالبية شعوب ودول العالم وذلك بتشكيل هيئة أو منظمة دولية مشرفة على البرنامج إلى جانب أن تقوم بدراسة جميع الحالات والعمل الجاد والمكثف وبشكل حيادي دون التدخل في قراراتها وتوفير جميع المستلزمات لمتابعة عملها بكل إخلاص وحيادية وعلى هذه المنظمة أولا وقبل كل شئ القيام بكشف جميع الأسباب التي تشجع الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمحاولة في إيجاد حلول سريعة وناجحة وضامنة لإزالتها وتحقيق العدل والمساواة بين المجتمعات وبين الدول وشعوبها وحل الصراعات ومحاولة منع اوتدخل اوفرض الدول العظمى هيمنتها وسيطرتها على الدول الناشئة والضعيفة وفي بعض الحالات هنا وهناك يصعب التدخل ووضع الحلول لكثير من المشاكل أو الإرهاب القائم ولكن هناك حالات خاصة يجوز بل ويتطلب فيها التدخل مهما صعب ذلك مثل الإرهاب العنصري والديني والسياسي والإرهاب الدولي ويعود تقدير ذلك إلى المنظمات والهيئات الدولية كالأمم المتحدة إضافة إلى ذلك الأخطار المتوقعة القادمة بسبب انتشار المجموعات الإرهابية والأخطر من ذلك احتمال امتلاكها للأسلحة الفتاكة وأسلحة الدمار الشامل واستخدامها وذلك نتيجة المخزون الهائل من هذه الأسلحة لدى الكثير من الدول إلى جانب الدول العظمى وإمكانية وقوعها في يد هذه الجماعات والتي تثير الخوف والرعب في نفوس شعوب العالم فان معالجة هذه الظاهرة وردعها والتخلص منها قبل فوات الأوان يتطلب جهودا مضنية وذلك وقبل كل شئ العمل الجاد لمعرفة أسبابها وإيجاد الحلول لاقتلاع جذورها إلى جانب كشف العناصر والحكومات التي تقف من وراءها وتمولها ومن الضروريات وجنبا إلى جنب يستلزم القيام في حل مشكلة البطالة والفقر في العالم وتوفير سبل العيش بكرامة التي لامحال أنها تعطي زخما تساعد في انجاز هذا العمل الإنساني وكذلك بنشر الحريات وعدم المساس بالحقوق العامة والتي اقرها بيان لائحة حقوق الإنسان والتثقيف بروح ومبادئ الديمقراطية وروح التسامح والتعاون ونبذ جميع إشكال التمييز والتعصب والكراهية للوصول إلى عالم خالي من النزاعات والحروب التي تنمي الإرهاب وتشكل ارض خصبة لانتشاره.ولا ننسى ماذكرناه أعلاه عن القنبلة الموقوتة /قنبلة الفقر والجوع/ والتي ستنفجر عاجلا أم آجلا إذا لم يتم إيجاد حلول مرضية لمشكلة الجياع وما أكثرهم في عالمنا هذا وهناك حالات تكثر فيها الفوضى حيث تخلق ارض خصبة لحدوث الإرهاب بسبب وجود سلطة غير السلطة الوطنية أو فقدان السلطة الوطنية قدرتها في السيطرة وتوفير الأمن ومن هذه الحالات الانتداب والوصاية والاحتلال كما يحدث في العراق تحت ظروف من التعتيم الإعلامي المتعمد وهنا كذلك يجب التأكد من وجود ممارسات وأعمال إرهابية ضد المواطنين بأي ذريعة كانت ولتحقيق الحق أن تتم محاكمة المتهمين بالإرهاب وكونهم مازالوا تحت أمر السلطة الوطنية الأصلية ويتم على مستوى السلطة العامة على البلاد وفي حالة تصرف بعض الأفراد بشكل فردي ومتعمد بما يخالف مهمتهم فعلى السلطة إحالتهم إلى التحقيق والمحاكمة وعكس ذلك تعتبر السلطة الدخيلة شريكة في هذه الأعمال أي أنها تمارس الإرهاب.إن على السلطة أو الجهة المسؤولة ومن واجبها حماية امن الوطن والمواطنين وإلقاء القبض على المشبوهين والمشاركين في الأعمال المخالفة للقانون هولاء المنحرفين وإحالتهم إلى قبضة العدالة فورا وإنزال العقاب العادل واستئصال جذورهم عبرة لمن تسوول له نفه بالإقدام على مثل هذه الجرائم البشعة بحق الإنسانية وتناط هذه المهمة بمحكمة دولية مختصة لمنع أي تدخل في شؤونها من قبل الدولة أو بعض القوى المتسترة وراء المجرمين في هذا البلد أو ذاك دون تمييز وبالنتيجة تحول دون ردعهم وإفلاتهم من قبضة العدالة عن طريق الوساطة والرشوة من قبل المتنفذين خوفا من كشف علاقاتهم وتورطهم في هذه الأعمال البشعة والخطيرة إن الأعمال الإرهابية التي تقشعر منها الأبدان لايمكن لأي مخلوق التصور بان القائمين بها هم من بنو البشر كونها تخالف جميع القيم الأخلاقية والإنسانية والتي تؤدي إلى حالة من الخوف والرعب في نفوس البشر وتخلق النزعة وتنعكس سلبا على مستقبل المجتمع المحلي والدولي وعليه يجب التعامل معها بشكل خاص يتناسب مع وحشيتها فعلى العدالة إن تأخذ مجراها بعيدا عن التجاذبات والتدخلات بعيدا عن الانحياز ولعكسه مارسنا أسلوب الإرهاب نفسه, بل يتطلب اتخاذ إجراءات بحقهم تتناسب مع جرائمهم التي لايرضاه الله والدين ولا مخلوق مهما بلغت الروح الشريرة لديه وكذلك يجب أن تكون أماكن حجزهم في نفس البلد الذي ينتمون إليه وفي مكان منعزل وتحت إشراف هيئة دولية مختصة مكلفة لهذا الغرض ووجود سلطة أو هيئة قانونية عليا من واجبها دراسة والبث واتخاذ القرارات الملحة وبالسرعة الممكنة لتجنب الأضرار وتلافيها قبل حدوثها أو تعريضها للتقاذف بين الجهات السياسية محليا وكذلك بينها وبين السياسة الدولية لكي لا تتعرض الناس للقتل والنهب والخطف وتدمير البنية التحتية والتي تكلف المجتمع الكثير من الرواح وكذلك الأموال التي من الممكن الاستفادة منها لفائدة الإنسان والبيئة على حد سواء وفي حالة عد اتخاذ القرارات بهذا الشأن ستؤدي لامحال إلى الأضرار والفشل في مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى فقدان الثقة بالمنظمات والهيئات الدولية كما هو الحال الذي نحن عليه ألان . أن مكافحة الإرهاب بالطرق السلمية غير كافي ولايحقق ما نصبوا إليه فحيال تلك النفوس المريضة الضعيفة التي تأصلت فيها بذور الشر وأصبح الإرهاب لدى البعض حالة تمارس لمجرد إرواء العطش الدموي حيث كان الإرهاب في السابق قد بدا لهدف من اجله ربما كان حق أو مطلب مشروع والآن قد تحول إلى إرهاب من نوع آخر يستهدف الإنسان والبيئة معا والهدف الأساسي للإرهابيين هو زعزعة الأمن والاستقرار وتحول إلى خطر اجتماعي عام وشامل ليس على الفرد أو مجموعة أو دولة بعينها بل يداهم كل بيت امن وفي أي وقت يشاء فلا بد من تشريع قانون خاص ومميز تكون فيه العقوبات اشد من العادية ونستطيع تسميته مثلا:بقانون العقوبات الرادع الخاص بمكافحة الإرهاب , إن الإضرار السلبية التي تحدث نتيجة هذه الأعمال و مدى خطورتها وكلفتها على المجتمع والدولة فلابد من سن مثل هذه القوانين لردع دابرالارهاب والتي باتت تتسع وتنتشر في جميع أرجاء العالم في الوقت الذي يتطلع العالم اجمع إلى التخلص من هذه الآفة السرطانية اللعينة وإقامة عالم خالي من النزاعات والصراعات تسوده المحبة والطمأنينة والسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اضافة
د. جميل جمعة ( 2011 / 2 / 7 - 12:03 )
الموضع اعلاه هو الجزء الثالث وسيلحقه الجزء الرابع قريبا

اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج