الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيزنا الديكتاتور، ليس لك منا تحية ولا راتب تقاعدي

روجيه عوطة

2011 / 2 / 7
الادب والفن


عزيزنا الديكتاتور
تعاسة وبعد
دخولك غرفة رقم 25 بلاغة الخدوش الصادقة، لوعة المتقاعدين تحت لحف ممزقة، قمل في رأس، أطرافه مطوية، بطاقات مسرح الإنتحار في نزهة صباحية حيث الدجل عقيم والمراهم دفاتر رسم متروكة على الأراجيح، تحت ميازيب التنك.
فجأة ودون سابق إنذار، خلع جسدك كل الأبواب والنوافذ والستائر، لم يعد بتول هذا الجسد، صناديقه البريدية فارغة، رسائله حُفر يومية، أسلاكه، أرقامه يافطات مرفوعة أمام نظارات البقالين.
وفي نفس الوقت، تنكمش على نفسك، تتقلص ركبتيك، مطاحن في بطنك، أسنان ذات إيقاع واحد في فم الزاوية الخاوية، وبنفس الإحترام والقلق، تتقاطر حشود الديدان من كل أرجاء السجع، من حرق وسحل وتمزيق وشنق، محترم هو الموت دفعة واحدة ولكنه أكثر اتزاناً على جرعات، كفقدان الأدوية واستعار الصحف ومغادرة الكتفين الى مياه كبريتية.
ومع ذلك، بلاطة قبرك تقتح باب انطراحك على ظهرك بعد أن تُغلق كل الصناديق، فيها ثياب حداد وأجرة سينما، وتنطرح:
كشائعة تراهن على نهوضك- كلنا نراهن على موتك- كدهشة سائح- الديكتاتور سائح يأكل الثمرة بدءا ً من الجذور- كتأتأة السطوح- كلامك ميناء اللسان المبتور- كالتلعثم في ثياب سهرة- قرنية عينك تلسكوب لبرص منع التجول في وضح الوجه.
أعرف شاعراً يريد لمراياه أن تعود ليحلق ذقنه (يحيى جابر) وأعرف رسامة (عذرا ً صديقتي السر من أنواع الإيدز) تتلاسن كل يوم مع جارتها بسبب حمالة صدرها المعلقة على نافذة شقتها، تُريد دهاليز ومرآة تقول- بكل حكمة البيوت البلاستكية وكقبضة راقصة محترفة تمدد يا عزيزنا تحت إشارات المرور لتنال بأسنانك المكشرة قطعة من جسمك وتُعيد لنا وجوهنا.
في ذروة شكواك، ما رأيك بزيارة المتاحف، على سلم الطائرة، تغص بالكسوف المطبق.
الآن وبعد أن أصبحت قطرات من دم على محرمة راسب لا يكاد أحد يلحظه في مصح عقلي، لا بد لنا أن نوجه لك ثلاثة نصائح:
فلسفياً: هيغل لم يتحدث عن الفازلين في جدلية السيد والعبد.
فيزيولوجياً: أين شاربيك؟
أدبيا ً: إقرأ "الكراسي" لأونسكو.
أيها الرأس العاهر بأذن مقطوعة، ليس لك منا تحية ولا راتب تقاعدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري