الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تايلند : ترشيد حكومي وشعبي في استهلاك الطاقة

عصام البغدادي

2004 / 10 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بدأت معالم تأثير أرتفاع اسعار النفط تظهر جليا من خلال بعض الاجراءات التى اتخذتها تايلاند كمثال على احد دول شرق أسيا المستوردة للنفط ، فقد قامت منظمة انتاج الطاقة الكهربائية بتدابير لتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية ، تمثل في تقليل ساعات عمل المجمعات التسويقية والخدمية واغلاق ابوابها في الساعة التاسعة مساءا بدلا من الثانية عشر عند منتصف الليل. ان ترشيد استهلاك الطاقة بمعدل ثلاثة ساعات يوميا يعتبر ضرورة ماسة لموازنة استهلاك النفط المطلوب لعمل محطات توليد الطاقة الكهربائية ولترشيد استهلاك الوقود من قبل المواطنين الذين يستخدمون سياراتهم الخاصة للذهاب للتبضع بعد الساعة الثامنة مساءا ، كذلك بدات المنظمة ذاتها بحسم مايعادل 5% من قيمة فاتورة الكهرباء الشهرية للمستهلك الذى يقلص معدل استهلاكه عن الشهر الماضى تشجيعا للمواطنين لترشيد الطاقة، في حين لجأت اعداد كبيرة من موظفي الدولة الى استخدام قطارات الانفاق الارضية والقطارات المعلقة وحتى
الدراجات النارية والهوائية بغية ترشيد استهلاكهم وتقليص نفقاتهم واذا كان الموظف العادي يستهلك معدل 40 الى 60 دولار شهريا ثمنا للوقود الذى يستهلكه في سيارته فق اصبح هذا الرقم يتجاوز 100 دولار شهريا اي مايعادل(4500 بات تايلندي الذى يشكل ربع الى نصف الراتب الشهري لبعض الوظائف) بعد تصاعد اسعار النفط الى 50 دولار للبرميل الواحد .
بانكوك المدينة المزدحمة شوارعها بالسيارات والتى لا تهدا طوال الليل ، بدات في الاسبوعين الاخيرين بشكل اخر تماما بعد ان تناقص عدد السيارات المتجولة ليلا وبدات الاختناقات المرورية بالذوبان بعد الساعة التاسعة مساءا حيث اخذت المتاجر والمطاعم المنتشرة بغلق ابوابها مبكرا.

أما في نهاية الاسبوع فقد اصبح الضغط على استخدام الباصات المكيفة بين المركز-بانكوك- والمحافظات الشمالية والجنوبية واضحا من تزايد اعداد المسافرين حيث تناقصت اعداد الرحلات السياحية والترفهيية بالسيارات الخاصة الى مستويات أقل وأصبح المواطنين يستخدمون باصات النقل الجماعية .

على الصعيد الاخر ابدى المواطن التايلندي تفهمه وتجوابه السريع في ترشيد استهلاك الوقود والطاقة الكهربائية المنزلية او في مكاتب الدولة او الشركات الخاصة . وخلال قيامي بجولة استطلاعية اعرب العديد من المواطنيين والمثقفين التايلندين عن شعورهم بالاسى للوضع الراهن في العراق ، وأجمعوا على ان تايلند البعيدة جدا عن العراق 60 الف كيلومتر جوي قد تأثرت باحداث العراق وارتفاع اسعار النفط لكن ذلك لايجعلهم الا اكثر تمنيا للعراق بالاستقرار والمساهمة في استقرار اسواق النفط الدولية .

بانكوك الاول من اكتوبر2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية