الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من نصب الحريه نستعيد حريتنا

جمال المظفر

2011 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



ورث العراقيون عن الاحتلال الامريكي سنة سيئه تمثلت في ممارسات طقوسيه غير حضاريه لاتليق بمكانة العراق التاريخيه والثقافيه .. فبات المظلومون والمفصولون والمهمشون والمطالبون بالحريات المدنيه وبرحيل الاحتلال يجتمعون في ساحة الفردوس التي اعتمد فيها الاحتلال الامريكي تصدير دعايته الاعلاميه لتسريع احتلال العراق باسقاط تمثال صدام من هذه الساحه بعدما عبرت دبابه واحده عبر نهر دجله لتعلن للعالم ان القوات الامريكيه متواجده في قلب العاصمه بغداد ، وان العاصمه قد سقطت بايديها على اعتبار ان تمثال القائد الضروره يمثل رمز الدوله والاخيرة ممثلة في شخصية الفرد اي ان الدولة كانت مختزله في شخصيه لافي شخوص ورموز سياسيه واعلاميه وثقافيه اخرى ..
الجيش الامريكي سوق اعلامه بمنتهى المهنيه والحرفيه واستطاعت ماكنته الاعلاميه الداعمه لحركته العسكريه ان توظف الخبر في اسقاط دوله باكملها عبر اعلان سقوط الشخصيه الاسطوريه التي ثبت انها شخصيه كارتونيه ، وربما حتى صدام نفسه اقتنع بان العراق كله قد سقط لان رمزه قد اسقطته الدبابات الامريكيه فولى هاربا خوفا من ان يقع اسيرا في يد القوات الامريكيه ...
ما اريد قوله ان الاحتلال اورث العراقيين تلك السنة السيئه بان باتت ساحة الفردوس مكانا للتجمعات الشعبيه والمنظماتيه المطالبه بحقوقها سواء في فرص العمل او الحقوق المدنيه او الاحتجاج على اي مظهر من مظاهر الايذاء والمضايقه التي يتعرض لها الشعب العراقي من قبل قوات الاحتلال او من قبل الحكومه العراقيه او على الاعتقالات العشوائيه والمطالبه باطلاق سراح المعتقلين في السجون الامريكية والعراقيه ، واصبحت ساحة الفردوس ضمن التقدير الاعلامي الامريكي ساحة الحريه على اعتبار انها خلصت الشعب العراقي من دكتاتوره المستبد ليقع في فخ الاحتلال المقيت الذي دمر البنى التحتيه للعراق واشاع ثقافة الفساد والانحلال الاخلاقي ونشر الفتنه الطائفيه بين ابناء شعبه ... متناسين ان العراق قدم تضحيات كبيره على مدى سنين طويله من اجل الحريه والخلاص من النظام الدكتاتوري ، وكانت الانتفاضه الشعبيه في العام 1991 خير دليل على ذلك ..
المشكله ان التيارات السياسيه الوطنيه المناهضه لسياسة الاحتلال والطبقات المثقفه والمنظمات المهنيه باتت تقيم تجمعاتها في هذه الساحه التي تمثل الاحتلال وديمومته ، متناسين ان هناك رمزا للحريه وللمطالبة بالحقوق تتمثل في نصب الحريه الخالد للفنان الكبير الراحل جواد سليم ، فهي المعقل والمنطلق للمطالبه بالحريه الحقيقيه لا المكان الذي داسته سرفات الدبابات واهدرت دماء الالاف من العراقيين الابرياء واستباحت حرماتهم ومقدساتهم ناهيك عن الانتهاكات الجسديه والجنسيه التي تعرض لها المعتقلون في السجون الامريكيه ..
انها دعوه صادقه لكل المنظمات الثقافيه والشعبيه الى ترك تلك السنة السيئه التي جاءت تحت وقع السرفات ودماء الضحايا والاتجاه الى ساحة الحريه وتوظيفها اعلاميا من اجل ان نقول لا للاحتلال ومن امن بثقافته وان الحريه تؤخذ ولاتمنح وانها تؤخذ بالكرامه والايمان والوطنيه الحقه لابثقافة الاحتلال ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟