الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس، مصر...أية علاقة؟

محمد ضريف

2011 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


إن المتتبع للأحداث التي عرفتها تونس، والتي تولدت عنها ثورة شعبية،أدت إلى انهيار نظام حديدي سلطوي حكم تونس لمدة 23 سنة، بعد ̋ انقلاب ابيض على الرئيس الراحل ̋̋ بورقيبة̋̋. والأحداث التي تعرفها مصر التي بدورها تدور حيال السلطة والحكم بين إرادة شعبية ̋̋ شبابية ̋ تطالب بالتغيير، ونظام سلطوي أبوي حكم مصر هي الأخرى لمدة ثلاث عقود. يرى المتتبع أن هناك نقطا مشتركة بين الدوافع والرهانات، التي عرفتها الأحداث السياسية في كل منهما، والتي يمكن أن نجملها من خلال النقط التالية:
النقطة الأولى:عانى كلا من الشعبين (التونسي والمصري ) من نظام تسلطي واستبدادي، هيمنا على الساحة السياسية لعقود، بأداة حزبية واحدة، تقصي وتنفي كل من يعبر عن موقف خارج سياجها الاستبدادي؛ الذي شيده المال والنفوذ والقبضة البوليسية...
النقطة الثانية: افتقاد كلا النظامين إلى مبدأي" الشرعية والمشروعية" اللذان يعتبران من المبادئ والأسس التي تقوم عليها الأنظمة الديمقراطية المعاصرة، ويبرز غياب هذين المبدأين في الترقيع الذي عرفه دستور كل منهما، بغية إطالة مدة حكمهما - خارج المعايير التي تقوم عليها الدساتير الديمقراطية؛ ويتبدى غياب المشروعية بجلاء في الجماهير الغفيرة التي خرجت تطالب برحيلهما عن سدة الحكم.
النقطة الثالثة: برزت داخل الشعبين قوة شبابية، آمنت بأن المنفذ الوحيد للقضاء على الاستبداد، والخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، هي الاحتجاج والثورة على هذين النظامين( التونسي والمصري) الذين لم يستوعبا التحولات القيمية للأجيال الجديدة، في علاقاتها بالتطور المذهل الذي عرفته وسائل الاتصال الحديثة.
فالنظام التونسي البائد غلق تونس في حين أن العالم منفتح على كل أشكال الاتصال (فضائيات، انترنيت، ...). والنظام المصري؛ الذي استبد بالسلطة لعقود؛ تحت أسطورة̋ بطل أكتوبر"( حسني مبارك ) التي لم تنفع معه الآن في ظل مطالب الشباب التي تنشد الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان...- التي وسمها الأستاذ محمد حسنين هيكل ب "مطالب العصر".
النقطة الرابعة: لعبت وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة (فايسبوك،تويتر،يوتوب) دورا مهما في أحداث كلا الدولتين؛ وذلك بنقل مايقع في العالم الواقعي من انتهاكات وعسف إلى العالم الافتراضي، في شبكة علائقية اجتماعية، تتفاعل فيها مجموعة من الشباب حيال أوضاعهم، ورهاناتهم المستقبلية؛ خارج المؤسسات الإعلامية الرسمية، التي تعمل على تمجيد "الدكتاتور"، وإخفاء الواقع.وفي هذا الإطار يقول عالم الاجتماع الانجليزي أنتوني جيدنز، "...قد تجلى هذا الانفتاح الإعلامي ولمعلوماتي في ابرز مظاهره على شبكات الانترنت، وأسهمت هي ووسائل التواصل البشري الأخرى في دك الأسس التي كانت أنظمة الحكم التقليدية تبني شرعيتها عليها، سواء أكانت استخدام القوة ضد مواطنيها أم إضفاء هالات من الاحترام أم التبجيل للرموز السياسية المحلية. وفي هذه الظروف فقدت أنظمة الحكم الشمولية التسلطية قدرتها على مواكبة حياة الأفراد والجماعات التي تتمتع بالدينامية والمرونة في تواصلها وتفاعلها في عالم الاقتصاد الالكتروني هذه الأيام."
من خلال ما تقدم يتبين أن هناك أوجه شبه بين ثورتي تونس ومصر، والتي يمكن أن نستخلص منهما أن الاستبداد مهما طال عمره فهو قابل للانكسار والأفول، وان ما وقع في هذين البلدين يمكنه أن يطال كل الأنظمة العربية–الإسلامية التي يستفحل فيها الفساد والفقر والتهميش والبطالة وكافة أصناف المعاناة الوجودية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي