الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوزير الفهيم

أيمن الدقر

2004 / 10 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الفهيم جداً، استغني عنه في الوزارة الجديدة، هكذا قال لصديقه، وأضاف: ياأخي لايريدون أحداً يفهم، يريدون وزراء لايعرفون شيئاً، وسأله الصديق: وكم سنة أمضيت في الوزارة السابقة؟ أجاب بفخر: ثمانية عشر عاماً، سأله الصديق: وهل أنت راض عمّا صنعت خلال تلك الأعوام؟ أجاب سيادته: طبعاً، ابتسم الآخر، فبادره الوزير السابق بعصبية: سأفقأ عينك إذا عدت إلى هذه الإبتسامة مرة أخرى، غادر الصديق المكان منزعجاً من رد صديقه سيادة الوزير، بعد أن اتضح له بأنه ليس صديقاً، ووعد نفسه أن لايلقاه مرة أخرى.
استشاط الوزير السابق غضباً من ابتسامة صديقه الساخرة الذي خرج من عنده مُهدداً بفقء عينه.. جلس.. أدار جهاز التلفزيون، كانت الأخبار المصورة، والمذيعة تتحدث عن الوزير الذي حلّ محله يزور أحد المشاريع، تأمل المشهد، قال: (هَزُلَتْ) ماهذا الإستقبال المعد لزيارة الوزير، أربعة أشخاص فقط!؟، حقاً هذه أيام آخر زمان، هل يعقل أن يزور الوزير مشروعاً ويكون باستقباله أربعة أشخاص فقط!؟ .. (سقا الله أيامنا) عندما كنا نقوم بزياة فجائية، كان مكتبنا يُعلم الموقع قبل تنفيذ الزيارة الفجائية بأسبوع على الأقل..... أمعن في التلفزيون قال: ياإلهي
( شو هالوزير)!؟ هكذا من السيارة إلى الموقع!؟ يفتح باب سيارته بيده! هكذا دون مرافقة تتقدم بسيارتها سيارته وأخرى تلحق به!!.. أين البهلوان الذي يقفز عادة قبل توقف سيارة الوزير بلحظة ليمسك بقبضة الباب الخلفي للسيارة ليفتحه ويزجر الواقفين، مفتعلاً حركة بيده اليمنى ليظهر المسدس المدلى على خصره!! و( يُنَطْوِط ) هنا وهناك، ليضفي على جو الإستفبال هيبة الوزير!! (هزلت والله هزلت ) أين فرقة مراسم الطلاب التي تعزف الموسيقى الوطنية لاستقباله!؟ أين طلاب المدارس الذين يخرجون من حِصصهم ليصطفوا رتلين إلى يمين ويسار المدخل!؟ أين الأعلام الوطنية التي من المفترض أن يلوّح بها الطلاب للوزير!؟
( ابتسم بمرارة) و..وهل هناك طلاب ليلوحوا بالأعلام!؟ أين الهتافات التي تملأ المكان حماسة وتزيد من هيبة الإستقبال!؟ أين الطفلة الصغيرة التي تقدّم باقة الورد للوزير فور ترجّله من السيارة! هل يعقل أن يصل الوزير فوراً إلى موقع العمل دون استراحة في مكتب المدير العام!! هكذا من السيارة إلى المشروع! دون تبادل الهدايا أوالدروع التذكارية!؟ ثم من هذا المصور التلفزيوني الغبي الذي اكتفى بلقطة واحدة للوزير!! يا إلهي هاهو يصور الآلات، والعمال، والمواد المنتَجة، وكأن الوزير غير موجود!؟ لو كنت مكانه الآن لحطمت رأس المصور هذا بـ(كَمِرَتِه) وأمام الناس.. و... ابتسم ... قال بشماتة يستاهل ) إنه وزير لايعرف قيمة الوزارة، ولاقيمة نفسه.
رفع صوت التلفزيون، كانت مذيعة النشرة تقول: أيها السادة نقدم إليكم الآن تقريراً ميدانياً مصوراً، حول أهمية هذا المشروع للمواطن والـ...و..وأقفل سيادة الوزير السابق التلفزيون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج