الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضبابية الموقف الأمريكي تجاه الأوضاع المصرية

عبد الرزاق السويراوي

2011 / 2 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ليس لأحد أن يتجاهل ثقل مصر , سواء على مستوى المنطقة أو العلاقات الخارجية وخصوصاً مع الولايات المتحدة .وفي ضوء هذه الحقيقة , فما يجري الآن في مصر , من المؤكد أربك الرئيس المصري إرباكاً شديداً, ربما لم يكن في حسبانه أنّ الأمور ستصليوما هذا الحد , بحيث ينتفض عليه معظم الشعب المصري ولا يدع له من الخيارات , إلاّ التنحي فورا عن السلطة . وفي قبال هذا الأرباك للرئيس المصري , فأنّ الحكومة الأمريكية هي الأخرى تعيش إرباكاً آخر قد يزيد في حجمه مما هو عند مبارك , من هنا فأنّ الأتصالات بين مسؤولي البلدين قد تكثفت بوتيرة تتناسب مع تصاعد وتيرة الأحداث في مصر بغية الوصول لمخرج من هذه الأزمة . أنّ شخصية الرئيس مبارك بالنسبة لأمريكا , لا يغيب عن الذهن , هي أقوى شخصية على مستوى الزعامات العربية وذات نفوذ قوي في المنطقة بما يخدم الأجندة الأمريكية في المنطقة , خصوصاً ما يتعلق منها بمستوى العلاقة الوشيجة بإسرائيل وما أُبرم من إتفاقات معها فضلا عن المواقف التي وقفها مبارك الى جانب إسرائيل بالعديد من القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .من هنا فبالرغم من تواصل إنعقاد الاجتماعات للمسؤولين الامريكيين وايضا إنعقاد المؤتمرات الصحفية لكبار المسؤولين في الحكومة الامريكية ,فأن معظم هذه الإجتماعات والمؤتمرات الصحفية كانت تتردد خلالها تاكيدات على ضرورة الإسراع بإجراء إصلاحات فورية وسريعة من المسؤولين المصريين, ومن الطبيعي أن مثل هذه التصريحات حمّالة أوجه , وأقرب هذه الأوجه هو تنّزل الامريكيين عند مطالب المنتفضين التي جعلت من الحكومة الامريكية تجد نفسها امام خيارات جديدة وينبغي عليها التعامل معها بجدية وحساسية مفرطة , غير أن تاكيد المسؤولين الامريكيين بضرورة اللجوء الى إجراء اصلاحات فورية وسريعة , ما زال غامضا , ولم يفتْ هذا الامر على الصحفيين بحيث ألحّوا على إعطاء تفسير واضح من المسؤولين الامريكيين بما يعنون بها , فمثل هذا الطلب يعني للسامع , المطالبة بتنحي الرئيس مبارك عن السلطة , فهل هذا المعنى هو المقصود من تصريحاتكم ؟؟ . لكن المسؤولين الأمريكيين عندما يُواجهون بمثل هذه الاسئلة يتعطون مع تصريحاتهم بضبابية لا توضح ما يعنونه بوضوح . واعتقد أن هذه المراوغة في ضبابية المواقف الامريكية تجاه شخصية حسني مبارك , تقف خلفها مبررات عديدة مرتكزاتها الاساسية بالطبع هي المصلحة القومية الامريكية ولا يهمها امر الشعب المصري , ولعلّ بعضها هي سعي الحكومة الامريكية لإيجاد بدائل عن الرئيس مبارك وبما يبقى العلاقة مع امريكا واسرائيل كما هي عليها , إنْ لم تكن نحو الأفضل , لذا فهي تتعامل بإنتقاء مع قوى المعارضة وإن لم تلتقِ لحد الآن مع أيّ حزب من احزاب المعارضة , وانما هي على الاقل بصدد التفكير بإيجاد بدائل عن مبارك .وقد تسير الامور بوتيرة غير محسوبة , ولكن ينبغي على قوى المعارضة ان تضع في حساباتها بأن لأمريكا تجارب عديدة في قدرتها على الالتفاف على الثورات عن طريق خيانة بعض الزعامات التي تغريها مغريات السلطة .ولكن المهم القول بأن كل الاحتمالات واردة بخصوص مستقبل مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث