الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير

فيروز أمين

2011 / 2 / 7
الادب والفن


أحمد : عارف يا هشام أنا ما كُنتش أتصور إن البنات ليهم في السياسة ، شايف البت مي طلعت جدعة قد إيه ولا بميت راجل ، مين كان يصدق ان ورا الرقة دي تخبي وراها كل القوة والعناد دة كلو ، وأنا اللي كُنت فاهم إن البنات ماوراهمش غير الأفلام والمسلسلات التركية ، أتارينا مكُناش عرفينهم .
هشام : هو إحنا كنا عارفين نفسنا أصلا حتى نعرفهم ، عارف أنا حسيب دراستي في الهندسة والسنة الجاية حقدم لدراسة النقد المسرحي .
أحمد : معقولة حتسيب كليتك اللي تعبت عشان تجيب مجموع كويس يقدر يدخلك الهندسة وجاي بعد سنتين عايز تسيبها ؟ وحتقول ايه لأبوك ؟
هشام : ححاول أقنعو بأي طريقة ولازم يسمعني ، يا أخي أنا مش لاقي نفسي في الهندسة ، مبحبهااااش .
أحمد : وحتعمل حتعتصم قُدام بيتكو زي ما إحنا عاملين دلوقتي لحد ما البيه الريس يستجيب لمطالبنا ؟ ولا حتولع في نفسك ؟ زي ما كتير غيرك عملوا .
هشام : لا ده ولا ده ، ححاول بطريقة تكون حضارية ، مهو الوقفة اللي وقفينها دي مُش حيجيب أي نتيجة لحياتنا لو إحنا ما غيرناش أسلوب حياتنا وتفكير القريبين مننا ، تغيير النظام الحاكم وحدو مُش كفاية ، لازم نقدر نأثر بالمحيطين بينا ونخليهم يؤمنوا بطموحنا ومبادئنا ، وعشان نربي الجيل اللي بعدنا صح لازم إحنا نعمل الصح .
في الطرف الآخر من الميدان فيه مجموعة من البنات قاعدين ومعتصمين كلهم طاقة وأمل ببكرة.
مي : بصي يا آية مُش ده مودي قاعد مع هشام وأحمد ؟
آية تعدل نظارتها وتبص لقدام شوية آه صحيح هو بعينو وده يعمل إيه هنا ؟
مي : أنا عارفة ؟ بقالي سنتين لا بسمعلو لاحس ولا صوت ، إزاي قدر ييجي لهنا ويعتصم معانا؟ ولا كنت عارفة إنو ليه في الحجات دي .
آية : متستغربيش يا مي ، إذا كنت أنا اللي مُش مصدقة إننا بقالنا أسبوع نايمين هنا في ميدان التحرير ولا يهمنا لا الحكومة ولا المعارضة ولا الرجالة ، تصدقي أنا بعد ما شفت فلم 678كنت خايفة أنزل الشارع تاني ، وأهو فات أسبوع والميدان مليان بكل نوع من البشر لا شفنا أو سمعنا عن حالة تحرش واحدة .
مي : سعات أسأل نفسي ما يمكن اللي كانوا يتحرشوا البنات هم نفسهم البلطجية اللي هاجموا علينا وحاولوا يأذونا .
آية : والله كل شيء ممكن .
ولد جاي يسترزق في الميدان يبيع علم مصر ، وتاني يبيع بسكويت والبنات يعملوا شاي ويوزعوه على الناس اللي قاعدين هناك ، في تبادل للأراء وتقبل للرأي والرأي الآخر بأسلوب حضاري ، في حياة داخل الميدان على عكس ما يتصور البعض انو الشباب المعاصمين ما ورا همش حاجة غير الجلوس في الشارع مستنين وخلاص ، مُش دريانين إنهم من يوم ما دخلوا الميدان وهما كسروا حاجز الإنتظار اللي ورثوه من الأجيال السابقة ، هشام شاف يافطة معلق بصدر ولد صغير حاملوا أبوه بكتفه تقول :
إرحل كفاية عليك جدو وبابا
ضحك الشباب والله برافو
والنبي ممكن علم مصر ؟ بكام قال أحمد للبايع .
البايع : خمسة جنيه .
أحمد : ليه كده بس ما إمبارح إشتريناه بأربع جنيه قوام غليت كده ، هو في حد يتاجر بعلم بلدو ويستغلو كمان ؟ قالها أحمد بهزار على أساس يروق الجو .
الولد إتعصب منو وخد كلامو جد ، ما إنتو كمان قاعدين تبيعوا وتشتروا في البلد زي الكبار ما عملوا إشمعنا أنا ، ولا بييجي على الغلبان زي حلتنا ويوقف .
أحمد إتعصب أكتر ومسك الولد من قميصو عشان يفهم منو الحكاية والجماعة بيحاولوا يهدوا الجو .
أحمد : سبوني أنا عايز أعرف هو قصدو أيه من كلامو .
الولد البايع : مُش أنا اللي بيقول ده التلفزيون اللي طول اليوم بيقول إنو إنتو بتتسلموا 100 يورو كل يوم وبيجيلكم وجبتين من دجاج كنتاكي ، سبوني بقى آكل عيش أنا بقالي اسبوع مرحتش الشغل عشان الاسطة الميكانيكي مافتحش الورشة عشان إعتصامكو ، أنا مش زيكو ولاد ناس شبعانين ومليانين ، قالها بصوت واطي وهو بيجمع الاعلام الواقعة على الأرض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل