الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد البابا شنودة؟

محمود يوسف بكير

2011 / 2 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بداية أقر إنني لست من الإخوان المسلمين وإنني لا أؤيد سعيهم لإقامة دولة دينية في مصر ولي مقالات عديدة ومنشورة منذ سنوات قمت فيها بتفنيد برنامجهم السياسي الذي ينص على عدم جواز تولي الأقباط رئاسة مصر وبنود أخرى غير مقبولة عن المرأة والسياسة الاقتصادية.

وقناعتي الشخصية كانت ولا زالت و ستظل أن المواطنة هي أساس منح الحقوق والواجبات في أي مجتمع ناجح ينشد التقدم والعدالة الاجتماعية والسعادة لجميع مواطنيه، وقناعتي أن الدين يمثل اعتقادا موروثا لا يمكن لأحد تغييره بسهولة ولا يمكن أن يكون أساساَ للتصنيف و معاملة الناس مثله مثل اللون والأصل والجنس والانتماء العرقي واللغة وخلافه. فهذه كلها معطيات نأتي للعالم مزودين بها ولا حيلة لنا في اختيارها.
ولكل الحساسيات المرتبطة بالأديان، قامت المجتمعات الحديثة والمتقدمة على مبدأ فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية لتفادي استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية والادعاء بتمثيل إرادة الله من أجل استبداد الشعوب وقد سبق أن كتبت عن هذه العلاقات ولا داعي للتكرار.

كان لابد من هذه المقدمة كمدخل لما أود أن أعرض له في هذا المقال ألا وهو الإشارات والنداءات المتكررة الصادرة عن قداسة البابا شنودة في هذه الأيام ..أيام ثورة الغضب ضد أسرة الطاغية مبارك راعي الفساد والاستبداد الأول في مصر على مدار الثلاثين عاماَ الماضية وهي فترة عانت فيها مختلف طوائف الشعب المصري بما فيهم الأقباط كل أشكال الظلم والاضطهاد والامتهان والفاقة وضياع الأمن و الأمل والانتماء لدى الشباب في ظل أوضاع استشرى فيها الفساد في كافة مفاصل وأجهزة الدولة والرئيس مشغول بتدعيم صلاحياته ونفوذه من خلال إفساد كل من حوله، لم يبالي مبارك أبداَ باتساع دائرة الفقر يوماَ بعد يوم حتى أصبح نصف سكان مصر جوعى ومتسولون .

وإزاء سواد الصورة وإحباط ويأس الشباب قامت ثورتهم العظيمة التي يبذلون فيها أرواحهم ودمائهم الطاهرة من أجل خلاص مصر من الفرعون وزبانيته ومن أجل مصر نظيفة وطاهرة من كل سوءات مبارك وبطانته الفاسدة.

"البابا شنودة يجدد دعمه للرئيس مبارك" كان هذا عنوان خبر نشر في أكبر صحيفة اليكترونية قبطية في مصر وفي تفاصيل الخبر ما معناه أن البابا اتصل بمبارك لتجديد دعمه له ولحثه على البقاء في الحكم ضد رغبة الثوار الشباب الذين يطلبون منه الرحيل الفوري و الكف عن تخريب مصر.

البابا يقول لمبارك "أن عليه ألا يرضخ لإرادة عدة ألاف من الشباب لا يمثلون بأي حال أكثر من 85 مليون مصري يرغبون في بقاءه في السلطة!!
وقبل هذه السقطة غير المفهومة من رجل مشهود له بالذكاء والحكمة، كان للبابا مواقف محبطة في تأييد توريث مصر لأبن مبارك كان يعلنها جهارا في كل المناسبات دون مراعاة لمشاعر غالبية الشعب المصري التي ترفض مهانة التوريث.

لدي أسئلة كثيرة حائرة لقداسة للبابا أتمنى أن أعرف إجابة لها منه أو ممن يؤيدون وجهات نظره:

• هل يتحدث البابا شنودة باسم أقباط مصر في كل هذه القضايا المصيرية أم أنه يتحدث عن نفسه؟.


• ألم ترى يا قداسة البابا ألاف الأقباط الشرفاء في ميدان التحرير وهم يقيمون قداسهم يوم الأحد 6 فبراير ومعهم آلاف المسلمين من أجل خلاص مصر من الطاغية؟

• ماذا قدم الطاغية للأقباط غير المزيد من الاضطهاد الذي لم يعرفوه من قبل عبر تاريخهم الطويل في مصر؟

• ـ كيف هان علي البعض تحقير ثورة الحرية و الكرامة التي قام بها الملايين من شباب مصر مسلمين وأقباط وماتوا و جرحوا و قمعوا بوحشية من اجلها؟

• هل يمكن ائتمان من قام بتخريب مصر على مدار 30 عاما بإصلاحها في ستة أشهر ؟ هل تعتقد حقاَ أنه يمكن إرساء أي استقرار و سلام على قواعد ينخر فيها الفساد؟

• هل تعتقد انه من الحكمة عزل الأقباط عن الثورة وإظهارهم بمظهر المناهض والرافض لها رغم علمكم بأن غالبيتهم يتعاطفون معها ويدعمونها لأنهم يفهمون بأن من قاموا بها شباب لا ينشد أي دولة دينية في مصر وإنما ينشد دولة ديمقراطية يسود فيها العدالة والحرية والمساواة للجميع.

وبعد فقد كنا نطلب من مبارك أن يسمعنا على مدار 30 عاماَ ولكنه لم يسمعنا أبدا. فهل تسمعنا يا قداسة البابا؟



محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معكم الحق .و لكِن
سامى غطاس ( 2011 / 2 / 7 - 23:18 )
سيادة المٌستشار كل التحية لكم و لفكركم النبيل , رغم إتفاقي معكم فى المضمون, إلا إنى اريد أن أوضح لسيادتكم نقطة قد تكون و بحسن نية غابت عنكم الا وهي ..
انتم على علم تام بالاسلوب المخباراتى القذر الذى يسيرعلى نهجه النظام المصرى طيلة اكثر من ثلاثة عقود فى إدارة كافة شئون الحياة فى مصرنا الحبيبة . كما تعلمون ايضاً أن الكنيسة القبطية و قداسة البابا ليس بمنئا او استثناء عن تلك الاساليب الشيطانية. وتأكدم إننى و معى مٌعظم أقباط مِصر مع ثورة الغضب قلباً و قالباً . لكن ذلك لايمنع تفهمنا للضغط الرهيب الواقع تحته قداسة البابا.....المسئول يا سيدى عن الملايين من الأبناء من الصعب عليه أن تكون لديه اي مساحة من المناورة أو حتى إبداء الرأي كما هو الحال بالنسبة لى و لكم . تقبلٌم تحياتى


2 - استاذ بكير المحترم
بشارة خليل قـ ( 2011 / 2 / 7 - 23:56 )
هنالك نكتة متداولة عن تشبث الرئيس مبارك بالحكم.تقول ان باراك اوباما اتصل بمبارك قائلا له -عليك ان تكتب خطاب الوداع للمصرين- فاجابه مبارك -ليه هم مسافرين؟- اما بالنسبة للبابا شنوده فان لم يكن مرغم بالابتزاز او التهديد على تصريحاته فمن الممكن ان يكون مصدرها الخوف من تدهور اوضاع الاقباط اكثر في ظل تنامي نفوذ الاسلام السياسي اكثر بعد 25 يناير. في الحقيقة قرات بتمعن المقالة لكن لم اجد الرابط بين ما كتبت بخصوص البابا شنوده واعلانك عدم الانتماء للاخوان!!!؟


3 - اتفق معك ولكن
سير جالاهاد ( 2011 / 2 / 8 - 00:08 )
سيدي الكاتب اتفق معك

البابا شنودة لا يتحدث بإسم أقباط مصر

ولا أعتقد أنهم غافلون عن النقاط التي أشرت اليها

ومع ذلك ولإحقاق الحق وحتي لا نبدوا كما لو أصاب أعيينا شيئا من الحول لا بد أن نسأل

هل للبابا مخاوف علي شعبه وإن كانت هناك مخاوف هل هي وهم أم حقائق

هنا تكون الاجابة نعم هذه مخاوف لها أساس فلم تكن مجزرة الاسكندريه وقبلها الكثير مجرد أوهام

هل أقنع النظام-الذي يبدو الان انه ربما دبر هذه المجازر- البابا وغيره من انها من فعل الاخوان؟ يبدو هذا

ولكن مع هذا فللأخوان تاريخ ولهم أيديولجية للأقباط كل الحق في التخوف منها

وهنا نري أن البابا ربما خدع (بضم الخاء) وظن أن هذا النظام أهون الشرين

وبعد أن نتفهم هذا دعونا نسأل

ماذا كان موقف شيخ الازهر؟

وإن كان للبابا مخاوف علي شعبه وهو أقلية وله من الاسباب الكثيرة التي تبرر موقفه فما هو خوف شيوخ الازهر وهم الاقوياء المستأسدون؟

فقط حتي لا تضيع البوصلة وحتي لا نفقد موضوعينا

ياسيدي لو كنت قد كتبت ولو سطرا واحدا عن مواقفهم هذه لجاء مقالك متزنا ومنصفا للحق أولا وليس بالضرورة للأقباط أو للبابا


4 - علي الارض كثير من الاقباط اطاع البابا
محمد حسين يونس ( 2011 / 2 / 8 - 04:23 )
اولا شيخ الازهر موظف يتبع رئاسه الجمهوريه بدرجه رئيس وزراء وهو لن يضحي لاى سبب بمكاسبه الشخصيه ..اما الكنيسه القبطيه فهي في حاله دفاع عن النفس منذ ان طالها من السادات ما طال في نهايه عمره .. جزء من الدفاع ان تبدو مسالما .. خصوصا ان هذا هو الاسلوب الذى اتبعه قبط مصر منذ البابا بنيامين حتي الان.. ومع ذلك كما انتفض رجال الازهر علي راعيهم واستقالوا لكي يتظاهروا انتفض رجال الكنيسه واقاموا قداسا في ميدان التحرير
الشىء المشجع هو موقف بابا روما النبيل تجاه الانتفاضه وشبابها.. لهذا يتفدم الكاثوليك ببلادهم و لا يضطرون للمناوره ..اصنعوا فاتيكان مصرى وستتغير لهجه الباباوات القبط بعد ذلك


5 - سيدي الفاضل محمد حسين يونس
سير جالاهاد ( 2011 / 2 / 8 - 08:42 )
سيدي

يبدو لي أن عنوان تعليقكم

علي الارض كثير من الاقباط اطاع البابا

يبدو علي النقيض تماما مع بقية تعليقكم

فيبدو لي مما فهمت من التعليق أنك تقصد

علي الارض كثير من الاقباط لم يطع البابا

هل أنا علي خطأ

إن كنت فهو تقصير مني ومعذرة

وتحية


6 - نتفاضة شباب
سهيل انطون ( 2011 / 2 / 8 - 08:51 )
الاخوة الاعزاء
انها انتفاضة شباب الشرق بعد اليأس والقنوط والتذمر من رؤسائهم
دعوهم واتركو رجال الدين والدين جانبا
دعوا رياح التغير التغير الذي بدأ اليوم ونتمنى ان يستمر دون اراقة دماء
انها ثورة العلم وثورة الفكر
انهم يبحثون عن حياة جديدة ليأتي الابداع
اتركوا ايدلوجيات الاديان والتشبث بكلام لايخدم التغير
ولتبدأ انظمة البرلمانات الحقيقية يمثلها الشباب الواعي لخدمة اوطانهم

اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا