الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتوسط ...بحر الموت للعمال المهاجرين

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 10 / 6
الحركة العمالية والنقابية



• شواطىء المتوسط تقذف جثث العمال المهاجرين يوميا .
• آخر هذه الفظائع تمت يوم الاثنين 04-10-04 على السحل التونسي.
• ايطاليا تقوم بحملات اعتقال وطرد للعمال المهاجرين الى ليبيا.
• الدول تتبادل التهم والعمال يموتون، والسؤال المطروح أين هو النهج العادل للعمال المهاجرين في الاقتصاد العالمي ؟.

عمال موتى

عثرت احدى دوريات حرس السواحل التونسية صباح يوم الاثنين 04-10-04 على 17 جثة لعمال مهاجرين قذفت بها امواج البحر المتوسط الى الساحل التونسي . واستطاع افراد هذه الدورية انقاذ 11 عاملا بقوا على قيد الحياة , منهم عشرة مغاربة وتونسي واحد . ويجري البحث عن 47 مفقودا يعتقد انهم قضوا غرقا .
تفاصيل الحادث كما نقلتها وكالات الانباء، أن احدى السفن التي يقوم اصحابها بعمليات تهريب العمال المهاجرين من دول المغرب العربي وافريقيا الى السواحل الايطالية والاوروبية الاخرى ، قد غرقت بالقرب من منطقة تدعى " واحة مريم " وهي على بعد 170 كم جنوب – شرق السواحل التونسية وكان على متنها 75 عاملا مهاجرا 70 منهم من دولة المغرب والبقية من تونس . هؤلاء العمال قاموا بهذه المغامرة، من أجل البحث عن فرصة عمل ، توفر لصاحبها وعائلته التي بقيت تنتظر الفرج، العيش الكريم والسعادة ، لان الاوضاع في دول هؤلاء العمال هي اوضاع البطالة والفقر والجوع ، لذلك لا بد من المغامرة والتضحية بكل شيء من أجل فرصة عمل تدرعلى صاحبها دخلا يعيش منه ويرسل جزءا الى العائلة في الوطن .

هذا الحادث الاليم تزامن مع الاجراءات التي تقوم بها ايطاليا حاليا وغيرها من الدول الاوروبية ، حيث تجري عمليات مطاردة واعتقال للعمال المهاجرين في هذه الدول ومن ثم طردهم الى دول اخرى . هذا ما تقوم به الحكومة الايطالية حاليا حيث قامت بطرد عمال من المهاجرين الى ليبيا ونقلتهم على متن ثلاث طائرات يوم السبت 04-10-02 وتعتقل 800 عامل آخر في معتقلات ايطالية استعدادا لطردهم الى ليبيا ايضا . مع انهم ليسوا من ليبيا فقط بل من دول المغرب العربي والدول الافريقية الاخرى . وقد أدى ذلك الى اثارة نقاش على الصعيد الايطالي والدولي ، مما دفع بوزير الداخلية الايطالي جوزيفه بيزانوالى التصريح بأن حكومته ستواصل طرد العمال المهاجرين الى ليبيا ، لان هذه الهجرة اصبحت باعداد كبيرة حيث يصل العمال بشكل غير شرعي الى السواحل الايطالية من ليبيا بواسطة شبكات الاجرام المنظم التي تجني ارباحا طائلة ، بواسطة استغلال هؤلاء العمال المهاجرين على حد تعبيره .- هل يحاربون سبكات الاجرام المنظم يا ترى ؟ -
واتضح من المعلومات التي صدرت عن السلطات التونسية التي حاولت تبرئة ذمتها من موضوع الهجرة الغير شرعية ، في محاولة للمحافظة على سلامة علاقاتها الدبلوماسية مع ايطاليا ، أن قوات الامن تمكنت من احباط 90 محاولة تهريب عمال من اراضيها الى ايطاليا شملت اكثر من 900 عامل منذ بداية العام الحالي . علينا الاشارة الى أن المعطيات الرسمية بالنسبة للعمال المهاجرين في العالم اليوم متضاربة بعض الشيء حيث جاء في تقرير منظمة العمل الدولية أن هناك 174,9 مليون شخص مهاجر في العالم منهم 80,9 مليون عامل مهاجر ضمن سوق العمل الناشط . الا أن العدد الحقيقي يقدر بأكثر من 250 مليون مهاجر في عالم العولمة هذا . وقد تحولت منطقة حوض البحر المتوسط الى منطقة خطرة جدا في مجال الهجرة حيث تطلق زوارق حرس السواحل في المنطقة الاوروبية نيران مدافعها على السفن البالية التي تقوم بنقل العمال المهاجرين من منطقة الجنوب مما يؤدي الى قتل آلاف العمال الابرياء الذين يضعون دم قلبهم وكل ما يملكون من نقود بحثا عن فرصة عمل في الدول الاوروبية الغنية حتى لو تم استغلالهم – وهذه ما يحدث عادة – في الدولة التي يصلون اليها . بالاضافة الى تعرضهم للسلب والقرصنة من قبل شبكات شركات القوى البشرية التي تسيطر على خطوط التهريب والنقل ايضا .


المواثيق الدولية ضائعة

رئيس المجلس الايطالي من اجل المهاجرين المدعو كريستوفر هاين صرح تعقيبا على الحملة التي تقوم بها الحكومة الايطالية لاعتقال وطرد العمال المهاجرين بشكل غير شرعي الى بلادهم ، هؤلاء العمال الذين جازفوا بكل شيء يملكونه اضافة الى تعريض حياتهم الى الخطر ووصلوا الى ايطاليا بحثا عن فرصة عمل وربما هروبا من مطاردة سياسية يتعرضون لها في بلدهم الام حيث قال " عندما لا نمنح هؤلاء الاشخاص اللجوء السياسي في دولنا الاوروبية ، نحن نخالف بذلك كافة القوانين والمواثيق والانظمة الدولية ." الموقف نفسه صدر عن المسؤولين في "الاونرا " وكالة اغاثة اللاجئين المتفرعة عن الامم المتحدة . حيث جاء على لسان الناطقة بلسان هذه الوكالة ، انهم رفضوا عمليات الاعتقال والطرد الجماعي هذه وطلبوا من الحكومة الايطالية فحص كل حالة على حدة ، " لان هناك حالات الوضع فيها يتعلق الامر بالحياة أو الموت للمهاجر ...عودة المهاجر الى بلده تعني الموت لا غير ."
هذه التصريحات كانت جزءا من حملة شعبية قامت بها جمعيات المجتمع المدني وحقوق الانسان والنقابات العمالية في ايطاليا خاصة واوروبا عامة ، لان تصرفات الحكومة الايطالية هذه تنافي كافة المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان والعمال المهاجرين . من جهتها خصصت منظمة العمل الدولية ومقرها جنيف الجزء الاكبر من ابحاثها خلال انعقاد الدورة ال- 92 في مطلع شهر حزيران من العام الحالي لموضوع العمال المهاجرين ، وقدم امين عام المنظمة خوان سومافيا تقرير مفصل تمت المصادقة عليه من قبل الدول المشاركة ، حيث يشمل دراسة شاملة لقضية العمال المهاجرون وانماط واسس التعامل معهم في الدول التي يهاجرون اليها حتى لو كانت هجرتهم غير شرعية .

ايطاليا من الدول التي وقعت على المواثيق الدولية التي تضمن حقوق العمال المهاجرين وصادقت ايضا على التقرير المذكور اعلاه تحت عنوان " نحو نهج عادل للعمال المهاجرين في الاقتصاد العالمي " . لقد حان الوقت لوقف هذا العنف الذي يمارس ضد العمال المهاجرين – قسم كبير منهم فتيان واطفال ونساء – ذنبهم الوحيد انهم يعرضون حياتهم للخطر في طريق البحث عن فرصة عمل تضمن لهم العيش الكريم وتنقذهم من الفقر المدقع الذي يعيشون فيه ...نعم ذنبهم أنهم قرروا البحث عن سعادة ما في عالم العولمة الذي يقولون لنا بأنها "عولمة سعيدة " لكننا نلاحظ أن الشعارات شيء والواقع شيء آخر فلا نجد السعادة في هذه العولمة التي تسخّر كل شيء في عالمنا لصالح القوى الرأسمالية ...قوى الاستغلال ...استغلال الانسان العامل وتعريض حياته للخطر الدائم في مسيرة بحثه عن فرصة عمل في سوق عمل لا عمل فيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب كلية لندن للاقتصاد يعتصمون لمقاطعة الشركات الإسرائيلية


.. الوزيرة هالة السعيد: 80% من القوى العاملة في مصر بيشغلها الق




.. رسالة تحذير وراء إضراب الأطباء قبل أيام من الانتخابات البريط


.. لماذا ترتفع معدلات البطالة في صفوف الشباب؟




.. فلسطينيون يشيعون ثلاثة من عمال الدفاع المدني قتلوا في غارة إ