الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأنتخب ... ولكن من ولماذا

ماجد فيادي

2004 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تركز الصحف العامةالعراقية والعربية والاجنبية هذه الايام على احتمال اجراء الانتخابات جزئياًَ اوكلياًَ او صعوبة تحقيقها نتيجة الوضع الامني, بينما تاكد وتصر صحف الاحزاب العراقية المكونة للحكومة والمجلس الوطني على اجرائها وفي الوقت المحدد, حيث يجري هذا على لسان رؤساء الاحزاب وكتابهم ومفكريهم , وقد قرأت الكثير من المقالات التي تحث على اجراء الانتخابات وتوضح اهمية ذلك وانعكاساته على مستقبل العراق وكسر شوكت الارهاب والحصول على التمثيل الشرعي للوصول الى السيادة التامة ( مع ان مفهوم السيادة يحتاج الى الكثير من البحث والتدقيق ) .
لااريد ان اكرر هذه الطروحات من مبدء البحث في كل ثنايا وزوايا الموضوع لاهميته الا نية والمستقبلية , ومن ضمن ماقرأت لم اجد هناك تركيز على توعية العراقيات والعراقيين بمعنى ان انتخب من يمثلني في البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية , مما يشكل خلل في دفع المواطنات والمواطنين على اعطاء اصواتهم بدون ان يعلموا البعد الحقيقي لهذا الفعل .ومن الامور التي حفزتني على كتابة هذه المادة موضوعة منشورة على موقع ايلاف تحت عنوان ( استفتاء ايلاف: مواقف مرتبكة ) بتاريخ 04/10/04 تحدث الكاتب عن الاستنتاجات التي خرج بها من جراء الاستفتاء الاسبوعي الذي يجريه الموقع ويربطها بحجم المشكلة التي تعاني منها الشعوب العربية باعتبار ان الاستفتاءات شملت عينات من مختلف بنات وابناء الدول العربية بما فيهم المقيمين في الخارج, هذا وكانت النتائج في اغلبها مخيبة للآمال , ومن يريد ان يعرف السبب عليه ان يعود الى المادة المنشورة والاطلاع على النتائج , علماًَ اني اتفق مع الكاتب ( نبيل شرف الدين) فيما ذهب اليه بقراءته لنتائج الاستفتاءات .
قبل الخوض في هذا الموضوع اود ان انبه الى اهمية حث الجماهير على المشاركة في الانتخابات والتخلص من تهديدات الارهابين مع كبر المخاطرة وعنف المجرمين ....
عاش الشعب العراقي كل تاريخه القديم والحديث بدون ديمقراطية وتحت مفاهيم العنف ورفض الاخر وانتهاكات لحقوق الانسان, حتى انه لم يتنفس هواء الحرية ولو ليوم واحد, لذا من اين تأتي الاسس الصحيحة لاتخاذ القرار بانتخاب المرشح الذي سيمثلني في الحكومة او البرلمان او رئاسة الجمهورية ولاازعم هنا اني منزه من هذه الاشكالية لاني وببساطة ابن العراق , عاش العراقيون وخاصة في عهد ما بعد الاستعمار تحت تاثير المد القومي الذي افرزته المرحلة التاريخية والذي غذته القضية الفلسطينية بكل ثقلها الاجتماعي والانساني والقومي , ومن قبله انتعاش ثم انحسار الفكر التقدمي اليساري بسبب اخطاء الاحزاب الشيوعية بشكل عام و بسبب الاساليب الحقيرة والعنيفة التي استخدمها اعداء هذا الفكر من قتل واختيالات واعتقالات وتعذيب وما الى ذلك من امور عاشها البغض منكم وسمعها اوقراها الاخر. وتوالت الاحداث حتى يومنا هذاعلى نفس الوتيرة بل وفي تصاعد, لنصل الى احتمال انتخابات حقيقية كنا ولا نزال نحلم بها , ولكن تحت اي ضروف ؟؟؟ تحت ضروف معقدة وسماء ملبدة بالغيوم التي تمطر دماًَ, ونزاعات طائفية ودينية وقومية وفكرية من شئنها ان تربك كل ذي عقل لبيب .
والمطلوب من المواطنات والمواطنين ان ينتخبوا وبحكمة مرشحيهم مع هذا الكم الهائل من الاعداء والمتضررين والارهابين ووساءل الاعلام المنحازة ضد الشعب العراقي , كما لا ننسى حكومات الجوار التي تنظر لهذه التجربة بالقلق والعداء لا نها تشكل خطر حقيقي عل مصالحهم بالاحتفاض بكراسيهم الابدية ( ولا ابدي الا الاعمال الانسانية ) .هذا الوضع بطبيعة الحال ينتج عقلية متشككة من كل شئ وتنحاز بسهولة الى انتماءاتها بدون تردد او تفكير وتتخذ مواقف من الاخر على كل صغيرة وكبيرة وتظهر القرارات المستعجلة , وفوق هذا وذاك عدم الاعتراف بالاخطاء وتحمل المسؤلية , مما يؤدي الى مشاكل انية ومستقبلية , ومن ضمن هذه المشاكل هو اسس اختيار المرشح الانتخابي .
في خضم هذه المشاكل ينسى الناخب العراقي ان من سيعطيه صوته يعني انه يخوله ان يتحدث باسمه وان يقرر باسمه وان يقبل بما يقرر ويلتزم به . ان من اعطيه صوتي اوليه على نفسي اولا وعلى الاخرين ثانيا اي ان الامر ليس ورقة ارميها في صندوق الانتخاب وانتهى الامر او انحياز ديني او طائفي اوقومي انصر به انتمائي على الاخر وليكن ما يكون او هي مجاملات صداقية غير مبنية على معرفة حقيقية او حتى الاستفادة من مكاسب مادية .
لا .. ان الموضوع اكبر بكثير , انه اليوم والمستقبل اي مستقبل ابنائنا الذي يجب ان يكون افضل من امسنا, بدون حروب واعدامات ومقابر جماعية وتهجير واستخدام كيمياوي وتجفيف اهوار وابادة جماعية وتطهير عرقي .
و من المؤكد ستجري قبل الانتخابات محاولات لشراء الاصواة وتقديم تسهيلات ووعود ورسم احلام وردية وتهديدات على مختلف المستويات ( رؤساء عشائر وافخاذ ورجال دين وشخصيات بارزه ) واللعب على وتر الدين والقومية , من اجل الحصول على اكبرعدد من الاصواة . وهنا اسئل من سيرضخ الى هذه المغريات والتهديدات هل نسى الفرصة الذهبية التي بين يدي الشعب العراقي في تحقيق الامان وبناء البلد والتخلص من ازلام النظام والقضاء على الارهابين والتخطيط لمستقبل طالما حلمنا به , نظاهي به الامم الاخرى . لااعتقد ان هناك شئ يستحق ان نضحي من اجله كل ما تقدم .
ان من واجب كل مواطنة ومواطن ان يبحث عن البرنامج المقدم من قبل المرشح من حيث المحتوى وامكانية تطبيقه , على ان ينتبه الجميع من المبادء الاساسية في كل برنامج والمتعلة بحقوق الانسان والتي هدرت في عهد النظام البائد وان لايفسح المجال لانتهاكها مرة اخرى ,مثل حق المرءة في المساواة بالعمل والانتخاب والتعليم واتخاذ القرارات الشخصية , وحقوق الطفولة بالتعليم المجاني والضمان الصحي وعدم التعرض للضرب والاجبار على العمل وترك الدراسة تحت اي حجة, وحقوق الشبيبة في مواصلة الدراسة وتوفير فرص العمل وفسح المجال امامهم للعمل النقابي ,وحرية الصحافة والتعبير عن الرأي وبناء المجتمع المدني والكثير مما يدخل في هذا الباب .
كما يجب التركيز على شكل النظام الاقتصادي وامكانية ربطه بالعالم من حولنا , على ان لايكون على حساب الطبقة الفقيرة ولحساب الطبقة الغنية , وان لايكون بعيد عن الواقع العراقي بما فيه من مشاكل بطالة وتخلف صناعي وزراعي وديون متراكمة .
ولاننسى الجانب العلاقاتي مع دول الجوار في الابتعاد عن استخدام لغة العنف والتهديد في كل مناسبة ان كنا قادرين او غير قادرين.
ان المهمة صعبة وتحتاج الى وعي او اعلام يفسح المجال امام الجميع في طرح برامجهم والابتعاد عن التحيز وتوجيه الاتهامات جزافاًَ واحساس عالي بالمسؤلية لكي نقف في وجه البعثيين ونمنعهم من العودة الى السلطة تحت مسميات جديدة ولا نرضخ الى قوى الظلام وتهديداتها وتفجيراتها العينة.
ان واجب المجتمع المدني التركيز على توعية المواطنات والمواطنين العراقيين على اهمية الانتخابات والاسس المتبعة للانتخاب , لا ان يتركوا هكذا بدون توضيح , مما يفسح المجال الى عودة الدكتاتورية البعثية , او ظهور قوى جديدة تسير بنى مستقبلاًَ نحو انتهاك حقوق الانسان واغراق الوطن في دوامة جديدة تعيدنا الى الوراء خاصة وان الشعب العراقي لم يعد يتحمل تدهور جديد فالمرض ينخر جسده وطاقته نفذت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟