الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الهزيمة ... والعودة إلى صفوف الجماهير

قاسم محمد يوسف

2011 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


حضر في وعي تيار المستقبل بعد الإستشارات النيانية الأخيرة سؤال واحد: لماذا الخيانة ؟ وغاب أخر: لماذا الهزيمة ؟

ليست الهزيمة صدفة, فتيار المستقبل ومنذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط وهو يتعرض لحملة شرسة ويتلقى في صدره الضربة تلو الأخرى ما جعله يتداعى تحت ضربات مهلكة أنهكت جسده فأرغمته على ترك بعض الأولويات وتوجيه البوصلة حصراً نحو الهدف والعنوان السياسي العريض وهو بناء الدولة والمؤسسات القوية والقادرة والعادلة, هذا الإستنزاف السياسي المتواصل والتنازلات المتتالية خلق حالة تململ وركود شعبي واسع ضمن القاعدة الكبرى لهذا التيار حتى أن العبارات المذهبية والتحريضية ما عادت فاعلة بالشكل المطلوب, فجسور التفاهم بين القيادة والقاعدة بُنيت على سيول هادرة من العواطف الجياشة أبان إغتيال الرئيس الحريري وبالتالي فإن هذه السيول دخلت حسابات المد والجزر كونها لا تملك قاعدة ثابتة وراسخة, ولذلك, لا بد من التأسيس عليها وإعداد الكوادر الحزبية في مراحل حساسة تتطلب رباطة جأش وسيطرة على الخطاب المنفلت, ولا بد أيضاً من سعي متواصل لتحقيق نهضة شاملة على كافة المستويات بدءاً من القمة مروراً بالخطاب السياسي وصولاً إلى القاعدة الشعبية الكبرى مع ضرورة التواضع من قبل القيادات وتلمّس آلام الفقراء في مجتمعنا والعودة إلى قلوب الجماهير الأوفياء الذين قدموا طوال سنوات خلت كل ما يملكون في سبيل هذه القضية الوطنية وهذا المد الشعبي الهائل ما شكل بطبيعة الحال صاعقة ترددت أصدائها في العديد من الدول والمحافل.

صحيح أن سعد الحريري, الخارج من خيانة بعض الحلفاء والطعنات المتتالية التي لامست الإغتيال السياسي, كان يقاتل من أجل إستمرارية الدولة ومؤسساتها, ولكن الصحيح أيضاً أن القاعدة الموالية لسعد الحريري غير مهيأة لمغامرة غير محسوبة قد تضيّع كل شيئ في ظل غضب شعبي متصاعد نتيجة غياب غير مبرر عن إحتياجاتهم المعيشية وحرمانهم المزمن, فرغم أن إغتيال الرئيس الحريري شكل الشرارة الأساسية لإنطلاق ثورة الأرز, إلا أن الجميع يدرك بأنها ثورة متكاملة من كل جوانبها, ثورة إنتفضت على كل شيئ رافضة هذا الواقع التهميشي في كافة المجالات الوطنية, فشكلت هذه الثورة بالنسبة لهم نافذة الأمل نحو الحرية والسيادة والعيش الكريم, وبالتالي فإن تيار المستقبل يختلف إختلافاً جذرياً عن كافة الأحزاب والقوى السياسية في لبنان لإن ولادته العفوية والهائلة في لحظة سياسية معينة رتبت عليه مسؤليات جمة لضبط حالة الإنهيار بعدما لامس حيّز القمة أبان إغتيال الرئيس الحريري, ولهذا فإن القيادة مدعوة اليوم إلى نقد ذاتي بناء والذهاب إلى صفوف المعارضة لكسب المزيد من الوقت والهدوء تمهيداً لرسم خارطة الطريق نحو مشروع متكامل يجمع بين السياسة الواضحة والمطالب الشعبية المتنوعة لخلق ديمومة حزبية ترتكز إلى أساسات ثابتة, وتؤرخ لمرحلة سياسية زاهرة.

سعد الحريري مُطالب اليوم برسم سياسة إقتصادية وتنموية شاملة لتحسين الخيارات وإيجاد فرص العمل للشباب, ووقف التدهور الإجتماعي المقلق, والحد من تفاقم مشكلة الفقر المتقع, وهو مُطالبٌ أيضاً بأن يلبس خوذة العمل التي لبسها رفيق الحريري وأن يخرج لتدشين المصانع المتنوعة, والمعاهد الدراسية, والجامعات المتميزة, والمشاريع العملاقة من البقاع إلى الشمال مروراً بكافة المناطق الوفية مُحاطاً بأبنائها المخلصين ممن وجدوا فيه قائداً وزعيماً وحُلم.

يا دولة الرئيس, خسرت معركة تآمر فيها العالم بأسره ضدك وأصابتك خناجر الغدر في خاصرتك من كل حدب وصوب وشعرت بالخيانة والغبن تماماً كما شعر أحبائك وإخوانك, يا دولة الرئيس, إن كل ما حدث لا يتعدى كونه صاعقة عابرة في سماء زرقاء صافية, وإن أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم, عُد إلى صفوف الجماهير من الأن لنرص الصفوف ونبني المستقبل ونحقق سوياً حُلم الشباب وحُلم الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -