الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتائج ايجابية لثورة الشباب

مرثا فرنسيس

2011 / 2 / 8
حقوق الانسان


نتائج ايجابية لثورة الشباب
عاشت مصر أكثر من نصف قرن تحت حكم بوليسي يحكم الشعب بقبضة حديدية وتحت شعارات زائفة للديموقراطية والحرية في حين أن المعتقلات كانت تعج بمسجوني الرأي، وتئن لعدم قدرتها على استيعاب أعداد المعتقلين. زاد الطين بلّة عندما تُوجت تلك الفترة بقانون الطواريء الذي دام متواصلا في خلال الثلاثين عاما الأخيرة.
كانت النتيجة المباشرة لذلك أن تَقَمص شبح الخوف روح المصريين وانتشر النفاق الذي هو نتيجة مباشرة للخوف من السلطات. وعبَّر المصريون عن أرائهم في صورة نكات بعضها أبكاهم كثيرا.
بعد ثورة الشباب في 25 يناير؛ وخروج هؤلاء الشباب ليُعبروا عن رأيهم بكل صراحة حتى صُدم البعض و اعتبر صراحتهم وجرأتهم- التي لم نعتادها- عيبا وتطاولا!
تغيرت لهجة المصريين بعد الثورة وأصبح المصري اليوم اكثر قدرة على التعبير عن رأيه دون خوف أو نفاق، ولا ازعم ان الخوف انتهى تماما واقتُلعت جذوره من قلوبنا نحن المصريين كبارا وصغار، ولكن ما أعرفه تماما ان الطريق الذي بدأ لن يتوقف ولن تعود عقارب الساعة للوراء. لم يعد هناك مايثير الخوف بعد ان وقف شباب مصر في مواجهة الظلم والفساد والخوف الذي اعتقدنا انها جزء من حياتنا لأننا لم نعرف غيرها على مدى عقود طويلة، انكسر الخوف من المواجهة، عندما واجه شباب مصر وضعاً ونظاماً مرفوضين وأصبح الفراعنة على اتم الاستعداد لتحمل اية نتائج لهذه المواجهة.
مالذي يمكن ان يُخيف الشباب المصري اليوم بعد ان واجه محاولة تشتيته واجباره على العودة الى ماكان عليه سواء باطلاق الغازات المُسيَّلة للدموع او الضرب وصولا للقتل بالرصاص الحي، وعند هجوم الجمال والبغال كان الاعتقاد لدى مخططي الهجمة هو ان هؤلاء المتظاهرين لن يصمدوا في مواجهة عنف البلطجة و استعمال الاسلحة والوسائل غير الآدمية، ولكن لم يثنِ عزم شباب الثورة سقوط المئات من الشهداء والمصابين، وهذا في رأيي كان بمثابة كلمة السر التي أخرجت شبح الخوف الذي سكن أرواح المصريين.
الخوف يؤدي الى تشويش الفكر وضعف الرؤية وبالتالي عدم القدرة على مواجهة الحقائق وتبني المباديء والدفاع عنها.
الخوف الذي يحاول حاليا النيل من روح الثورة، ويفت من عضد شبابها يزيد في نفس الوقت من اصرارهم على البقاء في ميدان التحرير، وعدم مغادرته الى بيوتهم حتى تلبية مطالبهم-هذا الخوف- يعتمد على ركيزتين رئيسيتين عدم ثقة الشباب في النظام خاصة أن ثقتهم بنائب الرئيس وبرئيس الوزراء لم تُبنى بعد ، اما ثانيهما فهو تكرار ماسبق من اعتقال او اعتداء او قمع من المسئولين خاصة بعد فقدان الثقة تماما بين الشعب وبين الشرطة ورجال الأمن بسبب الاحداث التي تبعت بداية الثورة، ولكنني أرى ان هذا النوع من الشباب الذي حدد هدفه وبدأ ثورته وواجه مالم يستطع الملايين من المصريين مواجهته لعقود طويلة، هذا النوع من الشباب اصبح مخيفا للمسئولين، لأنهم يعلمون جيدا ان اصرار هؤلاءالشباب أو بالأحرى صلابتهم غير مسبوقة، ولا تقنعهم او تكفيهم الوعود المجردة غير المصحوبة بالتنفيذ.
هناك خطوات ايجابية اتمنى ان تدوم وتستمر ، وهي تساهم في زرع الثقة من جديد وتوفير الأمان وهذا يؤدي بدوره الى قتل الخوف و الاجهاز عليه تماما؛ وهذه الخطوات تتلخص في الحفاظ على استمرار الحوار بين الشعب وبين السلطة او النظام ، فهذا التواصل من شأنه ان يقرب المسافات ويهدم فكر الديكتاتورية، وايضا سرعة التحقيقات واصدار الاحكام الرادعة على كل من تسبب في تدهور حال المجتمع والأفراد ، كما ارى ان الصدق والشفافية والتدقيق في تصريحات المسئولين من اهم النقاط التي يجب مراعاتها ؛ فلا يتم الاعلان الا عن كل ماهو في طريقه للتنفيذ الفعلي ، وهذا ينطبق ايضا على مصداقية وسائل الاعلام ، واقصد بالطبع وسائل الاعلام المصرية التي شجعت المصريين على البحث عن قنوات اخرى لها علاقة بالحقائق التي يعرفها العالم وتذاع بشكل مباشر على اغلب القنوات . وعلى سبيل المثال لا الحصر اذاعت القنوات المصرية ان عدد شهداء ثورة الشباب هو احد عشر شهيدا بينما الحقيقة ان عددهم تعدى الثلثمائة شهيد.
محبتي للحميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصر بدون طغاة
أحمد الأمين ( 2011 / 2 / 8 - 09:10 )
الكاتبة الفاضلة، بلا شك أم هناك الكثير من النتائج الإيجابية لهذه الثورة المباركة، لعل أولها كما تفضلت هو القضاء على الخوف. وكذلك عودة المشاركة الوجدانية فرأينا عشرة أشخاص يأكلون معا خبزا وطعمية، ورأينا التبرع بالأدوية وتنظيف الميدان جماعيا، ورأينا اللجان الشعبية التي تحمي بيوتنا. أيضا تنبه النظام إلى أهمية الإنترنت والتواصل الاجتماعي الذي كان الجندي المجهول للثورة. إلا أن أهم النتائج على الإطلاق عهو عودة الأقباط إلى احضان المسلمين، صلوا معا وأكلوا معا وقتلوا معا، ولا ننسى كيف استطاع رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس أن يهرب خيوط الجراحة إلى المستشفى الذي أقامه الثوار في مسجد بميدان التحرير هذه هي مصر بدون طغاة مثل العادلي
تقديري واحترامي لشخصك الكريم


2 - الخوف هو الوحش الوهمي
طلال عبدالله الخوري ( 2011 / 2 / 8 - 11:17 )
نعم يا سيدتي, ما تفضلت به هو في الصميم
الخوف اكبر عدو للانسان وهو عدو وهمي ونفسي
الخوف من المستبد والخضوع له
الخوف من عذاب جهنم والخضوع لرجال الدين
الخوف من الكبار وخضوع الصغار لاستبدادهم
خوف الاقلية من استبداد الاكثرية
هناك حكاية تقول بان شاب اراد ان يقترب من الوحش الذي يعيش بأعلى الجبل وكان يخيف اهل القرية ويقدمون له الضحايا بكل مناسبة ويخضعون له لخوفهم منه... حاول الجميع ان يثنوه عن عزمه ولكنه تشبث بشجاعته وقرر مواجهة الوحش. ..وكان الشاب كلما صعد الجبل قليلا كان يصغر الوحش وعندما وصل لقمة الجبل تلاشى الوحش نهائيا,,, وهكذا حرر اهل القرية من الوحش.... الوحش هنا يرمز للخوف الذي هو حسني مبارك المستبد وكل المستبدين العرب...
المستبد هو انسان جبان واوهن من بيت العنكبوت .....يجب ان تواجهه لتعرف مدى ضعفه.... حجج مبارك للبقاء بالسلطة هي اكبر دليل على عدم اتزانه ...ولقد رأينا صدام حسين وبن علي كيف انتهوا كجبناء

تحياتي


3 - عزيزتي مرثا
ليندا كبرييل ( 2011 / 2 / 8 - 14:02 )
الخوف يلجم كل الفضائل في نفس الانسان , وقد رأينا كيف تلاحم الشعب للتنديد بالنظام , ورأينا سيدات إلى جانب الرجال , وأصواتهن تندد , ما قال أحد أن صوتها عورة , أو خروجها حرام . صلى المسلمون بحراسة المسيحيين وكذلك فعل المسيحيون , تعانقوا تحابوا , صورة ولا أروع , الخوف نمى النزعات العنصرية بين أفراد الشعب , مكاسب الثورة كبيرة ستظهر لاحقاً بصورة أكبر . شكراً


4 - عزيزتى مرثا
سفير فريد المصرى ( 2011 / 2 / 8 - 16:27 )
كما قلت من قبل وسوف استمر فى تكرار هذه الجملة ان شباب مصر هم مكسبها الحقيقى لقد قاموا بكل شيئ وبالتأكيد هم ونحن فائزين بهذه الثورة هم من قاموا بها وهم من سهروا لحمايتها من ايدى اللصوص وسوف يشهد التاريخ على ثورة الشباب يوم 25/1/2011 ثورة لتغيير كل شيئ للافضل . نحن نملك شباب لم ولن يقدر احد على الوقوف امامهم فى اى نوع من أنواع سلب الحرية . ليبارك الهنا ومخلصنا يسوع المسيح شعب مصر . ويبارك اعمالك يا كاتبتنا المتميزة والرب معك شكرا مرثا


5 - تحياتي
شامل عبد العزيز ( 2011 / 2 / 8 - 16:38 )
لا عودة للأوضاع في مصر قبل 25 يناير بأي حال من الأحوال , كانت ثورة الشباب هي البداية , ما قدموه وما فعلوه عجزت عنه جميع الأحزاب , الفرصة سوف تكون مستقبلاً أفضل لمصر ومن بعد مصر باقي الدول ولكن كل ذلك يعتمد على السياسة الخارجية وأهل المصالح . شكراً جزيلاً لكِ


6 - نعم،إن لثورة شباب 25/ يناير نتائج إيجابية
Jenny Hayek ( 2011 / 2 / 9 - 03:10 )
أهمٌها حوٌلت المخيف المرعِبْ إلى...خائف ومرتعب
أختي العزيزة
الحكام العرب خبيرون بزرع الرعب والخوف بقلب شعوبهم..
لأنهم فاشلون والأهم لا يحبون شعوبهم
يمتطون الكراسي ويُطيلون الجلوس عليها دون كلل عشرات السنين عن طريق
، نشر الجهل ، والفقر، والبطالة و بزرع التفرقة بين ابناء الشعب الو احد
ليشغلوهم عن همومهم الأصلية ومحاربة مصادره
عاش شباب مصر لقد نجحوا وأصبح اسمهم عاليا بين الشعوب الأخرى..وقاموا بفضح المستبدين سارقي الرغيف من افوه اصحابها


7 - تعليق خاص بموضوع مصر تتحدث عن نفسها
Jenny Hayek ( 2011 / 2 / 9 - 04:06 )
20 - السيدة الغالية مرتا

2011 / 2 / 9 - 02:50
التحكم: الحوار المتمدن Jenny Hayek
تكفيني شهادتك التي أعتز بها... صدقيني أني حريصة بكلماتي اكتر من اللازم من أجل السماح لنشر تعليقاتي التي من خلالها استطيع تقديم
شكري للكاتبة/الكاتب الذين يعطوننا من وقتهم وراحتهم ليتواصلوا مع القراء بأفكارهم النيٌرة


8 - شكر وتقدير
مرثا فرنسيس ( 2011 / 2 / 9 - 17:44 )
اخوتي الأفاضل مع كل التقدير والاحترام وحفظ كل الالقاب

اخي احمد الأمين : تظهر المعادن الأصيلة في الأزمات ، كما تظهر النفوس المريضة، اتمنى ان تزداد الصور الايجابية في مصرنا الجميلة .شكرا لك

اخي طلال الخوري : الخوف جعل المصري يشعر بأنه مراقب ، بل ويشعر بالقلق اذا ابدى رأيه بصراحة في أي أمر من امور الحياة خوف من الاستبداد ،حتى في مكالمات التليفون . شكرا لك

اختي ليندا : مصر الجميلة يتميز شعبها بالشهامة وخفة الظل وتقديم المساعدة لمن يحتاج ، الأزمة الطويلة التي نمر بها اظهرت هذه النوعية الرائعة وايضا اظهرت نوعيات ماتت ضمائرها ولم تعد ترى الا نفسها . شكرا لكِ


9 - شكر وتقدير
مرثا فرنسيس ( 2011 / 2 / 9 - 17:52 )
اخوتي الأفاضل مع كل التقدير والاحترام وحفظ كل الالقاب

اخي سفير فريد: الشباب المصري اعطى لنا الأمل ان تعود مصر ثابتة ناهضة عظيمة ، واتمنى ان تشرق الحياة من جديد على حياة كل المصريين . شكرا لك

أخي شامل عبد العزيز: مصر لن تعود للوراء نعم ؛ مصر تتغير وبكل تأكيد ستؤثر في كل البلاد العربية من حولها . شكرا لك

أختي جانيت : ليس خفي لن يستعلم، اتى اليوم الذي تُكشف فيه الحقائق، وينفضح كل شر ، وفي الازمات يظهر المعدن الحقيقي لكل انسان . شكرا لكِ


10 - نحن مع الثورة
زهير دعيم ( 2011 / 2 / 10 - 12:10 )
الغالية والكاتبة المبدعة مرثا:
نحن مع الثورة ؛ ثورة الشباب على الظلم والفاسدين والسارقين لاحلام البشر ، شريطة ان تبقى في حدود الثورة ولا تتعدّى الى الفوضى واستباحة ارزاق الناس .
اختاه : لقد ذكرتك وكل الاحباب بالامس في حضرة الرب يسوع حين ركعت عند اقدامه في كنيسة القبر المقدّس.
صحيح ان القبر فارغ والرب حيّ ، ورغم ذلك ارتعش كلما ازور القبر الفارغ في اورشليم ، فاراني أشمّ انفاسة واسمع تنهداته ، ..
كم عظيم هذا الرب الحيّ فمصر عليها ان تعلّق رجاءها به.
لك محبتي من الجليل


11 - أخي الفاضل زهير دعيم
مرثا فرنسيس ( 2011 / 2 / 10 - 19:17 )
شكرا لك، كم اسعدني تعليقك واتجاه قلبك لتذكر اصدقاء لم تراهم اوتتعرف عليهم شخصيا، ولكنك ترفع صلوات مؤيدة ومعضدة لهم في مثل هذه الظروف المصيرية ، اثق ان الله صالح للكل وسيأتي الخير مع التغيير
أحييك من مصر الجميلة مع نسمات الحرية القادمة
محبتي واحترامي لشخصك


12 - ضمن ايجابيات الثورة
جهاد عبد العزيز ( 2011 / 3 / 22 - 12:59 )
اهم حاجه عملتها الثورة انه اصبح باستطاعة اي انسان مهما صغر حجمة المطالبة بحقه دون خوف

اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة