الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحكمة الدولية تنتعش على عبق الياسمين

مسعود محمد

2011 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


كانت الساعة تشير إلى الواحدة إلا عشر دقائق من يوم الاثنين في الرابع عشر من شباط العام 2005، عندما دوى انفجار هائل في بيروت تعدى صداه حدود لبنان. اغتيل زعيم سنة الشرق، اهتزت سلطة الأمر الواقع، استقال رئيس الحكومة آنذاك الرئيس عمر كرامي، نزلت الحشود الى الشارع ونادى الناس بعفوية " ها وياالله سوريا طلعي بره" الجيش السوري ينسحب على صدى صرخات الجماهير المطالبة بالثأر من بشار ومن لحود. الناس تريد الحقيقة، تحت ضغط المطالبة بها، أرسل المجتمع الدولي فريقا دوليا لتقصي الحقائق فتحول إلى فريق تحقيق دولي. وذهب إلى أبعد من ذلك عندما تبنى مجلس الأمن مشروع إقامة محكمة خاصة بلبنان بدأت عملها في الأول من مارس (آذار) 2005، بعد أن فشلت الحكومة اللبنانية بإقرارها إثر انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل منها. أيام قليلة تفصل اللبنانيين عموما وتيار المستقبل خصوصا عن الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، لكن الذكرى هذا العام تأتي في ظل ظروف متشعبة ومعقدة. فالقرار الاتهامي يمكن صدوره في اي لحظة بعدما تسلمه قاضي االاجراءات التمهيدية، والحكومة الجديدة تتشكل بمنأى عن سعد الحريري وتيار المستقبل، والمنطقة تغلي بمتغيرات سريعة لن يكون لبنان بمنأى عن تداعياتها. هل تكون الذكرى السادسة بداية دفن المحكمة الدولية، خاصة وأنه فتح باب الانسحاب من بروتوكولات ارتباط لبنان بالمحكمة بمجرد القبول بمناقشة موضوع المحكمة وبدأ جولة من التنازلات، والاعتراف بشهود الزور وتسريب التحقيقات مما أوحى بضعف بنية المحكمة، وفتح الباب أمام قوى الثامن من آذار تارة بالتهديد بالسلم الأهلي وتارة باغراء السلطة باقناع الرئيس ميقاتي بالترشح لرئاسة الحكومة للاطاحة بعصفورين بحجر واحد المحكمة وزعامة آل الحريري على قاعدة أن من فتح باب النقاش حول المحكمة كان الرئيس سعد الحريري بتنازلاته وكلامه عن شهود الزور. حتى لحظة سقوط نظام بن علي هذه كانت الأجواء في لبنان غيوم سوداء، انسحاب من الحكومة، انتشار عسكري بلباس أسود للضغط على النواب والناس، انتقال الأكثرية من دفة الى أخرى، خسارة السلطة وانتقالها الى الفريق المناهض للمحكمة والحقيقة والسيادة والاستقلال، الرئيس السوري أعلن ارتياحه للانتقال السلس للسلطة في لبنان، كاد الناس يقولون انها نهاية ثورة الاستقلال، دفن الحلم بعد خمس سنوات. عبق الياسمين أعاد الروح للأرز وثورته. امتدادها لمصر أكد استجابة القدر للشعوب التي تريد الحياة. ثورة في تونس، واخرى في مصر، واحداث قد تندلع، وقد لا تندلع في سورية، وتوترات في الاردن وربما السودان واليمن. بعد المفاجأة المصرية، لم يعد هناك من محظور ارادة الشعوب تنتصر على جلاديها. مع اقتراب صدور القرار الاتهامي رسميا، يكثر الحديث في لبنان عن صفقات قد تعقد مع سورية حول المحكمة، خصوصا في ظل مقاربة الإدارة الجديدة للتعاطي مع سورية، وحماستها لإيجاد حل لقضية الشرق الأوسط والعمل على التوصل إلى اتفاق سلام عربي – إسرائيلي. ولكن أوباما نفسه يبدو أنه تنبه لهذه المخاوف، وكان أصدر بيانا في الذكرى الرابعة لاغتيال الحريري في 14 شباط شدد فيه على دعمه للمحكمة وعلى إيجاد قتلة الحريري وتقديمهم للمحاكمة. الا أن هذا الكلام لم يترجم فعليا، تخطته الحكومة الأميركية وارسلت سفيرا لها الى دمشق، للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا. هل يكون عبق الياسمين سببا اضافيا لاسقاط الأنظمة العسكرية الرابضة على صدور شعوب المنطقة؟ فيكون الشرق الجديد واحة للحريات وحقوق الانسان والديمقراطية والانفتاح وتشرق شمس الحقيقة؟ أم يعيد العسكر اعادة انتاج سيطرته فيقمع رغبة الشعوب بالحلم بحياة سعيدة يتنفس فيها الناس بحرية، وسيادة واستقلال. المشهد العام يبشر من تونس الى مصر الى اليمن بفجر جديد، وجه جميل السيد وما كان يمثله من نظام أمني حينها غرب مع غروب شمس 14/ شباط فبراير 2005 ، على جمهور الرابع عشر من آذار الصمود في ساحات الحرية حتى لا يشرق وجهه من جديد يوم 14 شباط فبراير 2006.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف