الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتدنسوا بغداد بهذه القمة

شاكر الناصري

2011 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لا ندري هل إن مايصرح به الرئيس العراقي ،جلال الطالباني ، ينبع من أدراك حقيقي لمضامين هذه التصريحات أو فهم لما ستثيره من ردود أفعال على أقل تقدير، ام أنها تصريحات تتناسب مع الموقف والمناسبة التي يتواجد فيهما ؟

(أن بغداد في شوق لكم ) هكذا خاطب جلال الطالباني الحكام العرب وهو يحضهم لحضور القمة العربية المفترض عقدها في بغداد في شهر آذار القادم ونقول من المفترض ، إذ ان كل شيء رهن الأفتراض ، موافقات الحكومات ، مستوى التمثيل والحضور والأهم من كل ذلك الأوضاع المحيطة بهذه القمة او التي ستعقد في ظلها وتحيط بها ، فما حدث في تونس من سقوط لنظام دكتاتوري مرعب او ما يحدث في مصر الآن من ثورة شعبية وحراك سياسي وأجتماعي كبير من أجل أسقاط دكتاتور آخر يتلاعب بمصير ومقدرات الشعب المصري منذ ثلاثين سنة ، تدفع الجميع لأعادة ترتيب أوراقهم التي يريدون وضعها على طاولة النقاشات او الخطابات التي سيلقونها في قمتهم المفترضة .

إن السؤال الذي يتردد في أذهان الكثير منا لماذا يريدون عقد قمة عربية في بغداد وما الذي ستضيفه قمة لهذه المدينة ولأهلها وللعراقيين جميعا . هل تبحث بغداد او حكامها والسلطات فيها عن شرعية ومكانة مفقودة لاتتحقق ولا تستعاد الا بعقد قمة يحضرها الحكام والملوك العرب ؟ كيف ينظر المواطن العراقي لملك او رئيس وزعيم من شاكلة ملك السعودية والرئيس اليمني او الليبي او حسني مبارك وهو يصارع من أجل البقاء في كرسي الحكم ،على سبيل المثال لا الحصر ، وهم يدنسون أرض بغداد بعد أن نفضت هذه المدينة وأهلها غبار حكم طاغية ودكتاتور أحال حياتهم الى جحيم ؟

لا أحد يمتلك القدرة على فهم تصريح كهذا سوى من أطلقه . عن أي بغداد وعن اي شوق يتحدث أو يصرح جلال الطالباني ؟ ما الذي يجعل مدينة كبغداد تشتاق للقاء حكام وملوك وأمراء أقل ما يقال عنهم أنهم حفنة من المنبوذين في شعوبهم ودولهم ، حفنة من محتكري السلطة واسياد القمع والأستبداد والمتلذذين بأذلال الشعوب التي يحكمونها كقطعان من العبيد وفاقدي الأرادة ؟ أية رسالة سيحملونها لبغداد وأهلها ، هل سيدافعون عن تطلعات العراقيين نحو الحرية والحياة الكريمة ومطالباتهم بالمساواة الأقتصادية والحقوقية والثقافية ؟ هل سيفرحون لأن العراق تخلص من سلطة دكتاتور يتسابقون كلهم للوصول الى درجة بطشه وأرهابه بحق العراقيين وهم الذين امدوه بكل اسباب البقاء والقمع والمتاجرة بدماء العراقيين خلال سنوات حروبه الكارثية ؟ فحين كنا نحترق وتتطاير اشلائنا في محرقة الحرب كانوا يتغنون بأمجاده وحروبه فأحالوه الى بطل ومنقذ أمة .

ما الذي يمكن ان يضيفه حكام يدعمون الأرهاب ويعززون من الأنقسامات الطائفية والقومية ويعلنون العداء السافر للعراق ولأهله ومستقبله ولتجربته السياسية الجديدة رغم كل اشكالاتها ؟ لاندري كيف يمكن لبغداد ان تشتاق لملك او أمير أو رئيس قتل وروع أهلها وارسل المفخخات والقتلة من أجل مصالح سياسية معينة ؟

ما الذي ستضيفه هذه القمة في سجلات التاريخ سوى أن مجموعة من الطغاة واللصوص قد ألتقوا في بغداد وهم يعيشون أحرج مراحل حكمهم ودكتاتورياتهم وهم يتلمسون مدى الرفض الذي تطلقه الشعوب التي يحكمونها في وجوههم ؟ فثمة شعوب أطلقت العنان لمطالبها بالحياة الكريمة والحرية والعدالة الأجتماعية والعيش خارج أسوار القمع والاستبداد والانفراد بالسلطة والتحكم بمقدرات الشعوب وأنتاج مواطنة مشوهة وممسوخة من خلال ارتكاز هذه الحكومات على مشاريع تعزيز الهويات العنصرية من طائفية وقومية . وإذا كان أحد هؤلاء الطغاة قد فر هاربا امام حركة وأنتفاضة شعبية تطالب بإعادة الأعتبار للأنسان ولكرامته وأنه الأساس في مسيرة البناء والرفاهية والتنمية ، فإن المتبقي من طغاة وحكام باتوا يجلسون على كراس حكم واهية ومتداعية وجميعهم بأنتظار اندلاع أنتفاضات وثورات غضب إن لم تسقطهم فأنها تعيد ترتيب الاوضاع السياسية والأقتصادية والاجتماعية لصالح المواطن وحريته وتجعله في موقع صاحب القرار في تحديد مصيره وحياته .

نحن ازاء أناس ، هم ملوك وحكام وأمراء يحكمون مئات الملايين من البشر في دول العالم العربي ، أناس أمتلكوا القدرة على الأستلاب وفرض العبودية والأذلال بحق المواطنين لكنهم يمتهنون عدم الفهم ، أي فهم مطالب من يخضعون لسلطاتهم بدرجة كبيرة وهائلة وان وصولهم الى لحظة الفهم الحرجة هذه لايحتاج سوى ثورة أو أنتفاضة على أقل تقدير.

حتى يحين موعد أنعقاد قمة المفترضة في بغداد فلا احد يعلم كم حاكما او رئيسا سوف يزول بعد ان احكم اغلاق كل منافذ الفهم والعيش في ابراج حصينة ومنيعة تحوطها هواجس الأمن والمؤامرات والأيغال في ممارسة الأستبداد وسرقة ثروات الشعوب والتلاعب بمقدراتها ومصائرها ويستمدون شرعية زائفة تعتمد العنف وتزييف الحقائق . وحتى موعد عقد هذه القمة أيضا فأننا نقول للساسة في العراق الذين يطبلون للمكسب الكبير الذي سيتحقق لبغداد ومكانتها حين عقد هذه القمة : طالما تحدثتم عن الحرية والتخلص من الدكتاتورية والأستبداد وطالما تاجرتم بدماء ضحايا مرحلة الحكم الدكتاتوري وصورتم أنفسكم كنتاج لمرحلة جديدة في العراق هي مرحلة الديمقراطية والحريات السياسية وحرية التعبير عن الرأي وتتفاخرون بأن عدوى الديمقراطية والتغيير سوف تنتقل الى بلدان شتى لترسم ملامح مرحلة جديدة . لا تشوهوا بغداد بهذه القمة ولاتدنسوا طرقاتها وفضاءاتها بمواكب ملوك وحكام يذكروننا بمرحلة حكم دكتاتوري متوحش ونسخ مشوهة ومثيرة للأشمئزاز من صورته وممارساته الأجرامية بحقنا التي لانمتلك القدرة على تجاهلها أو نسيانها ولانستطيع التطلع للمستقبل دون ان نلتفت للوراء خوفا من تكرار ما تعرضنا له ، مثلما لانمتلك القدرة على نسيان الجرائم التي يقومون بها ويرتكبونها بحق شعوبهم وتعاملهم معها كأنها ملكية خاصة وخالصة لهذه الملك والرئيس المنبوذ أو ذاك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إدراك !! ولك مو هالقرقوز ماعنده مخ
حميد كركوكي ( 2011 / 2 / 8 - 13:26 )
تأريخ حياة حياتي مام جلال مليئ بالمداعبات و التلونات الجاشية السنية تارة في سعود و ليبيا والأثنى العشرية الحشرية القمية ! تارة يقبل خدود صدام و تارة يسجد للترك على ضريح هولاكو  كمال پاشا ! أنه آلة موسيقية غريبة ايصح بأن نسميه 30 تار الآلة الموسيقية الوترية على شكل سه تار{ الأيراني } ولكن بثلاثين وترا ! لحد الآن كنا نضحك عندما يحضن الطغات العرب ! ولكن الزمن أخذ به للخرف المقيت حتى أخذ به الهشاشة بأن يعلن أن انوشيروان صديقه و فلذة كبده آنذاك في مكتبه السياسي سنة 1988 مسببا للقتل الجماعي بالكمياء في حلبجة {هه له بجه } بهذه المهزلة يغسل عار حرب إبادة على جبين الفاشية العربوية الصدامية ، أقتراح عندما يجئ كل مخرفي العرابيش إلى بغداد من عبدالله السعود ، والمجنون معمّر والمستهتر العنكبوت لامبارك ، ووو... وعلى شاعرنا الشعبي مضفّر النوّاب ترتيل آياته الشعرية لهم في ميدان الحرية ، وبعد ذلك جميعهم يدعون الى دبكة كوردية على ضفاف دجلة وأكلة مسگوف بونية و بطل مستكي و بطل زحلاوي نوع الحلال لحرامي الحرمين الشرفين ، هذا وشكراللأخ شاكر المعيدي -الناصري- للمزحة فقط!! المعدان في قلبي وعلى راسي.


2 - دعوة لعقد القران
محمد نوري قادر ( 2011 / 2 / 8 - 13:48 )
هي كما هي سابقاتها لن تعني شيئا ولن تؤثر في مايرسمه من يريد ان يبدوا للاخر انه مخلص ومحب الا بما شاؤوا له ان يقول
هذا ما يجمع اكبرعدد ممكن لعقد القران ممن دعاهم للحضور


3 - دعوة شــــــماته
كنعـــان شماس ( 2011 / 2 / 8 - 15:43 )
شكرا للاستاذ شاكرالناصري صدحت بما يفــور في النفوس واظن ان لااحدا ممن ذكرت يتجرا ويقدم الى بغداد لاحتمال استحالة الرجوع اما دعوة مام جلال فهي من باب رفع العتب وهذا نفاق مطلوب في السياسة وخذ الحكمة من ميدان التحرير في مصر او الاقامة الاجبارية المملة لزين العابدين في ضيافة ال سعود وقد تكون دعوة شـــماته


4 - داء النرجسية ألمهلك و حب ألظهور!!!
طلال الربيعي ( 2011 / 2 / 8 - 15:50 )
ألطالباني, كمعظم ألمحكام ألعرب, مصاب للأسف بداء النرجسية و حب ألظهور و ألفخفخخة وألمكيافيلية . ألمهم بألنسبة له فقط هو ألظهور وألتبختر أمام أقرانه من ألحكام ألعرب كرئيس ألقمة ألعربية, غير آبه أخلاقيا أو دستوريا با لمرة بألفقر و ألحرمان وكوارث ألبطالة ألمدقعة ألتي قد أبتلى بها شعبنا ألعراقي, وما يسببه هذا ألمؤتمر من خسائر مالية جسيمة لأسناد حكام ظلمة وفاسدين, وعلى حساب ألشعب ألعراقي وألشعوب في ألدول ألعربية ألاخرى.
وما يدعو لأسف فعلا أن منظمات و هيآت ألمجتمع ألمدني وألأحزاب ألديموقراطية في ألعراق تبدو غير مكترثة بهذا ألأمر أما بسبب ألخوف من ألسباحة ضد ألتيار أو لأسباب مصلحية وأن كانت تبرر بكل ما هو مستهلك وردئ ومضر للوطن وألشعب


5 - لا تدنسوا بغدادنا بقمتكم الغير مشرفة
محمود الفرج ( 2011 / 2 / 9 - 01:59 )
ان من سياتي الى بغداد بحجة القمة هم على شاكلة مبارك وبن علي وليلى الطرابلسي وسراق شعوب الخليج وبوتفليقة وعلي صالح واخرين ولكن السؤال ماذا قدموا هؤلاء الرؤساء البائسين الى شعوبهم لكي يقدموا الى الشعب العراقي المنهك انهم لا يقدمون شيئا سوى الاساءه الى حكومة السيد المالكي المتعطش الى موقف رؤساء عرب شعوبهم لا تتشرف بهم رصدت المليارات من الدولارات وبنيت اضخم الفنادق وصرفت المليارات من الدولارات للحفاظ على امنهم وسلامتهم والعراقيين يفجرون في الشوارع وتنقصهم لقمة العيش
ايها السيد المالكي
الشعب العراقي من يعطي الشرعية لك ولا وليس الحكام العرب الفاقدي الشرعية في بلدانهم


6 - رد من الكاتب
شاكر الناصري ( 2011 / 2 / 9 - 11:28 )
الاحبة حميد كركوكي ومحمد نوري وكلال الربيعي و كنعان شماس ومحمد الفرج ..شكرا لكل ما كتبتم ..هي محاولة للفت انتباه كل من يشعر بالعار من عقد هذه القمة في بغداد او اي مدينة اخرى فمن سيحضر سيكون رمزا للاستبداد والدكتاتورية ومصادرة الحقوق والحريات ..انا ادعوا كل الحركات والتجمعات الثقافية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وحركات الغضب العراقي لتنظيم حركة او حملة متواصلة لمنع عقد هذه القمة ..سلمتم جميعا و


7 - اين ستذهب اموال التحضير لهذه القمة؟؟؟
علي صالح ( 2011 / 2 / 11 - 01:01 )
هؤلاء اللصوص والمجرمين من القادة العرب، سوف لن يحضروا الى بغداد لانهم الان منهمكون في تهريب الاموال الى الاماكن التي تنتظرهم بعد ان يرفسهم الشعب على مؤخراتهم ويبصقون على جباههم، السؤال المطروح حسب ماقرات وسمعت من مقربين من لصوص محاقظة بغداد وامين العاصمة، ان هناك عشرات الملايين ان لم تتعدى المائة مليون دولار للتحضير لهذه القمة التافهة، اين سيكون مصير هذه الاموال؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
ومن سيحاسب هؤلاء السراق عليها؟؟
ثم انت ياايها الحريص على العراق يارئيس جمهورتينا العظيمة، ممكن توضح لنا نحن المساكين والسذجة، ماهي فائدة مثل هذه القمة من هذه الثلة العفنة من الرؤوساء والملوك لوطننا العراق؟؟؟
اظن انك لاتعرف وهذه وحدها كارثة

اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه