الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة اللوتس المصرية . المنعطف التاريخي الكبير في عصرنا ..؟؟

جريس الهامس

2011 / 2 / 8
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ثورة اللوتس في مصر المنعطف التاريخي الكبير في عصرنا ....
رغم كل ما يمتلكه فرعون مصر المتأمرك حسني مبارك من مافيات متعددة الخصائص والكفاءات والأسماء لحماية عرشه ورغم كل المليارات المنهوبة من الشعب والمال العام والخاص في خزائنه وخزائن رؤوس كهنته فيما يسمى ب ( الحزب الوطني ) تزويراً لإسم الحزب الوطني الذي بناه مصطفى كامل وشباب مصروعمالها وفلاحيها في نضالهم ضد الإحتلال البريطاني منذ قرن من الزمان الذي توّج بثورة 1919 المجيدة ...
رغم كل ذلك انهار فرعون مبارك – ولو بقي صورة -- منذ الأسبوع الأول للثورة لولا -- غرفة الطوارئ الأمريكية – الإسرائيلية -- أو كما يسمونها : خلية أزمة -- التي أنشئت على عجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من " خبايا الزوايا " في مخابئ الإتفاقات السرية التي كان مبارك عرّابها في الوطن العربي ضد شعوبنا والعالم ..
واستطاعت الثورة الشعبية المتمركزة في ساحة التحرير قلب العاصمة المصرية وفي ساحات جميع المدن المصرية من إسوان جنوباً إلى الإسكندرية وبورسعيد شمالاً ..ومن رفح وشرم الشيخ شرقاً إلى طبرق والحدود الليبية شرقاً ,, بهتاف واحد وتنظيم واحد – إسقاط النظام كله .. ورحيل الديكتاتور والإحتكام لصناديق الإقتراع في انتخاب السلطات العامة عبر انتخابات حرة ونزيهة وفق دستور جمهوري ديمقراطي يفصل بين السلطات ويفصل الدين عن الدولة ولا يفرق بين الشعب على أساس الدين أو الجنس أو العرق أو العقيدة , وقانون إنتخابات ديمقراطي ,, كما طالبوا بقانون أحوال شخصية مدني يوحد الشعب دون أي تفرقة دينية ..
وجاء أحد الشهداء في السادس من شباط الحالي ليؤكد وحدة الشعب الوطنية الصلبة حيث أقيم قداس الأقباط المسيحيين بجانب صلاة المسلمين عاى أرض واحدة وفي توقيت واحد على أرض ساحة التحرير .. جاء ليدحض كل مزاعم الفزاعة الطائفية التي زرعها عملاء النظام وإسرائيل والمنتشرة في سورية ولبنان والعراق مع الأسف ....
وكان أهم إنتصار ومكسب حققه ثوار 25 يناير – ك2 - في تاريخ مصر مكسب حق حرية التظاهر .وحرية التعبير والرأي واحترام الرأي الاّخر الذي إنتزعوه بالدم وعمدوه وفرضوة بالوحدة الوطنية والتضحيلت اللامحدودة .ليحطموا بضربة واحدة همجية الطاغية وصلفه وغروره وايتذاله وسوء طويته وأخلاقه وأخلاق وطوية أسياده في واشنطن وتل أبيب وأقرانه العرب بصورة مفاجئة ورائعة في اّن ...
.... كما قال الثوار : نحن ثورة شعبية تضع عقداً إجتماعياً جديداً – من صنع الثورة يضع قواعد الحكم الجديد حتى لايفرض الإنتهازيون – أصحاب الثروة والسلطة – لجان الحكماء —التي لم تشارك في الثورة وجاؤوا من الخارج ..نحن نقول الذين قاموا بالثورة يقودون الثورة .. حتى بناء الدولة الديمقراطية والتغيير الجذري - لقد قامت الأديبة الكبيرة الرائدة نوال السعداوي بزيارة ميدانية شبه يومية لميدان التحرير وقدمت لقرائها صورة حقيقية معاشة مع الثوار من الشباب والشابات والأمهات والأطفال والشيوخ يفترشون الأرض حتى يرحل الطاغية نقلت لنا مدى وعي شباب وبنات الثورة وطموحهم الوطني المشروع .. والجرائم التي أرتكبتها عصابات الأمن والبلطجة والمرتزقة المسلحة ضد المتظاهرين ليلاً سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى خصوصا جريمة ليلة 2 شباط الجاري .. يومها جندوا مئات المجرمين على الجمال والخيول والحمير مسلحين بالسيوف والمسدسات والسكاكين والقنابل الحارقة وشنوا هجوماً على الثوار في ساحة التحرير لإخراجهم منها .. لكنهم فشلوا أمام صمود الشباب واعتقل من المهاجمين أكثر من مئة معتدي واعترفوا من دفع لكل منهم 500 جنيه و(فرّوج كونتاكي ) بينهم ضباط شرطة ورجال أمن ما شاء الله ؟؟ -- يمكنكم مراجعة مقا ل الدكتورة نوال السعداوي على موقع حوارنا المتمدن بعنوان – الثورة المصرية تضع قيماً وعقداً إجتماعياً جديداً –
كما قامت عدة سيارات شرطة بدهس شبان في قلب الساحة والفرار ..شاهدها الجميع على شاشة التلفاز ... وأعطى أمر لبعض ضباط الجيش لإطلاق النار على الثوار لكنهم رفضوا حتى الاّن رغم أن قيادة الجيش لم تحسم موقفها ضد الطاغية حتى الاّن مع الأسف ..
وهذه السلبية تساعده للبقاء في القصر يخدع ويضلل العالم .. هذا اللص الكبير الذي قدرت الدوائر الغربية ثروته ب 70 مليار دولار عدا ثروة زوجته وإبنه وصهره التي تقدر بمئات المليارات ..على أشلاء الشعب المصري الجائع ..؟
رغم كل ذلك ورغم دعم إسرائيل وأمريكا والناتو المباشر فإن تنظيم الثورة وصمودها , وشعاراتها البسيطة التي أولها – سلمية سلمية – غير حزبية – حرية و ديمقراطية وحكم الشعب – القضاء على الفساد – التغيير الجذري – رحيل الرئيس رأس الفساد والإستبداد ...
– بلع مبارك وعصابته أهداف الثورة برشامة تلو الأخرى رغم أنوفهم .. ولم تنفعهم البلطجة والإفتراءات والإتهامات الجاهزة ضد الثورة والثوار وسقطت كل فزّاعاتهم التي فرضوها على الشعب وعلى أسيادهم الأمريكان .. بأنهم السد المنيع ضد سيطرة الإخوان المسلمين والإرهاب على مصر وإذا سقط النظام فالبديل الإخوان .. وهذه الفزاعة نفسها كان يستعملها طاغية تونس بن علي فجاءت الثورة الشعبية لتطهر تونس من خزعبلات الديكتاتورية وتعيد السلطة للشعب بكل فئاته عبر دستور الديمقراطية.ولم يطرح شعار إسلامي أو طائفي واحد في ثورتي مصر وتونس .. بل لم يكن للتيار الإسلامي أي دور في تنظيم وقيادة الثورتين ...
.. وما زال طاغية دمشق وأبواقه وجواسيسه يختبئون خلف الترويع والتخويف من الإخوان المسلمين للبقاء المستحيل في قلعة الخيانة العظمى واللصوصية .التي أشادوها على أشلاء الضحايا والمقابر الجماعية .....
لقد كان الإخوان المسلمون وحزب التجمع والوفد والناصري اّخر من اشتركوا في الثورة واّخر من علم بها .. ورغم ضعف هذه الأحزاب الهرمة والتعيسة يصر نظام مبارك سليمان على التفاوض معها دون جدوى ..لأن هدف سليمان الأول وإسرائيل وأمريكا ألأول إبقاء مبارك حتى أيلول القادم علّهم يجدوا بديلاً مطواعاً مثله....مع محاولة الإلتفاف على الثورة وإجهاضها أو لغمها ,,, إن الثورة المصرية شعبية غير حزبية وغير أيديولوجية وشبه عفوية ...كل هذا صحيح وغير نقابية أيضاً كالثورة الثونسية التي لعب فيها إتحاد نقابات العمال ( الإتحاد العام للشغل ) دور الرافعة أو الدينمو – فيها أيضاً هذا صحيح لأن نقابات العمال في مصر تابعة لأجهزة الدولة وللمخابرات بالتحديد مثل وضع النقابات كلها في سورية ......
لكن من التدقيق أكثر بما نشر عن مناضلين ورفاق في الساحة تبين أن مجموعات وأفراد من من خارج النقابات انضموا للثورة ,, وكذلك هناك منظمات يسارية جنينية أو متطورة أكثر اشتركت في الثورة منها – الحزب الشيوعي المصري الصغير- وتيار التجديد الإشتراكي – ومنظمة الإشتراكيين الثوريين و – الحركة الشعبية الديمقراطيى للتغيير – وشباب من أجل العدالة – ومجموعة شبابية للتغيير تؤيد السيد البرادعي – و شباب 6 نيسان – وحزب الغد – أيمن نور – والجبهة الديمقراطية – وحزب الكرامة الناصري ....
المهم أن الأكثرية أو معظم الثوار متفقون على عدم التفاوض مع النظام قبل رحيل فرعون مبارك ...
ورغم عدم حسم الصراع نهائياً كما يريد الشعب المصري وكل محبي مصر استطاعت الثورة إرغام الديكتاتورية الأليغارشية على :
1- تعيين نائب له أغفل تعيينه ثلاثين عاماً ليبقى الطريق مفتوحاً لتوريث إبنه .
2- تنازل عن التمديد والتوريث دفعة واحدة .
3- إقالة أسوأ حكومة في تاريخ مصرحكومة – أحمد نظيف - فيها الجلاد الأول وزير الداخلية حبيب العدلي .
4- إقالة أحمد عز من مناصبه في الحزب والدولة وهو صهره الذي زور الإنتخابات الأخيرة علناً
5- طرد قائد الشرطة ساعده الأيمن
6- إستقالته من رئاسة الحزب وإقالة إبنه جمال وأعوانه في مافيا الصفقات والمقاولات وفي مقدمتهم : صفوت الشريف – مفيد شهاب – زكريا عزمي وغيرهم ...من قيادة هذا الحزب .
7- .وأرغم الفرعون مبارك على قبول الثورة باللسان بعد أن فشلت كل أحقاده وجرائمه وأجهزته في النيل منها ...لكنه لن يتوان عن خيانتها وطعنها في الظهر مادام على رأس السلطة ومادام الثوار لم يستطيعوا الإستيلاء على المفاصل الرئيسية في الدولة ..ومادام الجيش لم يحدد موقفه بجانيها ...
8- سأعود في حلقة قادمة لشرح المخاطر القائمة في الساحة المصرية ...
وفي الختام أهنئ الشعب التونسي الشقيق وثواره الأبطال على بواكير ثمار ثورتهم الرائدة في : 1 – إ لغاء عقوبة الإعدام في تونس وهو انتصار هام وريادي يتوج رأس الثورة التونسية لإعتبار الإنسان أثمن رأسمال في الوجود ,,سبقتم بهذا الإلغاء معظم دول العالم نحو التقدم الإنساني ..
2 – إنضمام تونس الثورة لمعاهدة محكمة الجنايات الدولية في روما كأول دولة عربية .
3- دفع تعويضات لعائلات جميع شهداء الثورة ولجميع معتقلي الرأي في سجون بن علي الذين أفرج عنهم جميعاً
... تهنئة قلبية لكم أيها الثوار وإلى اللقاء
جريس الهامس – لاهاي – 8 / 2








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. مفاجآت الجولة الثانية!


.. غداة الانتخابات التشريعية.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يقدم ا




.. رغم إصراره.. اجتماع لكبار الديمقراطيين لبحث مستقبل بايدن


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - أبو عبيدة: عززنا القدرات الدفاعية




.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يعلن تقديم استقالته لرئيس الجمهوري